تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الواو والياء

صفحة 519 - الجزء 19

  رأَيتُكَ تَغْشَى السارِياتِ ولم تكنْ ... لتَرْكَبَ إلَّا ذا الوشوم المُوَقَّعا⁣(⁣١)

  وعَنَى بِغِشْيانِها نِكاحَها، وكان يعيبُه بذلكَ.

  وسَرَى عنِّي الثوبَ سَرْياً: كَشَفَهُ؛ والواوُ أَعْلى، كما في المُحْكَم.

  وفي التَّهْذيبِ: سَرَيْتُ الثوبَ وسَرَّيتُه: نَضَوْتَه.

  والسويريات: بَنُو عبدِ اللهِ بنِ أَبي بَكْرِ بنِ كلابٍ، ويقالُ لهم السَّوارِي أَيْضاً، وإيَّاهم عَنَى لبيدٌ بقَوْله:

  وحَيَّ السَّوارِي لَنْ أَقُولَ بجَمْعِهم ... على النَّأْي إلَّا أَن يُحَيَّى ويُسْلَما⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْتُ بأنَّ هذا مِن الياءِ لأنَّها لامٌ.

  وسَرَّى العَرَق عن بَدَنِه تَسْريَةً: نَضَحَهُ، قال:

  يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرَّى⁣(⁣٣)

  وفي المِصْباحِ: قد اسْتَعْملتِ العَرَبُ سرى في المعانِي تَشْبيهاً لها بالأَجْسامِ مجازاً واتِّساعاً، فمنه قَوْلُه تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ}، وقد تقدَّمَ ذِكْرُه.

  وقالَ الفارابي: سَرَى فيه السّمُّ والخَمْرُ ونَحْوهما.

  وقالَ السرقسطي: سَرى عرق السّوء في الإِنْسانِ. وزادَ ابنُ القطَّاع: سرى عليه الهَمُّ أَتاهُ لَيْلاً. وسَرَى هَمُّه ذَهَبَ؛ وإسْنادُ الفِعْل إلى المعانِي كثيرٌ في كَلامِهِم.

  وقَوْل الفُقهاءِ: سَرى الجُرْحُ إلى النَّفْسِ: أَي دامَ أَلَمُه حتى حَدَثَ منه المَوْتُ. وقطعَ كَفّه فسرى إلى ساعِدِه: أَي تعدَّى أَثَر الجُرْح. وسرى التَّحْريم وسرى العتْق بمعْنَى التَّعْديَّةِ. وهذه الأَلْفاظُ جارِيَةٌ على أَلْسنةِ الفُقهاءِ، وليسَ لها ذِكْر في الكُتُبِ المَشْهورَةِ لكنَّها مُوافِقَة لمَا تقدَّمَ، انتَهى.

  وفي المُحْكَم: واسْتَعارَ بعضُهم السُّرَى للدَّواهِي والحُرُوبِ والهُمُومِ؛ قالَ الحارِثُ بنُ وعلَةَ في صفةِ الحَارْبِ:

  ولكنَّها تَسْري إذا نامَ أَهْلُها ... فتأْتي على ما ليسَ يَخْطُر في الوَهْمِ

  قُلْتُ: وفي هذا المَعْنى أَنْشَدَنا صاحِبُنا الفَقِيهُ أَبو محمدٍ عبدُ الغنِيّ بنُ محمدٍ الأنْصارِي:

  يا رَاقِد الليْل انْتَبه ... إنَّ الخُطُوبَ لها سُرى

  ثِقَة الفَتى بزَمانِه ... ثِقَة مُحلَّلةُ العُرَى

  والغالِبُ على مَصادِرِ ما ذُكِر السّرايَة والسَّرَيان.

  والسارِيَةُ: جَبَلٌ بفارِسَ.

  وأَيْضاً: القَوْمُ يسرون بالليْلِ؛ نقَلَهُ الرَّاغبُ.

  والمُتَسَرِّي: الذي يَخْرُجُ في السّرِيَّةِ، نقلَهُ ابنُ الأثير.

  وجاءَ صَبيحَةَ سارِيَةٍ: أَي لَيْلةٍ فيها مَطَر.

  وسُرِّي عنه: كُشِفَ وأزِيل، والتّشْديدُ للمُبالَغَة.

  والسِّرْيةُ، بالكسْرِ: دُودَةُ الجَرادِ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ.

  ويقالُ: سارَ بالسَّرِيَّة، إذا سارَ بالسِّيَرةِ النَّفِيسَة؛ عن ابنِ الأَثيرِ وهو مجازٌ.

  وسِرْيا، بالكْسر: قَرْيةٌ من شرقية مِصْر من حقوق المورية.

  وابنُ إسْرائِيل: شاعِرٌ مَعْروفٌ، هو نجْمُ الدَيْن أبو المعَالِي محمدُ بنُ سوارِ بنِ إسْرائيل بنِ الخضرِ بنِ إسْرائِيل بنِ محمدِ⁣(⁣٤) بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الشَّيْبانيُّ الدِّمَشْقيُّ ولدَ سَنَة ٦٠٣، سَمِعَ مِنَ الكِنْدي


(١) اللسان وفيه «الرسوم» بدل «الوشوم» ولم أعثر عليه في ديوانه.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٩٦ برواية:

وحي السواري إن أقول لجمعهم

(٣) اللسان والتهذيب والتكملة بدون نسبة، وفي الأساس: «ماء العرق» وبعده:

نضح الأَديم: الصفق المصفرا

(٤) أنظر عامود نسبه في فوات الوفيات ٣/ ٣٨٣.