تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شني]:

صفحة 586 - الجزء 19

  بِتْنا عَذُوباً وباتَ البَقُّ يَلْسِبُنا ... نَشْوي القَراحَ كأنْ لا حَيَّ بالوَادِي⁣(⁣١)

  أَي نُسَخّنُ الماءَ فنَشْرَبُهُ لأنَّه إذا لم يُسَخَّنْ قَتَل من البَرْدِ أَو آذَى، وذلك إذا شُرِب على غيرِ غِذاءٍ.

  وشَوَّاهُم تَشْوِيَةً وأَشْواهُم: أَعْطاهُم لَحْماً طَريّاً يَ شْوُونَ منه؛ عن أَبي زيْدٍ.

  وقالَ غيرُهُ: أَطْعَمَهم شِواءً.

  وما يُقْطَعُ من اللَّحْمِ: شُوايَةٌ، بالضَّمِّ؛ وقيلَ: هو ما يَقْطَعُه الجازِرُ مِن أَطْرافِ الشاةِ.

  وأَشْوَى القَمْحُ: أَفْرَكَ وصَلَحَ أَنْ يُشْوَى؛ عن ابنِ سِيدَه.

  ومن المجازِ: الشَّوَى، كالنَّوَى: الأَمْرُ الهَيِّنُ الحقيرُ؛ ومنه: كلُّ ذلكَ شَوىً ما سَلِمَ دِينِي.

  قالَ ابنُ الأثير: هو مِن الشّوى الأَطْراف؛ ومنه حديثُ مُجاهِدٍ: «كلُّ ما أَصابَ الصائِمَ إلَّا الغِيبةَ»؛ أَي كلُّ شيءٍ أَصابَهُ لا يُبْطِل صوْمَه إلَّا الغِيبةَ فإنَّها تُبْطِله فهي له كالمَقْتَل والشَّوَى ما ليسَ بمَقْتل.

  ومِن المجازِ: أَعطاهُ مِن الشَّوَى، وهو رُذالُ المالِ الإِبِل والغَنَم وصِغارها؛ قال الشاعرُ:

  أَكَلْنا الشَّوى حتَّى إذا لم نَدَعْ شَوىً ... أَشَرْنا إلى خَيراتِها بالأَصابِعِ⁣(⁣٢)

  والشَّوَى: اليَدَانِ والرِّجْلانِ.

  وقيلَ: جماعَةُ الأطْرافِ⁣(⁣٣).

  والشَّوَى: قِحْفُ الرَّأْسِ مِن الآدمِيِّينَ؛ كما في الصِّحاح؛ واحِدَتُها شَواةٌ.

  وكلُّ ما كانَ غيرَ مَقْتلٍ: فهو شَوىً.

  وفي الصِّحاحِ: شَوَى الفَرَسِ: قَوائِمَهُ، لأنَّه يقالُ: عَبْلُ الشَّوَى، ولا يكونُ هذا للرأْسِ لأنَّهم وصَفُوا الخَيْلَ بأَسالَةِ الخَدّيْنِ وعِتْقِ الوَجْهِ، وهو رِقَّتُه.

  وأَشْواهُ الرَّامِي: أَصابَ شَواهُ، أَي الأَطْراف، لا مَقْتَلَهُ، والاسمُ الشَّوَى، وأَنْشد الجوهريُّ لخالِدِ بنِ زهْيرٍ:

  فإنَّ من القَوْلُ التي لا شَوَى لها ... إذا زَلَّ عن ظَهْرِ اللسانِ انْفلاتُها⁣(⁣٤)

  يقولُ: إنَّ من القَوْلِ كلمةً لا تُشْوِي ولكنْ تَقْتُلُ؛ كشَوَّاهُ تَشْويَةً؛ كذا في النسخِ والصَّوابُ بالتَّخْفيفِ؛ كما في التَّكملة.

  وفي النِّهايَة: شويْته: أَصَبْت شَواتَهُ.

  والمُشْوَى، كالمُهْدَى: الذي أَخْطأَهُ الحَجَرُ مِن الحيَّةِ؛ فهو حَيٌّ؛ ومنه قولُ الشَّاعرِ:

  كأَنَّ لَدَى مَيْسُورها متْنَ حَيَّةٍ ... تحَرَّكَ مُشْواهَا ومَاتَ ضَرِيبُها

  شَبَّه ما كانَ بالأَرْضِ غيرَ متحرِّكٍ بما أَصَابَهُ الحَجَرُ منها فهو ميِّتٌ.

  والشُّوايَةُ، مُثَلَّثَةً: بَقِيَّةُ قَوْمٍ أَو مالٍ هَلَكَ.

  وفي التَّهْذيب: الشُّوايَةُ البَقِيَّةُ مِن المالِ، أَو القَوْم الهَلْكَى⁣(⁣٥)؛ كالشَّوِيَّةِ، كغَنِيَّةٍ؛ وهذه عن الجوهريِّ؛ ج شَوَايَا؛ وهم بَقايا قَوْمٍ هَلَكوا؛ وأَنْشَدَ:

  فهمْ شَرُّ الشَّوايا من ثمُودٍ ... وعَوْفٌ شَرُّ مُنْتَعِلٍ وحافي⁣(⁣٦)

  والشُّوايَةُ من الإِبِلِ والغَنَم: رَدِيئُها⁣(⁣٧) ورذالُها.

  ضَبَطَه ابنُ سِيدَه بالكسْرِ والفَتْح.

  والشُّوايَةُ من الخُبْزِ: القُرْصُ.


(١) في اللسان: في الوادي.

(٢) اللسان والأساس والمقاييس ٣/ ٢٢٤ بدون نسبة.

(٣) في القاموس بالرفع، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى جرّها.

(٤) البيت في ديوان الهذليين ١/ ١٦٣ في شعر أبي ذؤيب الهذلي، وفي اللسان والصحاح والأساس «قال الهذلي» وفي المقاييس ٣/ ٢٢٥ والتهذيب بدون نسبة.

(٥) كذا، ولم يرد هذا المعنى في التهذيب، والعبارة في اللسان.

(٦) الصحاح، وفي اللسان: وحافِ.

(٧) في القاموس: «رَدِيُّها» بغير همز.