تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نشب]:

صفحة 432 - الجزء 2

  وقال الجوهريُّ: أَنْشَبَ الصّائِدُ: أَعْلَقَ، أَي عَلِقَ الصَّيْدُ بحِبَالَتِهِ⁣(⁣١) كذا في النُّسَخ. وفي أُخرى: بحِبَالِه.

  وأَنشَبَ البَازِي مَخَالِبَهُ في الأَخِيذَةِ، قال:

  وإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَها ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةِ لا تَنْفَعُ

  ونُشْبَةُ، بالضَّمِّ: اسْمُ الذِّئْبِ، أَيْ: عَلَمُ جِنْسٍ عليه، فهو ممنوعٌ من الصَّرف كأسامَةَ.

  ونُشْبَةُ: أَبو قَبِيلَةٍ من قَيْسِ، وهو نُشْبَةُ بْنُ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ، والنِّسْبَةُ إِليه: نُشَبِيٌّ، كسُلَمِيٍّ كذا في كتاب يافع ويَفَعة مِنْهم: أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ المُظَفَّرِ بْنِ القاسمِ الدِّمَشْقِيُّ النُّشَبِيُّ المحدِّثُ، سَمعَ الخُشُوعِيّ وطَبَقَتَه، وأَسْمعَ أَولادَه: أَبا بَكْر محمداً، وأَبا العِزِّ مُظَفَّراً، وعَبْداً. وحَدَّثُوا. كَتَبَ عنهمُ الدِّمْيَاطِيُّ.

  ومن المَجَاز: النُّشْبَةُ⁣(⁣٢)، بالضَّمّ: الرَّجلُ الّذي إِذا نَشِبَ في الأَمْرِ وعَلِقَ به، لَمْ يَكَدْ يَنْحَلُّ عنْه وإِنْ كانَ عَيّاً⁣(⁣٣). وفي لسان العرب: هو من الرِّجالِ الَّذِي إِذا نَشِبَ⁣(⁣٤) بشَيْءٍ لم يَكَدْ يُفَارقُه. ولم يذكرْه الجَوْهَرِيُّ.

  والمِنْشَبُ بالكَسر [كَمِنْبَر]⁣(⁣٥) بُسْرُ الْخَشْوِ. قال ابْنُ الأَعْرَابيِّ: أَتَوْنَا بِخَشْوٍ مِنْشَبٍ، يَأْخُذُ بالحَلْقِ. ج: مَنَاشِبُ.

  ومن المجَاز: نَشِبَ: فُلانٌ مَنْشَبَ سَوْءٍ، بالفَتْح: إِذا وَقَعَ فيما لا مَخْلَصَ له عَنْه، وفي نسخة: منه.

  ويقالُ: بُرْدٌ مُنَشَّبٌ، كمُعَظَّم: أَي مَوْشِيٌّ على صُورَةِ النُّشّابِ. وعبارة الأَساس: وشْيُهُ يُشْبِه أَفاوِيقَ السِّهَامِ⁣(⁣٦). وانْتَشَبَ: مُطَاوِعُ أَنْشَبَه، أَي اعْتَلَقَ.

  وانْتَشَبَ الحَطَبَ: جَمَعَه، قال الكُمَيْتُ:

  وأَنْفَد النَّمْلُ بالصَّرَائمِ ما ... جَمَّعَ والحَاطِبونَ مَا انْتَشَبوا⁣(⁣٧)

  وانْتَشَبُ فُلانٌ الطَّعَامَ: لَمَّه⁣(⁣٨) أَي: جَمَعَه واتَّخَذَ مِنْه نَشَبَا⁣(⁣٩).

  ويقال: نَشِبَتِ الحرْبُ بينهم. وقد ناشبَه الحرْبَ: أَي نابَذَه.

  وفي حديث العَبّاس [يوم حُنين⁣(⁣١٠)] «حتى تَنَاشَبُوا حَوْلَ رسولِ الله أَي: تَضَامُّوا ونَشِبَ: أَي دَخلَ، وتَعَلَّقَ بَعضُهُم بِبَعْضٍ.

  ونَشِبَهُ الأَمْرُ: كَلِزَمَهُ، زَنَةً ومَعْنًى، عن الفَرَّاءِ.

  والنَّشَبُ، مُحَرَّكَةً: شَجَرٌ لِلْقِسِيِّ تُعْمَلُ منه، من أَشجارِ البَادِيَة، كالنَّشَم؛ نقله الصّاغانيّ.

  والنَّشَبُ: لَقَبُ جَدِّ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ المُحَدّثِ الدِّمْيَاطِيّ، سمع عبدَ اللهِ بْنِ عبدِ الوهّابِ بْنِ بُرْدٍ الثَّقَفِيّ، وغيرَه.

  ومن المَجَاز: ما نَشِبْتُ أَفْعَلُ كذا: أَي ما زِلْتُ. وفي الأَساس: ما نَشبْتُ أَقولُه، نحو: مَا عَلِقْتُ، ولم يَنْشَبْ أَنْ فَعَلَ كذا: لم يَلْبَثَ⁣(⁣١١)، وقد تقدَّمَ.

  وممّا يسْتَدرَكُ عليه من المَجَاز: يقَال: نَشِبَتِ الحرب بينَهم نُشُوباً: اشْتَبَكَتْ، وفي حديثِ الأَحنَف: «إِنّ النّاسَ نَشِبُوا في قَتْلِ عثْمَانَ» [أَي علقوا]⁣(⁣١٢). وجاءَ رجلٌ لِشُرَيْحٍ فقال: اشترَيتُ سِمْسِماً، فَنَشِبَ فيه رجل [يعني اشتراه]⁣(⁣١٣).

  فقالَ شُرَيْحٌ: هو للأَوَّلِ.

  ومن المَجَاز: ناشَبَ عَدوَّه مُناشَبَةً.

  وتَنَشَّبَ في قَلْبِهِ حُبُّها.


(١) في القاموس: بحباله.

(٢) اللسان النُّشَبَة بفتح الشين ضبط قلم.

(٣) بالأصل «عيّاً» وبهامش المطبوعة: «قوله عيّا كذا بخطه مضبوطاً بتشديد الياء وبالمطبوعة عيباً وهو الصواب بدليل عبارة اللسان الآتية» وفي الأساس: غيّاً بالغين المعجمة. والنقل عنه.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «إذا عيب».

(٥) سقطت من الأصل، وزدناها عن القاموس، ونبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٦) وشاهده في الاساس: قال:

لكل حال قد ألبست أثوباً ... رياطه واليمنة المنَشَّبا

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: قوله والحاطبون، ويروى: الخابطون كذا في التكملة».

(٨) في القاموس: وطعاماً: لمّه.

(٩) في اللسان: نُشُباً ضبط قلم.

(١٠) عن النهاية، وفي الأصل «حين».

(١١) عبارة الاساس: ولم ينشب أن قال؛ بمعنى: ما لبث.

(١٢) زيادة عن النهاية.

(١٣) زيادة عن النهاية.