تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضدو]:

صفحة 621 - الجزء 19

  وفي التّهذيبِ عن أَبي حنِيفَةَ: الكَمْكامُ قرفُ شَجَرِ الضّرْوِ. وقيلَ: هو علكُ الضّرْوِ.

  وفي المحيط لابنِ عبَّاد: الكَمْكامُ قرفُ شَجَرةِ الضّرْوِ، وقيلَ: لحاؤها وهو مِن أَفْواهِ الطّيبِ، وقد تقدَّمَ ذلكَ في الميمِ.

  وقال ابنُ الأعْرابي: الضِّرْوُ والبُطْمُ الحَبَّةُ الخَضْراءُ، وقد يُسْتاكُ به أَيْضاً؛ وأَنْشَدَ:

  هَنِيئاً لعُودِ الضَّرْوِ شَهْدٌ ينالُه ... على خَضِراتٍ ماؤُهُنَّ رَفِيفُ⁣(⁣١)

  أَرادَ: عُودَ سِواكٍ من شَجَرِ الضِّرْوِ إذا اسْتاكَتْ به الجارِيَةُ، كأنَّ الرِّيقَ الذي يبتلُّ به السِّواك مِن فيها كالشَّهْدِ.

  وتُفْتَحُ عن اللَّيْثِ، هكذا وُجِدَ مَضْبوطاً بالوَجْهَيْن في نسخِ المُحْكم عنْدَ قوْلِه: الضَّرْوُ شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيح ويُسْتاكُ به.

  والضِّرْوُ من الجُذامِ: اللَّطْخُ منه؛ ومنه الحديثُ: «أَنَّ أَبا بكْرَ أَكَلَ مع رجُلٍ به ضِرْوٌ من جُذامَ»؛ وهو مِن الضَّراوَةِ كأَنَّ الدَّاءَ ضَرِيَ به.

  قالَ ابنُ الأثير: ويُرْوَى بالفتْحِ أَيْضاً فيكونُ مِن ضَرا الجُرْحُ يَضْرُو إذا لم يَنْقَطِعْ سَيَلانه، أَي به قُرْحَه ذاتُ ضَرْوٍ.

  وسِقاءٌ ضارٍ بالسَّمْنِ؛ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ باللَّبَنِ كما هو نَصُّ المُحْكم؛ يُعَتَّقُ فيه ويَجُودُ طَعْمُه.

  وكَلْبٌ ضارٍ بالصَّيْدِ: أَي مُتَعوِّدٌ به.

  وقد ضَرِيَ، كرَضِيَ، ضِراوَةً؛ كما في الصِّحاح وهو قوْلُ الأَصْمعي؛ وضَراً، بالقَصْر، وضَراءً، بالكسْر والفَتْح؛ الأَخيرَةُ عن أَبي زيْدٍ؛ وكَلْبَةٌ ضارِيَةٌ.

  وضَرَى العِرْقُ، كرَمَى: إذا سالَ وجَرَى؛ عن ابنِ الأعْرابي نقلَهُ الأزْهريُّ، ومنه قولُ العجَّاج الذي تقدَّمَ ذِكْرُه:

  ممَّا ضَرَى العِرْقُ به الضَّرِيُّ

  والضَّراءُ، كسَماءٍ: الاسْتِخْفاءُ؛ عن أَبي عَمْروٍ.

  وفي الصِّحاح: الضَّراءُ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ في الوادِي.

  يقالُ: تَوارَى الصَّيْدُ منِّي في ضَراءٍ؛ وفلانُ يَمْشي الضَّراءَ: إذا مَشَى مُسْتَخْفياً فيمَا يُوارِيه من الشَّجَرِ ويقالُ للرَّجُلِ إذا خَتَلَ بصاحِبَه: هو يَدِبُّ⁣(⁣٢) له الضَّرَاءَ ويَمْشي له الخَمْرَ؛ قالَ بِشْرٌ:

  عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا ... بشَهْباءَ لا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُها⁣(⁣٣)

  انتَهَى.

  و* الضَّرَاءُ: أَرْضٌ مُسْتويةٌ تأْوِيها السِّباعُ وبها نُبَذٌ من الشَّجَرِ فإذا كانتْ في هَبْطةٍ فهي الغَيْضَةُ.

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: وما وَارَاك مِن أَرْضٍ فهو الضَّراءُ.

  وضَرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: ة لبَني كِلابٍ بينَ البَصْرَةِ ومكَّةَ؛ وفي الصِّحاحِ: على طَريقِ البَصْرَةِ وهي إلى مكَّةَ أَقْرَب؛ انتَهى. ويُضافُ إليها الحِمَى المَشْهورُ، هو أَكْبَر الأحْماءِ.

  وضَرِيَّةُ سُمِّيَت بضَرِيَّة بنت ربيعَةَ بنِ نزارٍ، وأَوَّلُ مَنْ حَماهُ في الإِسْلام عُمَرُ رضِيَ الله تعالى عنه، لإِبِلِ الصَّدَقَةِ وظهر الغزاة وكان ستَّة أَمْيال مِن كلِّ ناحِيَة مِن نَواحي ضَرِيَّة، وضَريَّة في وَسَطِها؛ نقلَهُ شيْخُنا؛ وقالَ نُصَيْب:

  أَلا يا عُقابَ الوَكْرِ وَكْرِ ضَرِيَّةٍ ... سُقِيت الغَوادِي من عُقابِ ومِنْ وَكْرِ⁣(⁣٤)

  وقالَ نَصْر: ضَرِيَّةُ صقْعٌ واسِعٌ بنَجْدٍ، يُنْسَبُ إليه الحِمَى، يلِيه أُمراءُ المدينَةِ وينزلُ به حاجُّ البَّصْرةِ بينَ الجديلة وطِخْفة.


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: هو يدبّ الخ كذا بخطه كاللسان والنهاية، والذي في الصحاح: هو يمشي له الضراء ويدب له الخمر، وهو المناسب لما في البيت، وفي التهذيب: وهو يدب له الضراء، إذا كان يختله.

(٣) من المفضلية ٩٦ لبشر بن أبي خازم، البيت ١٠، واللسان والصحاح والتهذيب.

(*) كذا وبالقاموس: «او» بدل: و.

(٤) اللسان ومعجم البلدان «ضرية» وبرواية: «سقتك الغوادي».