تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شهو]:

صفحة 588 - الجزء 19

  والشِّواةُ: اللقطْعَةُ من الشَّواءِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو:

  وانْصِبْ لنا الدَّهْماءَ طَاهِي وعَجِّلَنْ ... لنا بشِواةٍ مُرْمَعِلِّ ذُؤُوبُها⁣(⁣١)

  [شهو]: وشَهيَهُ، كرَضِيَهُ ودَعاهُ، يَشْهاهُ يَشْهُوهُ شَهْوةً، الأَخيرَةُ لغَةٌ عن أَبي زيْدٍ، واشْتَهاهُ وتَشَهَّاهُ: أَحَبَّهُ ورَغِبَ فيه.

  في المِصْباح: الشَّهْوةُ اشْتِياقُ النَّفْسِ إلى الشيءِ، والجَمْعُ شَهَواتٌ⁣(⁣٢) وأَشْهِيةٌ.

  قال الرَّاغبُ: أَصْلُ الشَّهْوةِ نُزوعُ النَّفْس إلى ما تُريدُه وذلكَ في الدُّنيا ضَرْبانِ: صادِقَةٌ وكاذِبَةٌ، فالصادِقَةُ ما يختل⁣(⁣٣) البَدَن من دُوْنه كشَهْوةِ الطَّعامِ عنْدَ الجُوعِ؛ والكاذِبَةُ ما لا يختل مِن دُوْنه وقد يُسَمَّى المُشْتَهى شَهْوةٌ، وقد يقالُ للقُوَّة التي⁣(⁣٤) تشتهي الشَّيءَ شَهْوةٌ؛ وقوْلُه تعالى: {زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ}⁣(⁣٥) يَحْتَمِل الشَّهْوَتَيْن؛ وقوْلُه ø: {وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ}⁣(⁣٦)، فهذا مِن الشَّهَواتِ الكاذِبَةِ ومِن المُشْتهيات المُسْتَغْنى عنها، انتَهَى.

  والشَّهْوةُ الخفِيَّةُ: كلُّ شيءٍ من المَعاصِي يضْمِرُه صاحِبُه ويصرُّ عليه وإن لم يَعْمَلْ، وقيلَ: حُبُّ اطِّلاعِ الناسِ على العَمَل.

  وقَوْله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ}⁣(⁣٧)، أَي يَرْغَبُون فيه من الرجوع إلى الدنيا.

  ورجُلٌ شَهِيٌّ، كغَنِيِّ، وشَهْوانُ وشَهْوانِيُّ: إذا كانَ شَديدَ الشَّهْوةِ؛ ومنه قَوْل رابعة: يا شَهْوانِيُّ. وهي شَهْوَى، ج شَهاوَى، كسَكارَى. يقالُ: قومٌ شَهاوَى، أَي ذَوُو شَهْوةٍ شَديدَةٍ للأَكْلِ؛ وقالَ العَّجاج:

  فهِيَ شَهاوَى وهو شَهْوانيُّ⁣(⁣٨)

  وأَشْهاهُ: أَعْطاهُ مُشْتَهاهُ.

  وأَشْهاهُ: أَصابَهُ بعَيْنٍ، مَقْلوبُ أشآه.

  وتَشَهَّى على فلانٍ كذا: اقْتَرَحَ شَهْوَةً بَعْدَ شَهْوةٍ.

  ورجُلٌ شاهِي البَصَرِ: أَي حديدُهُ، مَقْلوبُ شائِه البَصَرِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  ومُوسَى شَهَواتٍ: شاعِرٌ م مَعْروفٌ، هو مُوسَى بنُ يَسارٍ مَوْلَى بَني تيمٍ، لُقِّبَ به بقوْلِه ليَزِيد بنِ معاوِيَةَ:

  لسْتَ منَّا وليسَ خالك منَّا ... يا مُضَيّع الصَّلاة للشَّهَواتِ⁣(⁣٩)

  وشَاهاهُ مُشاهاةٌ: أَشْبَهَهُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الشَّهْوةُ كما تُجْمَعُ على شَهَواتٍ تُجْمَعُ على أَشْهِيَةٍ؛ كما في المِصْباح⁣(⁣١٠)؛ وعلى شُهاً كغُرفٍ؛ نقلَهُ أَبو حيَّان في شرْحِ التَّسْهيل؛ وأَنْشَدَ لامْرأَةٍ من بَني نَصْر بنِ معاوِيَةَ:

  فلو لا الشُّهَى والله كنتِ جديرةً ... بأن أترك اللّذات في كل مشهدِ

  ثم قالَ: والنّحاةُ لم يذْكرُوا جَمْع فَعْلَة مُعْتَل اللام على فُعَلِ.

  * قلْتُ: وهو جَمْعٌ نادِرٌ ونَظِيرُه صَهْوَة وصُهاً كما سَيأتي.

  وماءٌ شَهِيّ: لذيذٌ زِنَةً ومعْنى.

  وما أَشْهَاها وما أَشْهاني لها؛ قالَ سِيْبَوَيْه؛ إذا قلْتَ ما أَشْهَاها إليَّ فإنَّما تُخْبِرُ أَنَّها مُتَشَهَّاةٌ، وكأنَّه على شُهِيَ،


(١) اللسان والصحاح.

(٢) الذي في المصباح: «والجمع شهوات، واشتهيته فهو مشتهىً» وقد نبه إلى عبارتها بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) عن المفردات وبالأصل «يحتل».

(٤) بالأصل «التي لها تشتهي» والتصحيح عن المفردات.

(٥) سورة آل عمران، الآية ١٤.

(٦) سورة مريم، الآية ٥٩.

(٧) سورة سبأ، الآية ٥٤.

(٨) ديوانه ص ٣٢٥ والتهذيب والتكملة، وفي اللسان «فهي شهوى».

(٩) التكملة.

(١٠) انظر الحاشية رقم ٤.