تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خمو]:

صفحة 391 - الجزء 19

  وأَخْلَى اللهُ الماشِيَةَ يُخْلِيها إخْلاءً: أَنْبَتَهُ لها.

  وفي نصِّ نَوادِرِ اللَّحْياني: أَنْبَتَ لها ما تَأْكُلُ مِن الخَلَى.

  وأَخْلَتِ الأَرضُ: كَثُرَ خَلاها؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  وخَلاهُ خَلْياً واخْتَلاهُ: جَزَّهُ وقَطَعَه فانْخَلَى؛ كما في الصِّحاحِ.

  أَو نَزَعَهُ؛ عن اللّحْيانيّ.

  وفي حدِيثِ تَحْريمِ مكَّة: «لا يُخْتَلَى خَلاها».

  وخَلَى الماشِيَةَ يَخْلِيها خَلْياً: جَزَّ لها خَلًى.

  ومِن المجازِ: خَلَى⁣(⁣١) الفَرَسَ: إذا أَلْقَى فيهِ اللِّجَامَ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:

  تَمَطَّيْت أَخْلِيهِ اللِّجَامَ وبَذَّنِي ... وشَخْصي يُسامِي شَخْصَه وهو طائِلُهْ⁣(⁣٢)

  وخَلَى اللِّجامِ عن الفَرَسِ يَخْلِيه خَلْياً: نَزَعَهُ.

  ومن المجاز، خَلَى الِقْدرُ: أَلْقَى تَحْتَها حَطَباً، أَو طَرَحَ فيها لَحْماً، كِلاهُما عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  وخَلَى الشَّعِيرَ في المِخْلاةِ: إذا جَمَعَهُ فيها.

  والمُخْتَلِي: الأَسَدُ لشَجاعَتِه، وهو مَجازٌ.

  وخَالاهُ مُخالاةً: صارَعَهُ؛ نَقَلَهُ اللَّيْثُ.

  قالَ: وكذلِكَ المُخالاةُ في كلِّ أَمْرٍ؛ وأَنْشَدَ:

  ولا يَدْرِي الشَّقيُّ بمَنْ يُخَالي⁣(⁣٣)

  قالَ الأزهرِيُّ: كأنَّه إذا صارَعَهُ خَلا به فلم يَسْتَعِنْ واحِدٌ منهما بأَحَدٍ، وكلّ واحِدٍ منهما يَخْلُو بصاحِبِه.

  وقالَ شمِرٌ: المُخالاةُ المُبارَزَةُ.

  أَو خَالاهُ: خَادَعَهُ؛ وهو مَجازٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: اخْلَوْلَى: دامَ على شُرْبِ اللَّبَنِ؛ واطْلَوْلَى حَسُنَ كَلامُه؛ واكْلَوْلَى: إذا انْهَزَمَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ في المَثَلِ: عَبْدٌ وخَلىً في يَدَيْه أَي أنَّه مع عُبُودِيَّتِه غَنِيُّ.

  قالَ يَعْقوبُ: ولا تَقُلْ: وخَلْيٌ في يَدَيْه؛ كما في الصِّحاحِ.

  * قُلْتُ: يَجوزُ في المَثَلِ خَلْيٌ وخَلِييٌّ؛ قالَ أبو هِلالٍ العَسْكريّ عن المبرِّدِ: خَلِيٌّ تَصْغير خَلْي وهو النَّباتُ الرَّطْبُ؛ قالَ: يُضْرَبُ مَثَلاً للرَّجُلِ اللَّئِيمِ يقومُ إليه الأَمْر فيَعْبِث فيه.

  ووُجِدَ أيْضاً: وحَلْيٌ في يَدَيْهِ، من الحلْيةِ في أَمْثالِ أَبي عُبيدٍ، فتأَمَّل ذلكَ.

  والمِخْلى، بالكسْرِ والقَصْر: ما خَلاهُ وجَزَّ به؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  والسَّيْفُ يَخْتَلِي الأَيْدِي والأَرْجُل: أَي يَقْطَعُ، وهو مَجازٌ.

  والمُخْتَلُونَ والخَالُونَ: الذينَ يَخْتَلُونَ الخَلَى ويَقْطعُونَه.

  وأَخْلَى القِدْرَ: أَوْقَدَها⁣(⁣٤) بالبَعَرِ كأنَّه جَعَلَه خَلىً لها.

  ويقالُ: ما كنْتُ خلاةً لمُوعدِه، أَي مخلفاً، وهو مَجازٌ.

  وأَخْلاها: عَلَفَها الخَلَى.

  وقالَ ثَعْلَب: يقالُ: فلانٌ حُلْو الخَلَى إذا كانَ حَسَن الكَلامِ، وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:

  ومُحْتَرشٍ ضَبَّ العَداوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلوِ الخَلَى حَرْشَ الضّبابِ الخَوادِعِ⁣(⁣٥)

  [خمو]: وخَمَا اللَّبَنُ خَمُوّاً: أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  وقالَ ثَعْلَب وابنُ الأعرابيِّ: أَي اشْتَدَّ.


(١) في الأساس: وأخلى.

(٢) ديوانه ص ٢٤٧ واللسان والأساس والتكملة.

(٣) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٤) في الأساس: أو قد تحتها بالبعر.

(٥) تقدمت العبارة والشاهد قريباً.