تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل النون) مع الباء

صفحة 445 - الجزء 2

  كَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِهِ ... إِلى طَرفِ القُنْبِ، فالمَنقَبِ

  وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لِمُرَّةَ بْنِ مَحْكانَ:

  أَقَبّ لم يَنْقُبِ البَيْطَارُ سُرَّتَهُ ... ولَم يَدِجْهُ ولمْ يَغمِزْ له عَصَبَا

  أَو هو من السُّرَّة: قُدَّامُها حيث يُنقَبُ البَطنُ، وكذلك هو من الفَرَس.

  وفَرَسٌ حسَنُ النُّقْبَةِ هو بالضَّمِّ: اللَّوْنُ.

  والنُّقْبَةُ: الصَّدَأُ، وفي المُحْكَم: النُّقْبةُ: صَدَأُ السَّيْفِ والنَّصْل، قال لَبِيدٌ:

  جُنُوحَ الهالِكِيّ على يَدَيْهِ ... مُكِبّاً يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصَالِ

  وفي الأَساس: ومن المَجَاز: جَلَوْتُ السَّيْفَ والنَّصْلَ من النُّقَب: آثارِ الصَّدإِ، شُبِّهت بأَوائلِ⁣(⁣١) الجَرَبِ، والنُّقْبَة: الوَجْهُ، قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِف ثَوراً:

  ولاحَ أَزْهَرُ مشْهُورٌ بنُقْبَتِهِ ... كأَنَّهُ حِينَ يعْلُو عاقِراً لَهَبُ

  كذا في الصّحاح. وفي لسان العرب النُّقْبَةُ: ما أَحاطَ بالوَجْهِ من دَوائِره⁣(⁣٢). قال ثعلب: وقيل لِامرَأَة: أَيُّ النسَاءِ أَبغضُ إِليكِ؟ قالت: الحَدِيدَةُ الرُّكْبَةِ، القَبِيحَةُ النُّقْبَةِ، الحاضِرَةُ الكِذْبَةِ.

  والنُّقْبَةُ، أَيضاً: ثَوْبٌ كالإِزارِ، تُجْعَلُ له حُجْزَةٌ مُطِيفَةً هكذا في النُّسْخ، والذي في الصَّحاح ولسان العرب والمُحْكم: مَخِيطةٌ - من خاطَ - من غيرِ نَيْفَقٍ⁣(⁣٣)، كحَيْدَرِ، ويُشَدُّ كما يُشَدُّ السَّراوِيلُ.

  ونَقَبَ الثَّوْب، يَنْقُبُه: جَعَلَهُ نُقْبةً وفي الحديث: «أَلْبَسَتْنَا أُمُّنا نُقْبَتَهَا» هي السَّرَاويلُ الّتي تكونُ لها حُجْزَةٌ من غير نَيْفَقٍ، فإِذا كان لها نَيْفَقٌ فهي سَراويلُ. وفي لسان العرب: النُّقْبَة: خِرْقَة يُجْعَلُ أَعْلاها كالسَّراويل [وأَسفلُها كالإِزار]⁣(⁣٤)، وقيل: هي سراوِيلُ بلا⁣(⁣٥) سَاقيْنِ. وفي حديثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ مولاةَ امْرأَةٍ اختَلَعتْ من كُلِّ شَيْءٍ لها، وكُلِّ ثوْب عليها، حتّى نُقْبَتِها، فلم يُنْكِرْ ذلك».

  والنُّقْبَةُ: واحِدَةُ النُّقَبِ، للجَرَب أَو لِمَبادِيه، على ما تقدّمَ.

  وقد تَنقَّبَتِ المَرْأَةُ، وانْتَقَبَتْ، وإِنَّها لحَسَنَةُ النِّقْبَةِ، بالكسْرِ، وهي هَيْئةُ الانْتِقابِ، وجَمْعُه: النِّقَب، بالكسر؛ وأَنشد سِيبَويْهِ:

  بِأَعْيُنٍ منها مَلِيحاتِ النِّقَبْ ... شَكْلِ التِّجَارِ وحَلَالِ المُكْتَسَبْ

  وَروَى الرِّياشِيّ: النُّقَب، بالضَّمّ فالفتح⁣(⁣٦)، وعنَى دَوائرَ الوَجْهِ، كما تقدّم.

  ورجلٌ ميْمُونُ النَّقِيبةِ: مباركُ النفْسِ، مُظفَّر بما يُحاوِلُ.

  نقله الجوهريُّ عن أَبي عُبيْد. وقال ابْن السكِّيتِ: إِذا كان مَيْمُونَ الأَمْرِ، يَنجَحُ فيما حاولَ⁣(⁣٧)، ويَظفَرُ.

  والنَّقِيبةُ: العَقْلُ، هكذا في النُّسخ، وتَصفَّحْتُ كُتُب الأُمّهات، فلم أَجِدْه فيها، غيرَ أَنّي وجدتُ في لسان العرب ما نَصُّه: والنَّقِيبَةُ: يُمْنُ الفِعْلِ، فلعلَّهُ أَراد الفِعْلَ ثمّ تصحَّف على النّاسخ، فكتب «العقْل» محل «الفعل». وفي حديث مَجْدِيّ بْنِ عمْرٍو: «إِنَّهُ مَيْمُونُ النَّقِيبَةِ» أَيْ: مُنْجَحُ الفِعَالِ، مُظَفَّرُ المَطَالبِ. فليُتَأَمَّلْ. وقال ثَعْلَب: إِذا كان مَيْمَونَ المشورَةِ ومحمودَ المُخْتَبَرِ.

  وعن ابْنِ بُزُرْجَ: مالَهُم نَقيبةٌ أَي نفاذ الرأْيِ.

  وقيل: النَّقِيبة: الطَّبِيعَة.

  وقيل: الخَلِيقة.


(١) الاساس: بأول.

(٢) عن اللسان، وفي الأصل: من دوائر.

(٣) قال في القاموس: ونيفق السراويل بالفتح: الموضع المتسع منه.

ويقال فيه: نِئفِق انظر الجمهرة ٣/ ١٥٥ والمعرب ص ٣٣٣.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) اللسان: بغير.

(٦) في اللسان: ويروى النُّقَب والنِّقَب روى الأولى سيبويه، وروى الثانية الرياشي (يعني: النِّقَب) فمن روى النُّقَب عنى دوائر الوجه. ومن قال: النِّقَب أراد جمع نِقبة من الانتقاب بالنقاب.

(٧) كذا بالأصل واللسان، وفي الصحاح: يحاول.