تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين المهملة مع الواو والياء

صفحة 660 - الجزء 19

  وفي الصِّحاح: يَعْدُو على الناسِ.

  ومِن سَجَعاتِ الأساسِ: وما هو إلَّا ذِئْبٌ عَدَوانٌ دِينُه الظُّلم والعُدْوانُ.

  وعَداهُ عن الأَمْرِ عَدْواً، بالفَتْحِ، وعُدْواناً، بالضَّمِّ: صَرَفَهُ وشَغَلَهُ؛ كعَدَّاهُ، بالتَّشديدِ. يقالُ: عَدّ عن كذا، أَي اصْرِفْ بَصَرَك عنه.

  وعَدَا عليه عَدْواً: وَثَبَ.

  وعَدَا الأَمْرَ، وعَدا عنه: جاوَزَهُ وتَرَكَهُ.

  وعَداهُ الأَمْرَ كتَعدَّاهُ: تَجاوَزَهُ.

  وعَدَّاهُ تَعْدِيَةً: أَجازَهُ وأَنْفَذَه فتَعَدَّى.

  والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشَّيءِ إلى غيرِهِ، ومنه تَعْدِيةُ الفِعْلِ عنْدَ النُّحَّاةِ، وهو جَعْلُ الفِعْل لفاعِلٍ يَصِيرُ مَنْ كانَ فاعِلاً له قَبْل التَّعْديَةِ مَنْسوباً إلى الفِعْل نَحْو خَرَجَ زيْدٌ فأَخْرَجْتَه.

  والعَداءُ⁣(⁣١)، كسَماءٍ وغُلَواءٍ: البُعْدُ.

  وفي الصِّحاحِ: بُعْد الَّدارِ.

  * قُلْت: ومنه قوْلُ الَّراجزِ:

  منه على عُدَواءِ الدَّار تَسْقِيمُ⁣(⁣٢)

  وأَيْضاً: الشَّغْلُ يَصْرِفُكَ عنِ الشَّيءِ، قال زهيرٌ:

  وعادَكَ أَن تُلاقيها العَدَاء⁣(⁣٣)

  وقيلَ: العُدَواءُ: عادَةُ الشُّغْل.

  وقيلَ: عُدَواءُ الشُّغْلِ مَوانِعُه؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للعجَّاج:

  وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عَنْها وولَّاها ظُلُوفاً ظُلَّفا⁣(⁣٤)

  والتَّعادِي: الأمْكِنَةُ الغَيْرُ المُتَساوِيَةِ؛ وقد تَعادَى المَكانُ: إذا تَفاوَتَ ولم يَسْتَوِ؛ ومنه الحديثُ: «وفي المَسْجِدِ جَراثِيمُ وتَعادٍ؛ أَي أَمْكنَةٌ مُخْتَلِفَة غَيْر مُسْتَوِيةٍ.

  وفي الصِّحاح: قالَ الأصْمعيّ: نِمْتُ على مَكانٍ مُتَعادٍ، إذا كانَ مُتَفاوِتاً ليسَ بمُسْتَوٍ.

  وهذه أَرْضٌ مُتعادِيَةٌ: ذاتُ حِجَرَةٍ ولَخاقِيق.

  وفي الأساسِ: وبعُنُقِي وَجَعٌ مِن تَعادِي الوِسادِ: مِن المَكانِ المُتَعادِي غَيْر المُسْتَوِي.

  والعِدَى*، كإلَى: المُتَباعِدُونَ؛ عن ابنِ سِيدَه.

  وأَيْضاً: الغُرباءُ والأَجانِبُ؛ ومنه حديثُ حبيب بنِ مُسْلِمَةَ لمَّا عَزَلَه عُمَرُ عن حِمْصَ قالَ: «رَحِمَ اللهُ عُمَرَ يَنْزعُ قَوْمه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَى».

  وقوْلُه: كالأعْداءِ: يَقْتَضِي أنْ يكونَ كالعدى في مَعانِيه وليسَ كَذلكَ.

  والذي في المُحْكم بَعْد قَوْله: وقيلَ الغُرْباء، وهُم الأعْدَاءُ أَيْضاً لأنَّ الغَرِيبَ بَعِيدٌ؛ فالصَّوابُ أنْ يقولَ: والأعْداء.

  ويدلُّ لَه أَيْضاً ما في الصِّحاح، قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: ولم يأْتِ فِعْلٌ في النّعوتِ إلَّا حَرْف واحِدٌ، يقالُ: هؤلاء قَوْمٌ عِدًى، أَي غُرباءُ؛ وقَوْمٌ عِدًى: أَي أَعْداءُ، وأَنْشَدَ:

  إذا كنتَ في قوْمٍ عِدًى لسْتَ منهمُ ... فكُلُ ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب⁣(⁣٥)


(١) قبلها، زيادة في القاموس، سقطت من نسخة الشارح، ونصها: «والعادِيَةُ».

(٢) البيت لذي الرمة، ديوانه ص ٥٧٠ وقوله: قول الراجز، خطأ، وصدره:

هان الفؤاد بذكراها وخامره

والبيت في الأساس والمقاييس ٤/ ٢٥١ وعجزه في اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٣) ديوانه ص ٦٢ وصدره:

فصرم حبلها إذ صرمته

والبيت في المقاييس ٤/ ٢٥٠ وعجزه في اللسان والتهذيب.

(٤) ملحقات ديوانه ص ٨٣ والصحاح، واللسان والمقاييس ٤/ ٢٥٢ وفيهما برواية:

عنها وولاها الظلوف الظلّفا

والأول في التهذيب.

(*) كذا، وبالقاموس: «العِدا».

(٥) اللسان والتهذيب بدون نسبة، وفي الصحاح نسبه لسعد بن عبد الرحمن بن حسان، قال ابن بري: هذا البيت يروى لزرارة بن سبيع الأسدي، وقيل: هو لنضلة بن خالد الأسدي. وقال ابن السيرافي: هو لدودان بن سعد الأسدي.