تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طغو]:

صفحة 635 - الجزء 19

  قالَ قتادَةُ: بَعَثَ اللهُ عليهم صَيْحةً.

  وقال الجَوْهرِي: هي صَيْحةُ العَذابِ.

  وقالَ الزجَّاجُ: الطاغِيَةُ طُغْيانُهُم اسْمٌ كالعافِيَةِ والعاقِبَةِ.

  وأَيْضاً: مَلِكُ الرُّومِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وهو صارَ لَقَباً عليه لكثْرَةِ طُغْيانِه وفَسادِهِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  طَغى يَطْغَى، كسَعَى يَسْعَى، لُغَةٌ صحيحةٌ ذكَرَها الجوهرِيُّ والأزْهريُّ وابنُ سِيدَه، ولا مَعْنى لتَرْكِها إنْ لم يكنْ سَقْطاً من النسَّاخِ فتَنَبَّه.

  ومنه قولُه تعالى: {إِنَّهُ طَغى}⁣(⁣١)، وقولُه تعالى: {إِنّا لَمّا طَغَى الْماءُ}؛ وأَمَّا مُضارعُ هذا البابِ فيحتملُ أنْ يكونَ مِن بابِ رَضِيَ ومن بابِ سَعَى؛ منه قولُه تعالى: {كَلّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى}⁣(⁣٢)؛ وقولُه تعالى: {أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى}⁣(⁣٣)؛ وقولُه تعالى: {وَلا تَطْغَوْا فِيهِ}⁣(⁣٤).

  وطَغَى البَحْرُ: هاجَتْ أَمْواجُه.

  وطَغَى السَّيْلُ: إذا جاءَ بماءٍ كثيرٍ.

  والطَّغْيَةُ: أَعْلَى الجَبَلِ: وكلُّ مَكانَ مُرْتَفِعٍ طَغْيَةٌ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  والطاغِيَةُ: الذي لا يُبالِي ما أَتى يأْكُلُ الناسَ ويَقْهَرُهم، لا يَثْنِيهِ تَحَرُّجٌ ولا فَرَقٌ؛ عن شَمِرٍ.

  وأَيْضاً: الطَّوفانُ المُعبَّرُ عنه بقولِهِ: {إِنّا لَمّا طَغَى الْماءُ}؛ وبه فُسِّرتِ الآيَةُ؛ قالَهُ الرَّاغبُ.

  وتَطَاغَى المَوْجُ؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري.

  [طغو]: وطَغا يَطْغُو: تقدَّمَ مِراراً أنَّ ذكرَ الآتي ممَّا يُوهمُ أَنَّه من حدِّ رَمَى وليسَ كذلكَ، فهو مخالفٌ لاصْطِلاحِهِ السَّابِقِ. طُغْواً، كَعُلْوٍ، وطُغْواناً، بضمِّهما.

  قالَ الجوهريُّ: الطُّغْوانُ والطّغْيانُ بمعْنًى.

  وقالَ الأَزْهريُّ: الطُّغْوانُ لغَةٌ في الطّغْيانِ؛ طَغَوْتُ وَطَغَيْتُ. كطَغِيَ يَطْغَى، أَي كرَضِيَ كما هو في النسخِ؛ ولو كانَ كسَعَى جازَ فإنَّها لُغاتٌ ثلاثٌ صحيحةٌ؛ والطَّغْوى الاسمُ منه؛ ومنه قوْله، ø: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها⁣(⁣٥) تَنبيهاً أنَّهم لم يَصْدقُوا إذا خُوِّفُوا بعُقوبَةِ طُغْيانِهم.

  وفي شرْحِ البخاري بِطَغْواها أَي مَعاصِيها.

  وفي التهْذِيبِ: أَي بطَغْياها، وهُما مَصْدرَانِ إلَّا أنَّ الطَّغْوَى أَشْكَلَ برؤُوس الآي فاخْتِيرَ لذلكَ، ألا تَراهُ قالَ: {وَآخِرُ دَعْواهُمْ}⁣(⁣٦) والمَعْنى آخِرُ دُعائِهِم.

  وقالَ الزجَّاجُ: أَصْلُها طَغْياهَا، وفَعْلى إذا كانتْ مِن ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسْمِ واواً ليُفْصَل بينَ الاسْمِ والصِّفةِ، تقولُ: هي التَّقْوَى، وإنَّما هي مِن تَقَيْتُ، وبَقْوَى مِن بَقيت.

  والجِبْتُ والطَّاغُوتُ: اخْتُلِفَ في تَفْسيرِهما فقيلَ: هما اللَّاتُ والعُزَّى، وقيلَ: الطاغُوتُ: الكاهِنُ والساحِرُ؛ عن عِكْرِمَة وبه فُسِّر قوْلُه تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ}⁣(⁣٧)، وكذلكَ الجِبْتُ أَيْضاً: نقلَهُ الزجَّاج.

  وقالَ أبو العالِيَة والشَّعْبي وعَطاءُ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحْرُ، والطَّاغُوتُ الشَّيْطانُ؛ وقد جاءَ ذلكَ عن عُمَر بنِ الخطَّاب أَيْضاً، وبه فُسِّرتِ الآيَةُ المتقدِّمَّةُ أَيْضاً.

  وقالَ الرَّاغبُ: هو المارِدُ مِن الجِنِّ.

  وقيلَ: كلُّ رأْسٍ ضَلالٍ طاغُوتُ، نقلَهُ الجوهريُّ.

  وقالَ الأخْفش: الطاغُوتُ يكونُ مِن الأصْنامِ⁣(⁣٨)، ويكونُ مِن الجِنِّ والإنْسِ.


(١) سورة طه، الآية ٢٤ وطه الآية ٤٣.

(٢) سورة العلق، الآية ٦.

(٣) سورة، طه، الآية ٤٥.

(٤) سورة طه، الآية ٨١.

(٥) سورة الشمس، الآية ١١.

(٦) سورة يونس، الآية ١٠.

(٧) سورة النساء، الآية ٦٠.

(٨) في القاموس بالرفع، معطوفاً على ما قبله، والكسر ظاهر.