تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ردي]:

صفحة 455 - الجزء 19

  أَو هو بينَ العَدْوِ والمَشْيِ.

  ونَصّ الجَوْهريّ عن ابنِ السِّكِّيت: رَجَمَ الأرضَ رَجْماً بَيْنَ العَدْوِ والمَشْيِ الشَّديدِ.

  قالَ الأصْمعيُّ: قُلْتُ لُمنْتَجِع بنِ نَبْهان: ما الرَّدَيانُ؟

  قالَ: عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيَّهِ ومُتَمَعَّكِه، انتَهى.

  زادَ ابنُ سِيدَه: وقيلَ: الرَّدَيانُ: التَّقْرِيبُ.

  وأَرْدَيْتُها، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ: وأَرْدَيْتُه.

  وأَمَّا ابنُ سِيدَه فإنَّه قالَ وأَرْدَاها لمَا سَبَقَ له في أَوَّل السَّياق رَدَتِ الخَيْل، فساغَ له إِرْجاع الضَّمِير المُؤَنَّث، إليها بخِلافِ المصنِّف.

  ورَدَى الغرابُ: حَجَلَ؛ كما في المُحْكَم.

  ورَدَتِ الجارِيَةُ رَدَياناً: رَفَعَتْ رِجْلاً ومَشَتْ على أُخْرى؛ ونَصّ المُحْكَمْ: على آخَر، وصَحَّح عليه الأَرْموي.

  ونَصّ التّهْذيبِ: ومَشَتْ على رِجْلٍ؛ تَلْعَبُ.

  ورَدَى الشيءُ بالحجرِ: كَسَرَهُ؛ كما في المُحْكَم.

  وفي الصِّحاحِ: رَدَى الحجرَ بصَخْرةٍ أَو بمعْولٍ: ضَرَبَهُ ليَكْسِرَه.

  ورَدَتْ غَنَمُهُ: رادَتْ؛ كأَرْدَتْ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه عن الفرَّاءِ.

  ورَدَى فلاناً: صَدَمَهُ كما يَصْدمُ المِعْولُ الحجرَ.

  ورَداهُ بحَجَرٍ: رَماهُ به؛ قالَ ابنُ حِلِّزَةَ:

  وكأَنَّ المَنونَ تَرْدِي بِنَا أَعْـ ... ـصَم صمِّ يَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ⁣(⁣١)

  وهو أَي ذلكَ الحَجَر الذي يُرْمَى به المِرْدَى، كذا في النُّسخِ وهو نَصُّ الصِّحاح.

  والذي في المُحْكَم والتَّهْذِيبِ: المِرْدَاةُ وجَمْعُها المَرادِي وسَيأْتي قرِيباً. ورَدَى فُلانُ: ذَهَبَ. يقالُ: ما أَدْرِي أَيْنَ رَدَى، أَي أَيْنَ ذَهَبَ.

  ويقالُ: رَدَى في البِئْرِ إذا سَقَطَ فيها، كتَرَدَّى؛ كما في الصِّحاحِ.

  ومنه الْمُتَرَدِّيَةُ: وهي التي تَطِيحُ في بِئْرٍ فتَمُوتُ.

  وقَوْلُه تعالى: {وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدّى}⁣(⁣٢)، أَي سَقَطَ في هوَّةِ النَّارِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: التَّرَدَّي التَّهَوُّرُ في مَهْواةٍ.

  وأَرْداهُ غيرُهُ: أَسْقَطَه؛ ورَدَّاهُ تَرْدِيَةً مِثْل ذلكَ.

  ورَدِيَ فلانٌ، كَرَضِيَ، رَدًى، بالقَصْرِ: هَلَكَ فهو رَدٍ أَي هالِكٌ.

  وأَرْدَاهُ غيرُهُ؛ ومنه قَوْلُهُ تعالى: {إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}⁣(⁣٣)، أَي لتُهْلِكُني.

  والرِّداءُ، ككِتابٍ: مِلْحَفَةٌ م مَعْرُوفَةٌ.

  وفي الصِّحاحِ: الذي يُلْبَسُ والجَمْعُ الأَرْدِيَةُ.

  وفي المِصْباحِ: الرِّداءُ مُذَكَّرٌ ولا يَجوزُ تَأْنِيثَه؛ قالَهُ ابنُ الأَنْبارِي.

  كالرِّداءَةِ، كقَوْلهم: الإِزارُ والإِزارَةُ؛ والمِرْداةِ جَمْعُها المَرادِي،؛ ومنه قَوْله:

  لا يَرْتَدي مَرادِيَ الحرِيرِ ... ولا يُرَى بسدَّةِ الأَميرِ

  إلَّا لحَلْبِ الشَّاءِ والبَعِيرِ⁣(⁣٤)

  وقال ثَعْلَب: لا واحِدَ لها.

  قالَ الجوهريُّ: وتَثْنِيَةُ الرِّداءِ الرِّداآنِ، وإنْ شِئْتَ رِدَاوَانِ، لأنَّ كلَّ اسم مَهْموزٍ مَمْدودٍ فلا تَخْلُو هَمْزَتُه إمَّا أَنْ تكونَ أَصْلِيَة فتَتْرُكُها في التَّثْنِية على ما هي عليه ولا


(١) من معلقة الحارث بن حلزة، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٤٣ برواية: «... تردي بنا أرعن جوناً ...» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(٢) سورة الليل، الآية ١١.

(٣) سورة الصافات، الآية ٥٦.

(٤) اللسان وفيه: «بشدة» بدل «بسدة» و «الشاة» بدل «الشاء».