تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رزي]:

صفحة 460 - الجزء 19

  إذا اشْمَعَلَّتْ سُنَناً رَسا بِهَا ... بذاتِ خَرْقَيْنِ إذا حَجَا بِها⁣(⁣١)

  وفي الصِّحاحِ: ورُبَّما قالوا: قد رَسا الفَحْلُ بالشُّوَّل وذلكَ إذا قَعَا.

  والمِرْساةُ، بالكسْرِ: أَنْجَرُ السَّفينةِ التي تُرْسَى به، وتسميها الفُرْسُ لَنْكَرْ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: أَنْجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالحِبالِ ويُرْسَلُ في الماءِ فيُمْسِكُ السَّفينَةَ ويُرْسِيها حتى لا تَسِير.

  والرَّسْوَةُ: الدَّسْتِينَجْ؛ عن ابنِ الأَعرابيِّ؛ كما في التَّهْذيبِ.

  وهكذا هو مَضْبوطٌ في النُّسخِ بكسْرِ التَّاءِ وسكونِ التَّحْتيَّة وفتْحِ النونِ.

  وفي المُحْكَم: الرَّسْوَةُ السِّوارُ من الذَّبْلِ.

  وعن كُراعٍ: الدَّسْتِيْنَجُ؛ وجَمْعُه رَسَواتٌ ولا يُكَسَّرُ.

  قالَ الأَرمويّ: كذا وَجَدْته في كتابِ المُجرَّدِ لكراعٍ فليُحَقَّق.

  * قُلْتُ: يُشِيرُ إلى أنَّه بفتْحِ التاءِ والموحَّدَةِ وسكونِ النون وكِلاهُما مُعَرَّبان.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: السِّوارُ إذا كانَ من خَرَزٍ فهو الرَّسْوةُ.

  وفي الصِّحاحِ: الرَّسْوَةُ شيءٌ من خَرَزٍ يُنْظَمُ كالدَّسْتِينَجِ.

  وقَوْلُه تعالى: {بِسْمِ اللهِ} مَجْراها وَمُرْساها⁣(⁣٢)، بضمِّ مِيمِيهما مِن أَجْرَيْت وأَرْسَيْت، وقد تُفْتَحُ مِيمُهما مِن جَرَتْ ورَسَتْ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: أَجْمَعَ القرَّاءُ على ضمِّ مِيمِ مُرْساها، واخْتَلَفُوا في مِيمِ {مَجْراها}، ففَتَحها الكُوفيُّون⁣(⁣٣). وقالَ أَبو إسْحاق: مَنْ ضمَّهما فمْعناهُ بسْم اللهِ إجْراؤُها وإِرْساؤُها، ومَنْ قَرَأَ بالفتْحِ فمعْناه جَرْيُها وثَباتُها غَيْر جارِيَةٍ، وجازَ أَنْ يكونا بمعْنَى مُجْراها ومُرْساها.

  وقُرِئَ: مُجْرِيها ومُرْسِيها، على أَنْ يكونَ نَعْتاً للهِ تعالى، مَعْناه الله يُجْرِيها ويُرْسِيها.

  ومِن المجازِ: أَلْقَتِ السَّحابُ؛ وفي الصِّحاحِ والمُحْكَم والأساسِ: السَّحابَةُ؛ مَراسِيَها: أَي دَامَتْ.

  وقيلَ: اسْتَقَرَّتْ وجادَتْ؛ كما في المُحْكَم.

  وفي التَّهْذيبِ: ثَبَتَتْ تُمْطِرُ.

  وقولُه تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ} أَيّانَ {مُرْساها}⁣(⁣٤).

  قالَ الزجَّاجُ: مَعْناه مَتَى وُقُوعُها، والسَّاعَةُ هنا الوَقْتُ الذي يموتُ فيه الخَلْق.

  ورَاساهُ مُراساةً: سابَحَهُ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ.

  والرَّسِيُّ، كغَنِيِّ: العَمُودُ الثَّابِتُ في وَسَطِ⁣(⁣٥) الخِباءِ.

  وهو أَيْضاً: الثَّابِتُ في الخَيْرِ والشَّرِّ؛ كلُّ ذلكَ عن الأَزْهرِيِّ والصَّاغانيِّ.

  ومُرْسِيَةُ، بالضَّمِّ: د بالمَغْرِبِ، وهو مِن أَعْمالِ تَدْمِير، مُحْدَث بَناه الأَميرُ عبْدُ الرحمنِ بنُ الحَكَم الأُمويُّ المَعْروفُ بالدَّاخلِ.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: مُرْسِيَةُ مَدينَةٌ بالأَنْدَلُسِ، وقالَ: إنَّ الأميرَ ضَبَطَها هكذا بالميمِ المَضْمُومةِ؛ وقالَ: قالَ السَّمعاني: كنتُ أَسْمَع المَغارِبةً يَفْتَحُونَها؛ منها الإمامُ أَبو غالِبِ تمّامُ بنُ غالِبٍ التيانيُّ اللُّغَويُّ المصنِّفُ.

  ومِن المجازِ: قِدْرٌ راسِيَةٌ: أَي لا تَبْرَحُ مَكانَها لعِظَمِها؛ وبه فسِّرَ قَوْلُه تعالى: {وَقُدُورٍ راسِياتٍ}⁣(⁣٦).

  قالَ الفرَّاءُ: أَي لا تُنْزَلُ عن مَكانِها لعِظَمِها.


(١) اللسان والتهذيب منسوباً لرؤبة.

(٢) سورة هود، الآية ٤١.

(٣) وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر «مُجراها» بضم الميم.

(٤) سورة الأعراف، الآية ١٨٧، وسورة النازعات، الآية ٤٢.

(٥) في القاموس: وسطَ بالنصب، والكسر ظاهر.

(٦) سورة سبأ، الآية ١٣.