تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سأو]:

صفحة 504 - الجزء 19

  والزُّهاءُ أَيْضاً: العَدَدُ الكثيرُ؛ ومنه الحدِيثُ: «إذا سَمِعْتُم بناسٍ يَأْتُون مِن قِبَلِ المَشْرِقِ أُولي زُهاءٍ يَعْجَبُ الناسُ من زيِّهِمْ فقد أَظَلَّتِ الساعَةُ»، أَي أُولي عددٍ كثيرٍ؛ وقالَ الشاعِرُ:

  تَقَلَّدْتَ إبْريقاً وعَلَّقْتَ جَعْبة ... لتُهْلِكَ حَيّاً ذَا زُهاءِ وحَامِلِ⁣(⁣١)

  وزَها المُرَوِّحُ المِرْوَحَة وزَهَّاها: حَرَّكَها.

  وزَها الزَّرْعُ: زَكَا ونَمَا.

فصل السين المهملة مع الواو والياء

  [سأو]: وهكذا هو في سائِرِ النُّسخِ والكَلِمَةُ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ كما ستَقِفُ عليه.

  السَّأْوُ: الوَطَنُ؛ عن أَبي عبيدٍ.

  وأَيْضاً: بُعْدُ الهَمِّ والنِّزاعِ؛ عن الخَلِيلِ.

  تقولُ: إنَّكَ لذُو سَأْوٍ، أَي بَعِيدُ الهَمِّ؛ قالَ ذو الرُّمَّة:

  كأَنَّني من هَوَى خَرْقاءَ مُطَّرَفٌ ... دَامِي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْو مَهْيُوم⁣(⁣٢)

  يَعْني هُمَّه الذي تُنازِعُه نَفْسُه إليه.

  ويُرْوى هذا البَيْتُ بالشِّيْن مِن الشَّأْوِ وهو الغايَةُ؛ كُلُّ ذلِكَ في الصِّحاح.

  والسَّأْوُ: النِّيَّةُ والظنَّةُ⁣(⁣٣)، هكذا في النُّسخِ والصَّوابُ والطِيَّةُ، بالطاءِ المُهْمَلةِ والياءِ كما هو نَصُّ الصِّحاحِ.

  وساءَهُ⁣(⁣٤) ساءَةً، هكذا في سائِرِ النسخ وهو غَلَطٌ، والصَّوابُ: وسَآهُ كرَماهُ سَآةً أَي هو مَقْلوبٌ منه، حَكَاه سِيْبَوَيْه. يقالُ: سَأَوْتُه سُؤْته، كما في الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لكعبِ بنِ مالِكٍ:

  لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَة ما سَآها ... وحَلَّ بدارِها ذُلٌّ ذَلِيل

  وسَأَى، كرَمَى: إذا عَدا؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  وسَأَى الثَّوبَ والجِلْدَ سَأْواً وسِأْياً: إذا مَدَّهُ إليه فانْشَقَّ.

  وفي المُحْكَم: حتى انْشَقَّ، واقْتَصَرَ في المَصادِرِ على الأوَّل.

  وذَكَرَ المَصْدَر الثَّاني في التَّهْذيبِ فقالَ: وسَأَيْته سَأْياً.

  وسَأَى بَيْنهم سَأْواً: أَفْسَدَ؛ نقلَهُ الأزهريُّ: وكأَنَّه لُغَةٌ في سَعَى بالعَيْنِ.

  ويقالُ في ضِدِّه: أسا بَيْنهُمْ أَسواً إذا أَصْلَحَ؛ وقد تقدَّمَ.

  وسَأَةُ القَوْسِ، مَثَلَّثَة: لُغاتٌ في السِّيَةِ بالياءِ، وهو طَرَفُها المَعْطوفُ المُعَقْرَبُ؛ فالضمُّ والكَسْر عن ابنِ سِيدَه والأزْهريِّ، والفَتْحُ عن ابنِ مالِكٍ في مُثَلثَّاتِهِ.

  وكانَ العجَّاج يَهْمزُ سِئَة القَوْس وقد تقدَّمَ ذلكَ.

  وأَسْأَيْتُ القَوْسَ: عَمِلْتُ لها سَأَةً، وتَرْكُ هَمْزها أعْلَى، كذا في المُحْكَم. ونَقَلَها الصَّاغانيُّ عن بعضِ البَصْريِّين.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه.

  السَّأْيُ: داءٌ في طَرَفِ خِلْفِ الناقَةِ.

  والمَسْآةُ، كَمسْعاةٍ، لُغَةٌ في المَساءَةِ مَقْلوبٌ منه، والجَمْعُ المسَائِي؛ ومنه قَوْلُهم أكْرَهُ مسَائِيكَ؛ حَكَاهُ سِيْبَوَيْه.

  والسَّأْوُ: بَعَرُ الناقَةِ، والشِّيْن لُغَةٌ فيه كما سَيَأْتي.

  [سبي]: ي سَبَى العَدُوَّ سَبْياً، بالفتْحِ، وسِباءً، بالكسْرِ: أَسَرَهُ، وهو مِن بابِ رَمَى.

  قالَ شيْخُنا: وهو صَرِيحٌ في أنَّه خاصٌّ بأَسْر العَدُوِّ فلا يُسْتَعْمل في غيرِهِ، وهو المُسْتفادُ مِن المِصْبَاحِ والمختارِ وغيرِهما أَيْضاً.

  قُلْتُ: ولكنَّ سِياقَ ابنِ سِيدَه: سَبَى العَدُوَّ وغيرَهُ يَقْتضِي أنَّه عامٌّ.


(١) اللسان وفيه: «زهاء وجامل».

(٢) ديوانه ص ٥٦٩ واللسان والصحاح والمقاييس ٣/ ١٢٤ وعجزه في التهذيب.

(٣) في القاموس: والطِيَّةُ.

(٤) في القاموس: وسآهُ سآةً.