تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضحو]:

صفحة 614 - الجزء 19

فصل الضاد المعجمة مع الواو والياء

  [ضأي]: ي ضَأَى، كسَعَى: أَهْمَلَهُ الجوهريُّ.

  وقالَ الأزْهريُّ: أَي دَقَّ جِسْمُهُ أَو عَظْمُهُ خلْقَةً أَو هُزالاً في ضَوَى بالواوِ كما سَيَأْتي، ونقلَهُ الصَّاغاني أَيْضاً.

  [ضبو]: وضَبَتْه النَّارُ والشَمسُ تَضْبُوه.

  قالَ شيْخُنا: ذِكْرُ المُضارع مُسْتدركٌ إذ لا فائِدَةَ فيه.

  * قُلْتُ: وكأنَّهُ تَبعَ الجوهريَّ هنا ونَسِيَ اصْطِلاحَه.

  ضَبْواً، بالفتْحِ: غَيَّرَتْهُ وشَوَتْهُ.

  وفي المُحكم: لَفَحَتْهُ ولَوَّحَتْهُ إلَّا أنَّه ذَكَرَ مَصْدَرَه ضَبْياً، بالياءِ.

  وجَمَعَ بَيْنهما ابنُ القطَّاعِ فإذن الكلمةُ واوِيَّةٌ يائيَّةٌ.

  وضَبَا إليه: لَجَأَ، لُغَةٌ في الهَمْزِ.

  والمُضْباةُ، بالضَّمِّ؛ هكذا هو مَضْبوطٌ في نسخِ الصِّحاحِ بالقَلَمِ⁣(⁣١)؛ خُبْزَةُ المَلَّةِ.

  وفي المُحْكمِ: ويُسَمِّي بعضُ أَهْلِ اليَمَنِ خُبْزَةَ المَلَّةِ مَضْباةً، من هذا أَي من ضَبَتْه النارُ، ولا أَدْرِي كيفَ ذلكَ إلَّا أن تُسَمَّى باسْمِ الموْضِعِ.

  والضَّابِي: الرَّمادُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  وأَضْبَى الرَّجُلُ على ما في يَدَيْه: أَمْسَكَ لُغَةٌ، في أَضْبَأَ، عن اللَّحْياني.

  وأَضْبَى: رَفَعَ.

  وفي التكمِلَةِ: دَفَعَ.

  وأَيْضاً: مِثْلُ أَضْوَى زِنَةً ومَعْنىً.

  وقالَ الكِسائي: أَضْبَى عليه إذا أَشْرَفَ ليَظْفَرَ به، نقلَهُ الجوهريُّ والأزْهريُّ.

  وعن الهَجَريّ: أَضْبَى بِهِم السَّفَرُ إذا أَخْلَفَهُمْ فيما رَجَوْا فيه من رِبحٍ ومَنْفَعَةٍ؛ وأَنْشَدَ:

  لا يَشْكُرونَ إذا كنَّا بمَيْسَرَةٍ ... ولا يَكُفُّونَ إنْ أَضْبَى بنا السَّفَر

  كذا في المُحْكم.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَضْبَى على الشيءِ: كَتَم عليه وسَكَتَ؛ عن ابنِ القطَّاع.

  [ضحو]: والضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ، كعَشِيَّةٍ؛ الأَخيرَةُ لُغَةٌ في الضَّحْوةِ كما أَنَّ الغَدِيَّةَ لُغَةٌ في الغَدَاةِ؛ ارْتِفاعُ النَّهارِ.

  وفي الصِّحاحِ: ضَحْوَةُ النّهارِ بَعْد طُلوعِ الشمسِ.

  والضُّحَى، كَهُدًى: فُوَيْقَهُ، وهو حينَ تَشْرقُ الشمْسُ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: هو مِن طُلوعِ الشَّمسِ إلى أَنْ يَرْتفِعَ النهارُ وتَبْيضَّ جدّاً؛ كما في المُحْكم.

  والأكْثَر على أَنَّها مُرادفَةٌ لمَا قَبْلها؛ نقلَهُ شيْخُنا.

  وقال الرَّاغبُ: الضُّحَى: انْبِساطُ الشمسِ وامْتِدادُ النَّهارِ، وسُمِّي الوَقْتُ به؛ ومنه قولُه تعالى: {وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى}⁣(⁣٢)، {... وَأَنْ يُحْشَرَ النّاسُ ضُحًى}⁣(⁣٣).

  قالَ شيْخُنا: واخْتُلِف في وزْنِها فقيلَ: فُعَل بضمِّ ففَتْحٍ، كما قالَهُ المبرِّدُ.

  وقيلَ: فُعْلَى، كبُشْرى، كما قالَهُ ثَعْلبٌ في مُناظَرتِه مع المبرِّدِ عندَ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ طاهِرٍ.

  قالَ الجوْهريُّ: مَقْصورٌ يُؤَنَّثُ ويُذَكَّرُ، فمن أَنَّثَ ذَهَبَ إلى أَنَّهُ جَمْعُ ضَحْوةٍ.

  قال شيْخُنا: فيلحقُ بشَهْوةٍ وشُهىً الذي مَرَّ عن أَبي حيَّان.

  * قُلْتُ: وكذا صَهْوَة وصُهىً.


(١) في الصحاح بالفتح، ضبط قلم.

(٢) سورة الضحى، الآية الأولى.

(٣) سورة طه، الآية ٥٩.