تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الدال مع الواو والياء

صفحة 421 - الجزء 19

  بَدا مِنْك غِشٌّ طالمَا قَدْ كَتَمْته ... كما كَتَمَتْ داءَ ابْنِها أُمُّ مُدَّوِي⁣(⁣١)

  وذلكَ أَن خاطبَةً مِن الأَعْرابِ خَطَبَتْ على ابْنِها جارِيَةً فجاءَتْ أُمُّها إلى أُمِّ الغلامِ لتَنْظرَ إليه فدَخَلَ الغُلامُ فقالَ: أَأَدَّوِي يا أُمِّي؟ فقالت: اللِّجامُ مُعَلَّقٌ بعَمودِ البَيْتِ، أَرادَتْ بذلكَ كِتْمان زَلَّةِ الابنِ وسُوءِ عادَتِهِ.

  ودَوَّى الماءُ تَدْوِيةً: عَلاهُ ما تَسْفِيه الرِّيحُ فيه مِثْل الدُّوايَةِ.

  والدُّوايَةُ في الأسْنانِ، كالطُّرامَةِ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:

  أَعْدَدْته لفِيكَ ذي الدُّوايَة

  وطعامٌ داوٍ ومُدَوِّ: أَي كَثيرٌ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وما بها دَوِّيٌّ، بفتْحِ فتَشْديدٍ؛ وعليه اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ؛ ودُوَّيٌّ، بضمِّ الدَّالِ وتشْديدِ الواوِ المكْسُورَةِ، وهذه عن الصَّاغانيّ؛ ودَوَوِيٌّ محرَّكةً كما في النسخِ، والذي رأَيْته في نسخةِ المُحْكَم دُوَوِي بضمِّ فسكونٍ فكَسْر.

  قالَ الجوهرِيُّ: أَي أَحَدٌ ممَّنْ يَسْكُنُ الدَّوَّ؛ كما يقالُ: ما بها طُورِي ودُورِي.

  ودَاوَيْتُه مُداوَاةً؛ ولو قُلْت دواءً جازَ؛ عالَجْتُه.

  ودُووِيَ الشَّيءُ: أَي عُولِجَ، ولا يُدْغَمْ فَرْقاً بينَ فُوعِلَ وفُعِّل؛ قالَ العجَّاج:

  بفاحِمٍ دُووِيَ حتى اعْلَنْكَسا⁣(⁣٢)

  كما في الصِّحاحِ.

  وفي المُحْكَم: إنَّما أَرادَ عُونِيَ بالأدْهانِ ونحوِها مِن الأَدْوِيَةِ حتى أَثَّ وكَثُرَ.

  ودَاوَيْتُ المَريضَ: عانَيْتُه.

  وأَدْوَيْتُه: أَمْرَضْتُه. يقالُ: هو يُدْوِي ويُدَاوِي. وأَمْرٌ مُدَوِّ، كمُحدِّثٍ؛ مُغَطَّى؛ ومنه قولُ الشَّاعِر:

  ولا أَرْكَبُ الأَمْرَ المُدَوِّيَ سادِراً ... بعَمْياءَ حتَّى أَسْتَبِينَ وأُبْصِرا⁣(⁣٣)

  يعْنِي الأمْرَ الذي لا يُدْرَى ما وَراءَهُ كأَنَّه دُونَه دُوايةٌ قد غَطَّته وسَتَرَتْه.

  والمُدَوِّي أَيْضاً: السَّحابُ المُرْعِدُ.

  وفي الصِّحاحِ: ذُو الرَّعْدِ المُرْتَجِس.

  وأَدْوَى: صَحِبَ مَرِيضاً.

  وفي الصِّحاحِ: دَوِيُّ الرِّيحِ: حَفِيفُها؛ وكذا مِن النَّحْلِ والطائِرِ.

  ودَوَّى الفحْلُ تَدْوِيةً: سُمِعَ لهَدِيرِه دَوِي.

  وفي التَّهْذِيب: سَمِعْتُ دَوِيَّ المَطَرِ والرَّعْدِ إذا سَمِعْت صَوْتَهما من بَعِيدٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أرضٌ دَوِيَّةٌ، كفَرِحَةٍ ويُشَدُّ: أَي غَيْر مُوافِقَةٍ.

  وفي الصِّحاحِ: وقالَ الأصْمعيُّ: أَرْضٌ دَوِيَةٌ، مُخفَّف، ذاتُ أَدْواءٍ.

  ومَرَقَةٌ دَوايةٌ ومُدَوِّيَةٌ: كَثيرَةُ الإهالَةِ.

  وطَعامٌ داوٍ ومُدَوِّ: كثيرٌ.

  والدَّواءُ: الطَّعامُ.

  ودَاوَيْتُ الفَرَسَ: صَنَّعْتُه.

  وفي التهْذِيبِ: دَاوَى فَرَسَه دِواءً، بالكسْرِ: سَمَّنَه وعَلَفَهُ عَلْفاً ناجِعاً.

  وفي الصِّحاحِ عن ابنِ السِّكِّيت: الدَّواءُ ما عُولِجَ به الفَرَسُ مِن تَضْمِيرٍ وحَنْذٍ.

  وما عُولِجَتْ به الجارِيَةُ حتى تَسْمَنَ؛ وأَنْشَدَ لسَلامَة ابنِ جَنْدل:


(١) أمالي القالي ١/ ٦٨ والمقاييس ٢/ ٣١٠ واللسان، وعجزه في الصحاح.

(٢) الصحاح واللسان وبعده فيه:

وبشرٍ مع البياض أملسا

(٣) البيت لزيادة بن زيد بن مالك كما في التكملة، ولم ينسبه في اللسان والتهذيب.