تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خسو]:

صفحة 373 - الجزء 19

  رِزانٌ إذا شَهِدُوا الأندِيا ... تِ لم يُسْتَخَفُّوا ولم يخْزَوُوا

  وقال شَمِرٌ: قالَ بعضُهم: أَخْزاهُ اللهُ أَي فَضَحَهُ، ومنه قوْلُه تعالى حِكَايَة عن لوطٍ لقَوْمِه: {فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ}⁣(⁣١) {فِي ضَيْفِي}، أَي لا تَفْضَحُونِ.

  وقد خَزِيَ يَخْزَى خِزْياً: إذا افْتَضَحَ وتَحيَّر فضيحةً.

  ومن كَلامِهِم لمَنْ أَتَى بمُسْتَحْسَنٍ: ما لَهُ أَخْزاهُ اللهُ؛ ورُبَّما قالوا: أَخْزاهُ اللهُ، وحَذَفُوا مالَهُ.

  وكَلامٌ مُخْزٍ: يُسْتَحْسَنُ فيُقالُ لصاحِبِه أَخْزاهُ اللهُ.

  وذَكَرُوا أَنَّ الفَرَزْدقَ قالَ بيتاً مِن الشِّعْر جَيِّداً فقالَ: هذا بيتٌ مُخْزٍ، أَي إذا أُنْشِدَ قالَ الناسُ: أَخْزَى اللهُ قائِلَهُ ما أَشْعَرَهُ. وإنَّما يقولونَ هذا وشِبْهُهُ بَدَلَ المَدْحِ ليكونَ واقياً له مِن العَيْنِ، والمُرادُ في كلِّ ذلك إنَّما هو الدُّعاءُ له لا عليه.

  والخَزْيَةُ، بالفتْحِ ويُكْسَرُ: البَلِيَّةُ يُوْقَعُ فيها؛ قالَ جريرٌ يخاطِبُ الفَرَزْدَقَ:

  وكنْتَ إذا حَلَلْتَ بدارِ قَوْمٍ ... رَحَلْتَ بخَزْيَةٍ وتَرَكْتَ عارا

  رُوِيَتْ بالوَجْهَيْن.

  وخَزِيَ أَيْضاً يَخْزَى خَزَايَةً وخَزًى، بالقَصْرِ: أَي اسْتَحْيَى*:؛ قالَ ذو الرُّمَّة:

  خَزَايَةٌ أَدْرَكَتْه بعد حَوْلَتِه ... من جانبِ الحبْلِ مَخْلوطاً بها الغَضَبُ⁣(⁣٢)

  والنَّعْتُ خَزْيانُ؛ قالَ أُمَيَّةُ:

  قالتْ: أَرادَ بنا سُوءاً فقلتُ لها: ... خَزْيانُ حيثُ يقولُ الزُّورَ بُهْتانا

  وهي خَزْيَى**. وقالَ اللَّيْثُ: رجُلٌ خَزْيانُ وامْرأَةٌ خَزْيَى، وهو الذي عَمِلَ أَمْراً قَبِيحاً، فاشْتَدَّ لذلكَ حَياؤُه؛ ج خَزايَا؛ ومنه حدِيثُ الدُّعاءِ: «اللهُمَّ احْشُرْنا غَيْرَ خَزايَا ولا نادِمِين»، أَي غَيْرَ مُسْتَحْيِينَ مِن أَعْمالِنا.

  وفي حدِيثِ وَفْدِ عبْدِ القَيْسِ: «غَيْر خَزايَا ولا نَدَامَى».

  وقالَ الكِسائيُّ: خازانِي فخَزَيْتُه أَخْزِيهِ؛ بالكسْرِ؛ كُنْتُ أَشَدَّ خِزْياً منه.

  والخَزاءُ، بالمدِّ، للنَّبْتِ، بالمهملَةِ، وغَلِطَ الجَوهرِيُّ⁣(⁣٣) في إِعْجامِهِ.

  * قُلْتُ: الجَوهرِيّ: نَقَلَهُ عن أَبي عُبيدٍ فقالَ: الخَزَاءُ، بالمُدِّ، نَبْتٌ؛ والناقِلُ لا يُنْسَبُ إليه الغَلَطُ لأنَّ هذا قَوْل أَبي عُبيدٍ؛ وقد رُوي بالوَجْهَيْن فلا غَلَط، تأَمَّلْ.

  وفي الحدِيثِ: «إنَّ الخَزاءَةَ تَشْتَرِيها أَكَايسُ النِّساءِ للخافِيَة»؛ وقد تقدَّمَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المُخْزَى: هو المُذَلُّ المَحْقُورُ بأَمْرٍ قد لزِمَه بحُجَّة.

  وأَخْزاهُ: جَعَلَه يُسْتَحى منه في تَقْصِيرِه.

  ويقالُ: امْرأَةٌ خَزيانَةٌ، على خِلافِ القِياسِ.

  [خسو]: والخَسَا: الفَرْدُ؛ ومنه الحدِيثُ: «ما أَدْرِي كَمْ حدَّثنِي أَبي عن رَسُولِ اللهِ ، أَخَساً أَمْ زَكاً»، أَي فَرْداً أَو زَوْجاً.

  ج الأَخاسِي؛ قالَهُ الليْثُ وابنُ السِّكِّيت.

  وفي المُحْكَم: المَخاسِي، على غيرِ قياسٍ كمَساوِي⁣(⁣٤) وأَخَواتِها؛ قالَ رُؤْبَة:

  لم يَدْرِ ما الزَّاكي مِنَ المُخاسِي⁣(⁣٥)


(١) سورة هود، الآية ٧٨.

(٢) ديوانه ص ٢٥ واللسان والتهذيب.

(*) كذا، وبالقاموس: اسْتَحْيا.

(**) كذا وبالقاموس: خَزْيا.

(٣) لا غلط، فقد صرح بإعجامه المتكلمون على أنواع النبات، وحكى فيه جماعة الإهمال والاعجام، ا ه. نصر (هامش القاموس).

(٤) في اللسان: كمساوٍ.

(٥) اللسان والتهذيب.