تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صري]:

صفحة 597 - الجزء 19

  أَيْضاً سَفَلَ؛ ضِدٌّ؛ كلُّ ذلكَ عن ابنِ الأعرابيِّ؛ وشاهِدُ الأَخيرِ قولُ الشاعِر:

  والناشِئاتِ الماشِياتِ الخَيْزَرَى ... كعُنُقِ الآرامِ أَوْفى أَو صَرَى⁣(⁣١)

  أَوْفى: عَلَا، وصَرَى سَفَل.

  وصَرَى: عَطَفَ؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  وصَرَيْنَ بالأَعْناقِ في مَجْدَولةٍ ... وَصَلَ الصَّوانِعُ نِصْفَهُنَّ جَدِيدَا⁣(⁣٢)

  وصَرَى: أَنْجَى إنْساناً من هَلَكَةٍ؛ ومنه قولُ الشَّاعِرِ:

  بينَ الفَراعِلِ إن لم يَصْرِه الصَّارِي⁣(⁣٣)

  وصَرِيَ فلانٌ في يدِ فلانٍ: بَقِيَ رَهْناً مَحْبوساً؛ قالَ رُوءْبَةُ:

  رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ قد صَريتُ⁣(⁣٤)

  وصَرَى بَيْنهم صَرْياً: فَصَلَ. يقالُ: اخْتَصَمْنا إلى الحاكِمِ فصَرَى ما بَيْننا أَي فَصَل ما بَيْننا وقطَعَ.

  ولَبَنٌ صَرًى، وُصِفَ بالمَصْدرِ، أَي مُتَغَيِّرُ الطَّعْمِ لطُولِ مكْثِه.

  وقال ابنُ الأَعْرابيِّ: الصَّرَى: اللَّبَنُ يُتْرَكُ في ضرْعِ الناقَةِ فلا يُحْلَب فيَصيرُ مِلْحاً ذا رِياحٍ.

  قال الأَزْهري: وحَلَبْتُ لَيْلةً ناقَةً مُغَرَّزة⁣(⁣٥) فلم يَتَهَيَّأْ لي شربُ صَرَاهَا لخُبْثِ طَعْمِهِ فهَرَقْتُه.

  وقيلَ لابْنةِ الخُسِّ: ما أَثْقَلُ الطَّعامِ؟ قالت: بَيْضُ النَّعامِ وصَرَى عامٍ بعدَ عامِ. وقيلَ: الصَّرَى البَقِيَّةُ من اللّبَنِ والماءِ.

  وناقَةٌ صَرْيَا: مُحَفَّلَةٌ، ج صَرايَا، على غيرِ قِياسٍ.

  والصَّرايَةُ: الحَنْظَلُ إذا اصْفَرَّ؛ ومنه قولُ امْرئِ القَيْس:

  كَأَنَّ سَراتَه لَدَى البَيْتِ قائِماً ... مَداك عَرُوسٍ أَو صَرَايَةُ حَنْظَلِ⁣(⁣٦)

  وأَيْضاً: نَقِيعُ مائِهِ، ج صَراءٌ، بالفْتحِ⁣(⁣٧) والمدِّ، وصَرايَا.

  والصَّاري: المَلَّاحُ لحفْظِه السَّفينَةَ، ج صُرَّاءُ، كرُمَّانٍ، وصَرارِيُّ⁣(⁣٨) وصَرارِيُّونَ، كِلاهُما جَمْعُ الجَمْعِ.

  قال شيْخُنا: إيرادُهما ليسَ في محلِّه بل مَحَلّها الرَّاء.

  قلْتُ: ولذا قالَ الجوهريُّ وأَمَّا الصَّرارِيُّ فقد ذَكَرْنَاهُ في بابِ الراءِ.

  والصَّارِي: خَشَبَةٌ مُعْترِضَةٌ في وَسَطِ السَّفِينَةِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  قال ابنُ الأثير: هو دَقَلُ السَّفينَةِ الذي يُنْصَبُ في وَسَطِها ويكُونُ عليه الشِّراعُ؛ والجَمْعُ صَوارٍ، وقد جاءَ ذِكْرُ هذه اللفْظَةِ في بناءِ البَيْتِ.

  والصَّراةُ: نَهْرٌ بالعِراقِ، وهي العُظْمَى والصُّغْرَى؛ كما في الصِّحاح.


(١) اللسان بدون نسبة، ونسبه في مادة «خزر» لعروة بن الورد، وفي التهذيب بدون نسبة.

(٢) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٣) البيت للكميت كما في الأساس وفيها «إن لم يصرني» وصدره:

أصبحتُ لحمَ ضباع الأرض مقتسما

وعجزه في التهذيب.

(٤) ديوانه ص ٢٦ واللسان والتهذيب، وبعده:

صماء ضم طبرها سكوت

(٥) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «مغزرة».

(٦) من معلقته، ديوانه ص ٥٦ برواية:

كأن على المتنين منه إذا انتحى ... مداك عروسٍ أَو صلاية حنظل

والمثبت كرواية اللسان. وعجزه في الصحاح وجزء من عجزه في المقاييس ٣/ ٣٤٧.

(٧) كذا نظَر لها الشارح بالفتح كاللسان والصحاح، وضبطت في القاموس، بالقلم، بالكسر.

(٨) هو جمع الجمع، وهو صراء كما اختاره ابن بري، بدليل قول المسيب: «وترى الصراري يسجدون لها» وذكره المؤلف في باب الراء، وجعله واحداً تبعاً للجوهري، وياؤه للنسبة بدليل قول الفرزدق:

نرى الصراري والأمواج تضربه

أفاده الشارح في مادة صرر. (هامش القاموس).