تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رمي]:

صفحة 475 - الجزء 19

  وهو الضَّعيفُ.

  ويقالُ: هذا الأَمْرُ أَرْكَى مِن ذلكَ، أَي أَهْوَنُ وأَضْعَفُ.

  وتقدّمَ عن ابنِ سِيدَه أنَّه قالَ ليسَ في الكَلامِ «رَ ك ي»، أَي فإذاً نَحْمِل جَمِيعَ ما جاءَ فيه بالياءِ على الواوِ فتأَمَّل ذلكَ.

  [رمي]: ي رَمَى الشَّيءَ مِن يدِهِ، ورَمَى به رَمْياً:

  أَلْقاهُ، فهو رام وذَاكَ مَرْمىً، كأرْمَى، نقلَهُ ابنُ سِيدَه فارْتَمَى، هو مُطّاوعُ رَماهُ؛ ومنه قوْلُ الشَّاعِرِ:

  وسوق بالاباعر يرتمينا⁣(⁣١)

  أَرادَ يَطِحْنَ ويَخْرِزْنَ.

  ورَمَى على الخَمْسِينَ: زادَ؛ عن أَبي زيْدٍ وابنِ الأَعْرابيِّ؛ كأَرْمَى؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لحاتِمِ طيِّئٍ:

  وأَسْمَرَ خَطِّيّاً كأَنَّ كُعوبَهُ ... نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِراعاً على العَشْرِ⁣(⁣٢)

  وكلُّ ما زادَ على شيءٍ فقد أَرْمَى عليه.

  ومِن المجازِ: رَمَى اللهُ له: إذا نَصَرَه وصَنَعَ له، عن أَبي عليٍّ، قالَ: وهو مَعْنى قَوْله تعالى: {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى}⁣(⁣٣)؛ لأنَّه إذا نَصَرَه رَمَى عَدُوَّه؛ ونقلَهُ الجوهريُّ عن أَبي عبيدَةَ.

  ورَمَى اللهُ في يدِهِ وأَنْفِه وغيرِ ذلكَ مِن أَعْضائِهِ رَمْياً: إذا دَعَا⁣(⁣٤) عليه بذلكَ؛ قالَ النَّابغَةُ:

  قُعوداً لدَى أَبْياتِهم يَثْمِدُونَها ... رَمَى اللهُ في تلكَ الأُنوفِ الكَوانِعِ⁣(⁣٥)

  ورَمَى السَّهْمَ عن القوسِ، ورَمَى عليها.

  قالَ ابنُ السِّكِّيت: ولا تَقُل رَمَى بها إلَّا إذا أَلْقَاها مِن يدِهِ؛ رَمْياً، بالفتْحِ، ورِمايَةً، بالكسْرِ؛ قالَ الراجزُ:

  أَرْمي عليها وهي فَرْعٌ أَجْمَعُ ... وهي ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ⁣(⁣٦)

  وفي المِصْباح: ومنهم مَنْ يَجْعَل رَمَى بها بمعْنَى رَمَيْت عليها، ويَجْعَل الباءَ مَوْضِع عن أَو على.

  ورامَيْتُه بالسِّهام مُراماةً ورِماءً بالكسرِ.

  ومنه المَثَلُ: قَبْل الرِّماءِ تُمْلأُ الكَائنُ يُضْرَبُ في الأَمْرِ يُتقدَّمُ فيه قَبْل فِعْلِه.

  وتَرْماءً بالفتْحِ وهذه عن الأَزهرِيُّ.

  وارْتَمَيْتا وتَرامَيْتا كل ذلك إذا رَمَى بعضُهم بعضاً.

  ومِن المجازِ: ترامَى الأمْرُ: إذا تَراخَى.

  ونصّ الأزْهريّ: ترامَى الجرْحُ إلى فسَادٍ أي تراخَى وصارَ عَفِناً فاسداً.

  وتَرامَى أَمْرُهُ إلى الظَّفَرِ أَو الخِذْلانِ: أَي صَارَ إليه؛ ومنه حديثُ زيْدِ بنِ حارِثَةَ: أَنَّه سُبِيَ في الجاهِلِيَّة فتَرامَى الأَمْرُ أَنْ صارَ لخديجة فوَهَبَتْه للنبيِّ، ، فأَعْتَقَهُ.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: أَي صارَ وأَفْضَى إليه، وكأَنَّه تَفاعَل مِنَ الرَّمْي أَي رَمَتْه الأَقْدارُ إليه.

  وتَرامَى السَّحابُ: انْضَمَّ بعضُه إلى بعضٍ فَتَراكَمَ.

  والمِرْماةُ، كمسْحاةٍ: سَهْمٌ صغيرٌ ضَعيفٌ؛ عن أَبي حنيفَةَ؛ والجَمْعُ المَرامِي.

  ومنه قوْلُهم إذا رَأَوا كَثْرَةَ المَرامِي في حَفِيرِ الرَّجُلِ:


(١) اللسان والتهذيب برواية:

وسوقاً بالأماعز يرتمينا

والبيت من معلقة عمرو بن كلثوم، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٦٧ بهذه الرواية، وصدره:

تخال جماجم الأبطال فيها

(٢) اللسان والصحاح والتهذيب، وديوانه ط بيروت ص ٤٦.

(٣) سورة الأنفال، الآية ١٧.

(٤) في القاموس: «دعاءٌ عليه» وتصرف الشارح بالعبارة.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٨٤ وبالأصل «الكرانع» والكوانع الأنوف الملتصقة بالوجوه، واللسان.

(٦) اللسان والصحاح.