تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خوو]:

صفحة 394 - الجزء 19

  أَي تَهَدَّمَ وسَقَطَ ووَقَعَ.

  وأَرضٌ خاوِيَةٌ: خالِيَةٌ مِن أَهْلِها، وقد تكونُ خاوِيَةً من المَطَرِ.

  وقوْلُه تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً}⁣(⁣١)، أَي خالِيَةُ؛ كما قالَ تعالى: {فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها}⁣(⁣٢)، أَي خالِيَةٌ؛ وقيلَ: ساقِطَةٌ على سُقوفِها.

  وقوْلُه تعالى: {أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ}⁣(⁣٣)، قيلَ: خاوِيَة صِفَة للنَّخْلِ لأنَّه يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، أَي مُنْقَلِعة.

  والخَوَى، بالقَصْر: خُلُوُّ الجَوْفِ من الطَّعامِ؛ ويُمَدُّ، والقَصْرُ أَعْلى.

  والخَوَى: الرُّعافُ.

  والخَواءُ، بالمدِّ: الهَواءُ بينَ الشَّيئينِ؛ وكَذلِكَ الهَواءُ الذي بينَ الأَرضِ والسَّماءِ؛ قالَ بِشْر يَصِفُ فَرَساً:

  يَسُدُّ خَوَاءً طُبْيَيْها الغُبارُ

  والخَواءُ؛ الخَوُّ، وهو الجُوعُ.

  والخُواءُ، بالضَّمِّ كغُرابٍ: العَسَلُ عن الزجَّاجي.

  وخَوَى، كرَمَى، خَوى، بالقَصْرِ، وخَواءً، بالمدِّ، تَتابَعَ عليه الجُوعُ وخَوَى الزَّنْدُ خَوىً: لم يُورِ؛ كأَخْوَى.

  وخَوَتِ النُّجومُ تَخْوي خَيّاً: أَمْحَلَتْ أَو سَقَطَتْ فلم تُمْطِرْ في نَوْئِها؛ قالَ كعبُ بنُ زهيرٍ:

  قومٌ إذا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهمْ ... للطَّارِقينَ النازِلينَ مَقارِي

  كأَخْوَتْ؛ وهذه عن أَبي عبيدٍ؛ أَنْشَدَ الفرَّاءُ:

  وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلَّا أَنِضَّةً ... أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْرِي⁣(⁣٤)

  قوْلُه: يُثْرِي أَي يَبُلُّ الأَرضَ. وخَوَّتْ، بالتَّشديدِ؛ قالَ الأَخْطل:

  فأنْتَ الذي تَرْجُو الصَّعاليكُ سَيْبَهُ ... إذا السَّنةُ الشَّهْباءُ خَوَّتْ نُجومُها

  وخَوَى الشَّيءَ خَوًى وخَوايَةً: اخْتَطَفته⁣(⁣٥)، كذا في النسخِ، وصَوابُه اخْتَطَفَهُ.

  وخَوَتِ المرْأَةُ خَوىً: ولَدَتْ فَخَلا بَطْنُها.

  وفي الصِّحاح: فَخَلا جَوْفُها عنْدَ الولادَةِ؛ كخَوَّت؛ كذا في النُّسخِ، والصَّوابُ كَخَوِيَتْ*، وهي أَجْودُ اللّغَتَيْن.

  وكذا إذا لم تَأْكُلْ عنْدَ الولادَةِ يقالُ لها خَوَتْ وخَويَتْ.

  والخَوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: ما أَطْعَمْتَها على ذلكَ.

  وقد خَوَّاها تَخْوِيَةً وخَوَّى لها؛ وهذه عن كُراعِ، ونَقَلَها الجَوهرِيُّ أَيْضاً، عَمِلَ لها خَوِيَّةً تأْكُلُها وهي طَعامٌ.

  وخَوَّى الرَّجُلُ في سُجُودِهِ تَخْوِيَةً: تَجافَى وفَرَّجَ ما بينَ عَضُدَيْه وجَنْبَيْه؛ وكَذلِكَ البَعيرُ إذا تَجافَى في بُروكِهِ ومَكَّنَ لثَفِناتِه.

  وفي حدِيثِ عليِّ، ¥: «إذا سَجَدَ الرَّجلُ فليُخَوِّ، وإذا سَجَدَتِ المرْأَةُ فلَتَحْتَفِز».

  والخَوَى: الثَّابِتُ؛ طائِيَّة.

  وأَيْضاً: الوَطاءُ بينَ الجبلينِ.

  وأَيْضاً: اللَّيِّنُ من الأَرْضِ⁣(⁣٦).

  وقالَ أَبو حنيفَةَ: الخَوِيُّ بَطْنٌ يَكونُ في السَّهْل والحَزْن داخِلاً في الأرْضِ أَعْظَمُ مِن السَّهْبِ مِنْباتٌ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: كلُّ وادٍ واسِع في جَوِّ سَهْلٍ فهو خَوِيُّ.


(١) سورة النمل، الآية ٥٢.

(٢) سورة الحج، الآية ٤٥.

(٣) سورة الحاقة، الآية ٧.

(٤) اللسان والتهذيب والأساس والمقاييس ٢/ ٢٢٥ والتكملة.

(٥) في القاموس: «اختطفه» وسيشير الشارح إليها.

(*) كما في هامش النسخة التي بأيدينا.

(٦) في هذا المعنى والمعنيين السابقين ذكر اللسان الثلاثة بمعنى «الخَوِيّ» وفي الصحاح: الخويّ على فعيل.