تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سمو]:

صفحة 536 - الجزء 19

  سَلَّيْته أُسَلِّيه مِن حَدِّ رَمَى بمعْنَى سَلَوْته لُغَةٌ فيه، ذَكَرَه الشريشي في شرْحِ المَقامَات، وأَنْشَدَ للأَسْود بن يَعْفر:

  فآليت لا أَشريه حتى يملّني ... بشيء ولا أُسَلّيه حتى يفارقا

  ويقالُ: للخَسِيسِ اللَّئيم: هو آكِلُ الأَسْلاء؛ وأَنْشَدَ سيبويه:

  قُبِّح من يَزْني بعو ... فٍ من ذواتِ الخُمُرْ

  الآكِلُ الأَسْلأَ لا ... يَحْفِلُ ضَوْءَ القَمَرْ⁣(⁣١)

  واستلت الشاةُ: سَمِنَتْ.

  واستلت سمناً: جَمَعَتْه.

  والسُّلَّى، كرُبَّى: الخصْلَةُ المُسَلّية عن الأحْبابِ.

  [سمو]: وسَمَا يَسْمُو سُمُوّاً، كعُلُوِّ: ارْتَفَعَ وعَلا.

  وسَمَا به: أَعْلاهُ، كأَسْماهُ.

  وسَمَا لِيَ الشَّيءُ: رُفِعَ من بُعْدٍ فاسْتَبَنْتُهُ.

  وفي الصِّحاح: سَمَا لِيَ الشَّخْصُ: ارْتَفَعَ حتى اسْتَثْبَتّه.

  وسَمَا القومُ: خَرَجُوا للصَّيْدِ في صحَارِيها وفِقارِها؛ وهُمْ سُماةٌ، كرُماةٍ، صفةٌ غالِبَةٌ؛ وقيلَ: هُم صَيَّادُو النّهارِ خاصَّةً، قال الشاعر:

  وجَدَّاء لا يُرْجى بها ذُو قرابةٍ ... لعَطْفٍ ولا يَخْشى السُّماةَ رَبِيبُها⁣(⁣٢)

  وقيلَ: هُم الصَّيادُونَ المُتَجَورِيُون، واحِدُهُم سَامٍ: قالَ الشاعِرُ:

  وليسَ بها ريحٌ ولكِنْ ودِيقَةٌ ... قلِيلُ بها السَّامِي يُهِلُّ ويَنْقع⁣(⁣٣)

  وسَما الفَحْلُ سَماوَةً: تَطاوَلَ؛ وفي الصِّحاحِ: سَطَا، على شُوَّلِهِ.

  والسَّماءُ: م مَعْروفَةٌ، وهي التي تظلُّ الأَرْضَ، أُنْثى، وقد تُذَكَّرُ، وعلى هذا حَمَلَ بعضُهم: {السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}⁣(⁣٤)، لا على النَّسَبِ كما ذَهَبَ إليه سِيبْوَيْه.

  والسَّماءُ: كُلُّ ما عَلَاكَ فأَظَلَّكَ، ومنه سَقْفُ كلِّ شيءٍ، وكُلُّ بَيْتٍ سَماءٌ، مُذَكَّرٌ.

  في المِصْباح: قالَ ابنُ الأنْبارِي: السَّماءُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ.

  وقالَ الفرَّاءُ: التَّذْكِيرُ قَلِيلٌ، وهو على مَعْنى السَّقْفِ، وكأَنَّه جَمْعُ سَماوَةٍ كسَحابٍ وسَحابَةٍ.

  وقالَ الأزهريُّ: السَّماءُ عنْدَهُم مُوءَنَّثَةٌ، لأنَّها جَمْعُ سَماءَةٍ.

  وقالَ الرَّاغبُ: السَّماءُ المُقابِلَةُ للأَرْضِ مُوءَنَّثٌ وقد يُذَكَّرُ ويُسْتَعْملُ للواحِدِ والجَمْعِ كقوْلِه، ø: {ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ}⁣(⁣٥)؛ وقالَ، ø: {السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}؛ وقالَ: {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ}⁣(⁣٦)، فأَنَّثَ، ووَجْهُ ذلكَ أَنَّه كالنَّخْل والشَّجَر⁣(⁣٧) وما يَجْرِي مُجْراهُما مِن أَسْماءِ الأجْناسِ التي تُذَكَّر وتُؤنَّث، ويُخَيَّرُ عنه بلفظِ الواحِدِ والجَمْع، انتَهَى.

  وأَنْشَدَ شيْخُنا شاهِدَ التَّذْكِير قَوْل الشاعِرِ:

  ولَوْ رَفَعَ السَّماءُ إليه قَوْماً ... لَحِقْنا بالنُّجومِ وبالسَّماءِ⁣(⁣٨)


(١) الكتاب ٢/ ٧٢ والضبط عنه، وفيه «الأشلاء» بدل «الأسلاء» وفسرها: جمع شلو، وهو العضو بما عليه من اللحم. والبيت الثاني في اللسان كالأصل، وقافيته مجرورة.

(٢) اللسان بدون نسبة، وكتاب سيبويه ٢/ ١٦٣ ونسبه للشاعر العنبري، وفيه: «وما يخشى».

(٣) اللسان.

(٤) سورة المزمل، الآية ١٨.

(٥) سورة البقرة، الآية ٢٩.

(٦) سورة الانشقاق، الآية ١.

(٧) في المفردات: كالنخل في الشجر وما يجري مجراه من أسماء الجنس.

(٨) في اللسان بروايةٍ أخرى عن ابن بري:

فلو رفع ... لحقنا بالسماء مع السحابِ