تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دحو]:

صفحة 402 - الجزء 19

  وقالَ اللحْيانيُّ: أَي بَسَطْتُه.

  وقد ذَكَرَ الجَوهرِيُّ بعضَ اللّغاتِ التي ذَكَرَها المصنِّف في هذا الترْكيبِ كما سَيَأْتي، فمِثْل هذا لا يكُونُ مُسْتدركاً عليه ولا يُكْتَبُ بالأَحْمَر، فتأَمَّل.

  ولو قالَ: دَحاهُ دَحْياً، كسَعَى؛ كانَ أَنَصّ على المُرادِ وأَبْعَد عن تَخْليطِ الاصْطِلاحِ.

  ودَحَيْت الإِبلَ دَحْياً: سُقْتُها سَوْقاً؛ والذَّالُ لُغَةٌ فيه.

  والأُدْحِيُّ، بالضَّمِّ ويُكْسَرُ: مَبِيضُ النَّعام. وهذا قد ذَكَرَه الجَوهرِيُّ، وهي ذاتُ وَجْهَيْن ووَزْنَه أُفْعُول، والجَمْعُ أَداحِي.

  والأُدْحِيُّ: مَنْزِلٌ للقَمَرِ بينَ النَّعائِمِ وسَعْدٍ الذَّابِحِ، يقالُ له البَلْدَة شَبِيهٌ بأُدْحِيِّ النَّعامِ.

  ودُحَيٌّ، كسُمَيِّ: بَطْنٌ من العَرَبِ؛ عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  ودَحِيٌّ، كغَنِيِّ: ع؛ نَقَلَهما ابنُ سِيدَه.

  والدَّحْيَةُ، بالكسْرِ: رئيسُ الجُنْدِ ومُقَدَّمُهم، أَو الرَّئيسُ مُطْلقاً في لُغَةِ اليَمَنِ كما في الرَّوْض للسَّهيلي.

  وقالَ أَبو عَمْرو: أَصْلُ هذه الكَلِمَة السَّيِّدُ بالفارِسِيَّةِ، وكأَنَّه مِن دَحاهُ يَدْحُوه إذا بَسَطَه ومَهَّدَه، لأنَّ الرَّئيسُ له البَسْط والتَّمْهيد، وقلبُ الواوِ فيه ياءً نظيرُ قَلْبها في فِتْيَة وصِبْيَة.

  * قُلْتُ: فإذاً صَوابُ ذِكْره في دَحا دَحْواً.

  وفي الحدِيثِ: «يدخلُ البيتَ المَعْمورَ كلَّ يَوْم سَبْعونَ أَلْفَ دِحْيَةٍ مع كلِّ دِحْيَةٍ سَبْعون أَلفَ مَلَك»، وبه سُمِّي دِحْيَةُ بنُ خَليفَةَ بنِ فرْوَةَ بنِ نضالَةَ الكَلْبيُّ الصَّحابيُّ المَشْهورُ، وهو الذي كانَ جِبْريل، #، يأْتي بصورته وكان من أَجْمَل الناسِ وأَحْسَنهم صُورَةً؛ ويُفْتَحُ.

  قالَ ابنُ برِّي: أَجازَ ابنُ السِّكِّيت في دِحْيَة الكَلْبي فتْحَ الدَّالِ وكَسْرَها، وأَمَّا الأصْمَعِيّ ففتح الدَّال وأَنْكَرَ الكَسْر.

  والدَّحْيَةُ، بالفتْحِ: القِرْدَةُ الأُنْثى.

  قالَ شيْخُنا: ولعلَّ ذكر الأُنْثى دَفْعاً لتَوَهّم أَنَّ تاءَ القِرْدَة للوحْدَةِ، فتأَمَّل.

  ودَحْيَة بنُ مُعاوِيَةَ بنِ بكْرِ بنِ هَوازِنَ أَخُو دَحْوة الماضي، ذكرهما الجوهريّ فيه الفَتْح لا غَيْر.

  والمِدْحاةُ، كمِسْحاةِ: خَشَبَةٌ يُدْحَى بها الصَّبيُّ فَتَمُرُّ على وَجْهِ الأرْضِ لا تأْتِي على شيءٍ إلَّا اجْتَحَفَتْهُ.

  وقال شَمِرٌ: المِدْحاةُ لعْبةٌ يَلْعَبُ بها أَهْلُ مكَّةَ؛ قالَ: وسَمِعْتُ الأَسدِيّ يَصِفُها ويقولُ: هي المَداحِي والمَسَاوِي⁣(⁣١)، وهي أَحْجارٌ أَمْثال القِرَصَة وقد حَفَرُوا حفيرةً بقدْرِ ذلكَ الحَجَرِ فيفتحون⁣(⁣٢) قليلاً، ثم يَدْحُون بتلْكَ الأحْجارِ إلى تلكَ الحَفِيرَةِ؛ فإن وَقَعَ فيها الحَجَرُ فقد قَمَر، وإلَّا فقد قُمِرَ.

  قالَ: وهو يَدْحُو ويَسْدُو إذا دَحاها على الأرْضِ إلى الحُفْرةِ، والحُفْرةُ هي أُدْحِيَّة.

  وسِياقُ هذه العِبارَةِ يَقْتَضي أَنْ يُذْكَرَ في دَحا دَحْواً، فتأَمَّل.

  وتَدَحَّى: تَبَسَّطَ. يقالُ: نامَ فلانٌ فتَدَحَّى أَي اضْطَجَعَ في سَعَةٍ من الأرْضِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَدْحِيَّات: المَبْسُوطات. لُغَةٌ في المَدْحُوَّات.

  قالَ ابنُ برِّي: ويقالُ للنَّعامَةِ بِنْتُ أُدْحِيَّة؛ قالَ: وأَنْشَدَ أَحمدُ بنُ عبيدٍ عن الأصْمعيّ:

  بَاتَا كرِجْلَيْ بِنْتِ أُدْحِيَّةٍ ... يَرْتِجِلانِ الرَّجْلَ بالنَّعْلِ

  فأَصْبَحَا والرَّجْلُ تَعْلُوهُما ... يَزْلَعُ عن رِجْلِهِما القَحْلِ⁣(⁣٣)

  وقال العِتْرِيفي: تَدَحَّتِ الإِبِلُ في الأَرْضِ: إذا تَفَحَّصَتْ في مَبارِكِها السَّهْلةِ حتى تَدَع فيها قَرامِيصَ أَمْثالَ الجِفارِ⁣(⁣٤)، وإِنَّما تَفْعل ذلكَ إذا سَمِنَتْ.


(١) عن التهذيب واللسان وبالأصل «المساوى».

(٢) في اللسان والتهذيب: فيتخوّن.

(٣) اللسان.

(٤) في التهذيب: أمثال الحفار.