تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زجو]:

صفحة 490 - الجزء 19

  وزِبْتُه، بالكسْرِ: حَمَلْتُه؛ نقلَهُ الأَزْهريُّ، وازْدبْتُه كَذلكَ.

  وفي الحدِيثِ: «نَهَى عن مَزابِي القُبُور»، هي جَمْعُ مِزْباةٍ من الزُّبْيةِ، وهي الحُفْرَةُ، كأَنَّه كَرِهَ أَن يُشَقَّ القَبْرُ ضَرِيحاً كالزُّبْيَةِ ولا يُلْحَدُ.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: وقد صَحَّفَه بعضُهم

  فقالَ: نَهَى عن مَراثِي القُبُور.

  وقالَ بعضُهم: الزُّبْيَةُ مِنَ الأَضْدادِ.

  وزَبَى له شرّاً تَزْبيةً: دَهاهُ.

  وزَبيْتُ له تَزْبيةً: أَعْدَدْتُ له.

  وما زَباهُم إلى هذا: ما دَعاهُم إليه.

  [زجو]: وزَجاهُ يَزْجُوهُ زَجْواً: ساقَهُ سَوْقاً ضَعِيفاً رفِيقاً.

  وأَيْضاً: دَفَعَهُ⁣(⁣١) برِفْقٍ ليَنْساقَ؛ كزَجَّاهُ تَزْجِيةً.

  يقالُ: كيفَ تُزَجِّي الأَيّامَ، أَي كيفَ تُدافِعُها؛ كما في الصِّحاحِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  وصاحِبٍ ذِي غِمْرةٍ داجَيْتُهُ ... زَجَّيْتُه بالقَوْلِ وازْدَجَيْتُه⁣(⁣٢)

  أَنْشَدَه الأزهرِيُّ.

  وأَزْجاهُ؛ ومنه قوْلُه تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً⁣(⁣٣) وقوله تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ}⁣(⁣٤) وقالَ ابنُ الرِّقاعِ:

  تُزْجِي أَغَنَّ كأَنَّ إِبْرةَ رَوْقِه ... قَلَمٌ أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادُها⁣(⁣٥)

  وقالَ الأَعْشى:

  إلى هوذَةَ الوَهَّابِ أُزْجِي مَطِيَّتي ... أُرَجَّي عَطاءً فاضِلاً من نَوالِكا⁣(⁣٦)

  وزَجا الأَمْرُ زَجْواً وزُجُوّاً، كعُلُوٍّ، وزَجاءَ، كسَحابٍ: تَيَسَّرَ واسْتَقامَ.

  ومنه الحدِيثُ: «لا تَزْجُو صلاةٌ لا يُقْرأُ فيها بفاتِحَةِ الكِتابِ»، أي لا تَسْتَقِيمُ ولا تَصِحُّ.

  ومنه أَيْضاً: زَجا الخَراجُ زَجاءً: إذا تَيَسَّرَ جبايَتُه.

  وفي الصِّحاحِ: تَيَسَّرَتْ جِبايَتُه؛ زاد في الأساسِ: وسَوْقه إلى أَهْلِه؛ وخَراجٌ زاجٍ.

  وفي المفْرداتِ: هو مُسْتعارٌ مِن أَزْجَيْتُ رَدِيءَ الدِّرْهَم⁣(⁣٧) فزَجا.

  وفلانٌ ضَحِكَ حتى زَجا: أَي انْقَطَعَ ضَحِكُه؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  وبضاعَةٌ مَزْجاةٌ: قَليلَةٌ؛ وبه فُسِّرَتِ الآيَةُ.

  وفي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: أَي يَسِيرَةٌ.

  وفي الأساسِ: أَي خَسِيسَةٌ يدفَعُها كلُّ مَنْ عُرِضَتْ عليه.

  وفي المِصْباح: تدفَعُ بها الأَيَّام لقلَّتِها.

  وفي كتابِ الغرر والدرر للشَّريفِ المرتضى: أَي مسوقة شيئاً بَعْدَ شيءٍ على قلَّةٍ وضَعْفٍ.

  أو بضاعَةٌ مُزْجاةٌ فيها إغْماضٌ لم يَتِمَّ صَلاحُها؛ عن ثَعْلَب؛ وبه فَسَّر الآيَةَ؛ قالَ: وقَوْله تعالى: {وَتَصَدَّقْ}⁣(⁣٨) {عَلَيْنا}، أَي بفَضْلِ ما بَيْنَ الجيّدِ والرَّدِيء.

  وقالَ بعضُ المُفَسرين: قيلَ: كانتْ حَبَّةَ الخَضْراءِ


(١) قال جماعة: الزجو: السوق الضعيف الرفيق، ومنه بضاعة مزجاة، أي مسوقة شيئاً بعد شيء على قلة وضعف. نقله الشهاب عن الشريف المرتضى. ا هـ نصر هامش القاموس.

(٢) اللسان والتهذيب والتكملة بدون نسبة.

(٣) سورة النور، الآية ٤٣.

(٤) سورة الإسراء، الآية ٦٦.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٣١ برواية:

إلى هوذة الوهاب أهديت مدحتي ... أرجي نوالاً فاضلاً من عطائكا

والمثبت كرواية اللسان وفيه: «إلى ذودة».

(٧) في الأساس: «رديء التمر».

(٨) سورة يوسف، الآية ٨٨.