تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع الواو والياء

صفحة 443 - الجزء 19

  كذا روَاهُ ربَوْا زِنَةَ غَزَوْا.

  وأَنْشَدَ في الكَسْر للسَّمَوألِ:

  نُطْفَةً مّا خُلِقْتُ يومَ بُرِيتُ ... أَمِرَتْ أَمْرَها وفيها رَبِيتُ⁣(⁣١)

  كَنَّها اللهُ تحتَ سِتْرٍ خَفِيِّ ... فتَخَافَيْتُ تَحْتَها فَخَفِيتُ⁣(⁣٢)

  ولكُلِّ من رِزْقِه ما قَضَى اللهُ ... وإن حكَّ أَنْفَه المُسْتَمِيتُ⁣(⁣٣)

  ورَبَّيْتُه أَنا تَرْبيةً: أَي غَذَوْتُه.

  وقالَ الَّراغبُ: وقيلَ أَصْلُ رَبَّيْت مِن المُضاعَفِ فقُلِبَ تَخْفِيفاً مِثْل تَظَنَّيْتُ؛ كَتَرَّبْيتُه؛ قالَ الجوهريُّ: هذا لِكُلِّ ما يَنْمِي كالوَلَدِ الزَّرْعِ ونحوِهِ.

  ورَبَّيْتُ عن خُناقِه: نَفَّسْتُ عنه، وهو مَجازٌ نقلَهُ الزَّمَخْشريُّ.

  ومن المجازِ: تقولُ زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ أَيْضاً: أَي مَعْمولٌ بالرُّبِّ.

  ومُرَبَّبٌ قد ذَكَرَه في الباءِ أَعادَهُ كأنَّه تبْعاً للجَوهرِيِّ في سِياقِه.

  ويقالُ أَيْضاً: رَبَّيْتُ الأُتْرُجَّ بعَسَلٍ والوَرْدَ بسُكَّرٍ.

  والرَّبَاءُ، كسَماءٍ: الطَّوْلُ والمِنَّةُ. يقالُ: لفلانٍ على فلانٍ رَبَاءٌ أَي طَوْلٌ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عن ابنِ دُرَيْدٍ. والأُرْبِيَّةُ، كأُثْفِيَّةٍ: أَصْلُ الفَخِذِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  زادَ اللَّحْيانيُّ: ممَّا يلِي البَظْر.

  وفي الأساسِ: لَحْمَةٌ⁣(⁣٤) في أَصْلِ الفَخِذِ تَنْعَقِد مِن أَلَمٍ.

  وهُما أَرْبِيَّتاتِ، وأَصْلُه أُرْبُوَّةٌ فاسْتَثْقلُوا التَّشْديدَ على الواوِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  أَو ما بينَ أَعْلاهُ وأَسْفَلِ البَطْنِ⁣(⁣٥)؛ كذا في النسخِ ومِثْلُه في نسخةِ التَّهْذيبِ.

  وفي نَصّ اللّحْيانيّ في النوادِرِ أَسْفَل البَظْر، كما هو نصّ المُحْكَمِ.

  ومِن المجازِ: الأُربِيَّةُ أَهْلُ بيْتِ الرَّجُلِ وبَنُو عَمَّه ونَحْوهم، ولا تكونُ الأَرْبِيَّة مِن غيرِهم. يقالُ: جاءَ فُلانٌ في أُرْبيَّتِه وأُرْبيَّةٍ من قوْمِه.

  وفي الأساسِ: وهُم أَهْلُ بيْتِه الأدْنونَ؛ وقالَ سويدُ بنُ كراعٍ:

  وإنِّي وَسْطَ ثَعْلَبَةَ بنِ عمروٍ ... بِلا أُرْبِيَّةَ نَبَتَتْ فُروعا⁣(⁣٦)

  قالَ الصَّاغانيُّ: والرِّوايَةُ: إلى أُرْبيَّة، لا غَيْر.

  والرِّبْوَةُ، بالكسْرِ: عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، كالرُّبَةِ بالضَّمِّ، فيه أَمْران: الأوَّل: إنَّ قَوْله عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ غَلَطٌ، والصَّوابُ إنَّ الرِّبْوَةَ اسمٌ للجماعَةِ، وقالَ بعضُهم: هم عَشَرَةُ آلافٍ، كما هو نَصُّ المُحْكَم فليسَ فيه نَصّ على ذِكْرِ الدِّرْهَم، ومِثْله في الأساسِ. ومَرَّتْ رِبْوَةٌ مِن الناسِ، أَي جماعَةُ عَظِيمةٌ كَعَشَرَةِ آلافٍ.

  والثَّاني: قَوْله كالرُّبَةِ بِالضمِّ، يدلُّ على أنَّه بتَخْفِيفِ الموحَّدَةِ، وأنَّه مِن هذا البابِ وليسَ كَذلكَ، وإِنَّما هو


(١) ديوانه ط بيروت ص ٨١ برواية:

نطفة ما منيتُ يوم منيتُ

والمثبت كاللسان.

(٢) في الديوان:

كنها الله في مكان خفي ... وخفيّ مكانها لو خفيت

والمثبت كاللسان وفيه: «فتجافيت» بدل «فتخافيت».

(٣) الديوان وفيه «وإن حزّ»، وفي الديوان: «بل لكلّ» بدل «ولكلّ» والمثبت كالديوان.

(٤) في الأساس: «لحمتان ... تتعقّدان» من ألم بالرجل.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة: «البَظْرِ».

(٦) اللسان والصحاح والمقاييس ٢/ ٤٨٤ وفيها: ثعلبة بن غنم إلى أربية والتكملة، قال الصاغاني: والرواية: «إلى أربية» لا غير، ولا يستقيم المعنى.