تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سخي]:

صفحة 511 - الجزء 19

  وتَسَخَّى الرَّجُلُ على أَصْحابِهِ: تَكَلَّفَهُ، أَي السَّخاء، نقلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وسَخا النَّارَ، كدَعا وسَعَى؛ هكذا في النسخِ، واقْتَصَرَ الجوهرِيُّ على سَخا كدَعا ورَضِيَ، وأَمَّا كسَعَى فهي لُغَةٌ ثالِثَةٌ نقلَهَا الصَّاغانيُّ، وبهذا ظَهَرَ قُصُورُ المصنِّفِ؛ سَخْواً وسَخْياً، فيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ.

  قالَ الجوهريُّ: سَخَوْتُ النارَ أَسْخُو سَخْواً، وفيه لُغَةٌ أُخْرَى حَكَاهُما جَمِيعاً أَبو عَمْرو: سَخِيت النارَ أَسْخاها سَخْياً، مثْل لَبِثْتُ أَلْبَثُ لَبْثاً: جَعَلَ لها مَذْهباً تَحْتَ القِدْرِ؛ كذا في المُحْكَم.

  وفي الصِّحاحِ والتَّهْذِيبِ: إذا أَوْقد فاجْتمَعَ الجَمْرُ والرَّمادُ ففَرَّجَه، ثم قالَ: ويقالُ اسْخَ نارَكَ، أَي اجعَلْ لها مكاناً تُوقَدُ عليه؛ وأَنْشَدَ للمرَّارِ بنِ مُنْقذٍ يَهْجُو عبدَ اللهِ ابن الزُّبَيْر يَذْكُر أَنَّ به نَهَماً وحِرْصاً على الطَّعامِ إذا رَأَى العَجينَ يُلْقَى في النارِ ليَنْضُجَ صاحَ كصِياحِ الفَصِيلِ إذا رَأَى العَلَف، فقالَ:

  ويُرْزِم أَنْ يَرَى المَعْجُونَ يُلْقَى ... بسَخْيِ النارِ إرْزامَ الفِصِيلِ⁣(⁣١)

  أَي بمَسْخى النَّارِ فوضَعَ المَصْدرَ موضِعَ الاسْم؛ ويُرْوَى: بسَخْو النارِ.

  وسَخا القِدْرَ يَسْخُوها سَخْواً: جَعَلَ للنَّارِ تَحْتَها مَذْهَباً؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه، قالَ: وأَيْضاً نَحَّى الجَمْرَ من تَحْتِها.

  وسَخا فلانٌ يَسْخُو سَخْواً: سَكَنَ من حَرَكتِهِ، عن ابنِ سيدَه.

  والسَّخاءَةُ، بالمدِّ: بَقْلَةٌ لها ساقٌ كهَيْئةِ السُّنْبُلَةِ؛ يأْتي بَيانُها في صخي؛ ج سَخاءٌ بحذْفِ الهاءِ.

  وسَخِيَ البَعِيرُ، كرَضِيَ، يُسْخَى سَخًى، مَقْصور، فهو سَخٍ، مثْلُ عَمٍ، حَكَاه يَعقوب كما في الصِّحاحِ؛ وسَخِيٌّ، وهذا نقلَهُ الصَّاغانيُّ وهو على خِلافِ القِياسِ، لأنَّ فَعِيلاً مِن صِفاتِ فَعُلَ بضمِّ العَيْن، ولذا اقْتَصَرَ الجوهريُّ على سَخِ؛ أَصَابَهُ ظَلَعٌ.

  قالَ الجوهرِيُّ: السَّخَى، بالقَصْر: ظَلَعٌ⁣(⁣٢) يصيبُ البَعيرَ أَو الفَصِيلَ بأَنْ يَثِبَ بالحِمْلِ الثَّقِيلِ فتَعْترِضَ الرِّيحُ بينَ الجِلْد والكَتِفِ.

  والسَّخاوِيَةُ: اللَّيِّنَةُ التُّرابِ والواسِعَةُ⁣(⁣٣) مِن الأرضِ.

  وفي الصَّحاحِ: أَرْضٌ سَخاوِيَّةٌ لَيِّنَةُ التُّرابِ، وهي مَنْسوبَةٌ، ومَكانٌ سَخاوِيُّ، وبخطِّ أَبي زَكرِيِّا: وهي مُسْتويَةٌ؛ ج سَخاوِيّ.

  وقالَ أَبو عَمْرو: السَّخاوِيُّ مِن الأرضِ التي لا شيءَ فيها، وهي سَخاوِيَّةٌ؛ وأَنْشَدَ للجَعْدِي:

  سَخاوِيُّ يَطْفُو آلُها ثم يَرْسُبُ⁣(⁣٤)

  وقالَ الأصْمعيُّ: السَّخاوِيُّ الأَرْضُ؛ وهكذا هو نَصُّ أَبي عبيدٍ أَيْضاً، والصَّوابُ الأَرَضون؛ وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ:

  أَتاني وعِيدٌ والتَّنائِفُ بينَنا ... سَخاوِيُّها والغائِطُ المُتَصوِّبُ⁣(⁣٥)

  قيلَ: سَخاوِيُّها سعَتُها.

  كالسَّخْواءِ، وهي الواسِعَةُ السَّهْلَةُ، ج سَخاوَى وسَخاوِي، كصَحارَى وصَحارِي؛ كما في الصِّحاحِ.

  وسَخَى*، مَقْصور: كُورَةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الغربيَّةِ تَتْبَعَها قُرىً وكفور.

  وقالَ نَصْر: مدينَةٌ مِن صعِيدِ مِصْرَ قَرِيبةٌ مِن الاسْكَنْدرِيَّة.

  * قُلْتُ: وهذ غَلَطٌ، والصَّوابُ أَسْفَل مِصْر.

  ثم قالَ: مِن فتوحِ خارجَةَ بنِ حذافَةَ، ولَّاه عَمْرُو بنُ العاصِ أَيَّام عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالى عنهما؛ منها: الإِمامُ


(١) اللسان والصحاح والتهذيب بدون نسبة.

(٢) ضبطت في الصحاح بالقلم بفتح فسكون، ومثلها في التهذيب.

(٣) في القاموس: أَو الواسِعَةُ.

(٤) اللسان والتهذيب منسوباً للجعدي.

(٥) البيت للنابغة الذبياني، ديوانه صنعة ابن السكيت ص ٧٦، ولم أعثر عليه في ديوانه. ط صادر. بيروت، والتهذيب واللسان.

(*) كذا وبالقاموس: سخا، كما في ياقوت