تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سجو]:

صفحة 508 - الجزء 19

  [سجو]: وسَجا اللَّيْلُ وغيرُهُ يَسْجُو سَجْواً وسُجُوّاً، كعُلُوِّ: سَكَنَ ودَامَ؛ ومنه قوْلُه تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذا}⁣(⁣١) سَجى.

  قالَ الزجَّاجُ وابنُ الأعرابيّ: أَي سَكَنَ؛ وأَنْشَدَ الزَّجاجُ:

  يا حبَّذا القَمْراءُ والليلُ الساجْ ... وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاجْ⁣(⁣٢)

  ورَوَى غيرُ الأزْهريّ:

  يا حبَّذا القَمَرُ ولَيْلٍ ساج

  وقالَ الفرَّاءُ: سَجَا اللَّيْلُ رَكَدَ وأَظْلَمَ، ومَعْنى رَكَدَ سَكَنَ.

  ومنه البَحْرُ السَّاجِي: أَي السَّاكِنُ، وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ للأَعْشى:

  فما ذَنْبُنا أَنْ جاشَ بحرُ ابن عَمِّكُمْ ... وبحرُكَ ساجٍ لا يوارِي الدَّعامِصا؟⁣(⁣٣)

  وفي المُحْكَم: سَجَا البَحْرُ سَجْواً: سَكَنَ من تَموُّجِه.

  وفي التَّهْذِيبِ: سَكَنَتْ أَمْواجُه.

  والطَّرْفُ السَّاجِي: أَي الساكِنُ.

  وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: عينٌ ساجِيَةٌ فاتِرَةُ النَّظَرِ يَعْترِي الحُسْنَ في النِّساءِ.

  وسَجَتِ النَّاقَةُ سَجْواً: إذا مَدَّتْ حَنِينَها.

  وأَسْجَتْ: إذا غَزُرَ لَبَنُها؛ نقلَهُما الصَّاغانيُّ.

  وسَاجاهُ مُساجاةً: مَسَّهُ.

  قالَ أَبو زَيْدٍ: يقالُ أَتانَا بطَعامٍ فما سَاجَيْناهُ، أَي ما مَسِسْناهُ. وسَاجاهُ: عالجَهُ. يقالُ: هل تُساجِي ضَيْعةً؟ أَي تُعالِجُها، عن أَبي مالِكٍ.

  وامْرأَةٌ سَجْواءُ الطَّرْفِ: ساجِيَتُه، أَي فاتِرَتُه.

  وتَسْجِيَةُ المَيِّتِ: تَغْطِيَتُه بثوبٍ.

  وفي الصِّحاحِ: أَنْ تمدَّ عليه ثوباً.

  وناقَةٌ سَجْواءُ⁣(⁣٤): وهي التي إذا حُلِبَتْ سَكَنَتْ.

  ونَصّ المُحْكَم: تَسْكُنُ عنْدَ الحَلْبِ؛ وأَنْشَدَ:

  فما بَرِحَتْ سَجْواءَ حتى كأَنَّما ... تُغادِرُ بالزِّيزاءِ بُرْساً مُقَطَّعا⁣(⁣٥)

  شبَّه ما تساقَطَ من اللَّبَنِ عن الإِناءِ به.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  ليلَةٌ ساجِيَةٌ: ساكِنَةُ الرَّيحِ غَيْرُ مُظْلمةٍ؛ كذا في التَّهْذيبِ.

  وفي المحكم: ساكِنَةُ البَرْدِ والرِّيحِ والسَّحابِ غَيْرُ مُظْلِمَةٍ.

  وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: سَجا الليْلُ امْتَدَّ ظَلامُه.

  وسَجَا: أَظلَمَ.

  وفي المِصْباحِ: سَجَا الليْلُ سَتَرَ بظُلْمَتِه.

  وقالَ ابنُ الأعرابيّ: أَسْجَى يُسْجِي إذا غَطَّى شيئاً مَّا، كسَجَا وسَجَّى.

  وسَجَتِ الرِّيحُ: سَكَنَتْ، قالَ:

  وإن سَجَتْ أَعْقَبَها صَباها⁣(⁣٦)

  وناقَةٌ سَجْواءُ: مُطْمَئِنَّةُ الَوبَرِ.

  وشاةٌ سَجْواءُ: مُطْمَئِنَّةُ الصُّوفِ.

  والسَّجِيَّةُ: الخُلُقُ والطَّبيعَةُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.


(١) سورة الضحى، الآية ٢.

(٢) اللسان والتهذيب والأساس والمقاييس ٣/ ١٣٧ وهو للحارثي كما في اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٠٠ برواية: «أتوعدني أن جاش ...» والمثبت كرواية الصحاح واللسان.

(٤) قوله: «سجواءُ» في القاموس، وقد سها الشارح بوضعها خارجة.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان والتهذيب بدون نسبة.