تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نهب]:

صفحة 457 - الجزء 2

  فانْتَهِبُوا». قال ابن الأَثِيرِ: النُّهْبَى بمعنى النَّهْبِ، كالنُّحْلَى والنَّحْلِ، بمعنَى العَطِيَّةَ. قال: وقد يكون اسْمَ ما يُنْهَبُ، كالعُمْرَى والرُّقْبَى وكان للفِزْرِ⁣(⁣١) بَنُونَ يَرْعَوْنَ مِعْزَاهُ، فَتَوَاكَلُوا يوماً، أَي: أَبُوْا أَن يَسْرَحُوهَا. قال: فساقَها، فأَخْرَجها، ثم قال للنَّاس: هي النُّهَّيْبَى، كسُمَّيْهَى. ويروى بالتَّخفيف، أَي: لا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَأْخذَ منها أَكثرَ مِن واحِدٍ، ومنه المَثل «لا يَجتمِعُ ذلك حتَّى تَجتمِعَ مَعْزَى الفِزْرِ».

  والنَّهْب، أَيضاً: ضَرْبٌ من الرَّكْضِ نصَّ عليه اللِّحْيَانيُّ في النَّوادر، وهو مَجاز. و: كلُّ ما انْتُهِبَ.

  وأَما النُّهْبَى فهو كُلُّ ما أُنْهِبَ، كما في الصَّحاح، فهو مَصدرٌ بمعنَى المفعول.

  ونَهْبَانِ، مُثَنَّى نَهْب: جَبَلانِ. في المعجم: قال عَرّام: نَهْبَانِ، يُقابِل القُدْسينِ، وهما جَبَلانِ بِتِهَامةَ يُقَال لهما: نَهْبٌ الأَعْلَى ونَهْبٌ الأَسْفَلُ وهما لِمُزَيْنَة ولِبَني لَيْثٍ، فيهما شِقْص ونَباتُهما العَرْعَرُ والأَثْرارُ⁣(⁣٢). وهما [جَبلانِ] مُرتفعانِ، شاهقانِ، كبيران. وفي نَهْبٍ الأَعْلَى بئرٌ غزيرةُ الماءِ عليها نَخَلاتٌ وفي نهْب الأَسفل أَوشالٌ، ويَفْرُقُ بين هذينِ الجبليْنِ وبين قُدْسٍ ووَرِقانِ الطَّرِيقُ.

  ومن المجاز: تَناهبَتِ الإِبِلُ الأَرضَ: أَخَذتْ منها بقَوَائِمِها أَخْذاً كَثيراً. وفي الأَساس: الإِبِل يَنْهَبْنَ السّرَى، ويَتَنَاهَبْنهُ، وهُنَّ نواهِبُ، وتنَاهَبَتِ الأَرْضَ.

  ومن المَجَاز أَيضاً: المُنَاهَبَةُ: المُبَارَاةُ في الحُضْرِ والجَرْيِ. يقال: ناهَبَ الفَرَسُ الفَرَسَ: بارَاه في حُضْرِه، مُنَاهَبَةً. وجَوادٌ مُنَاهِبٌ. وتَنَاهَبَ الفَرَسانِ: ناهَبَ كلُّ واحدٍ منهما صاحِبَهُ، وكذلك في غيرِ الفرَسِ وقال:

  نَاهَبْتُهُمْ بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ

  كذا في الصَّحاح.

  ومن المَجاز أَيضاً: نَهِبُوهُ: تَنَاولُوه بكَلامِهِم. وعبارة الأَساس: بلِسانِهم، وأَغلظوا له، كنَاهَبُوهُ مُنَاهبَةً، بمعنًى. وكذلك نَهَبَ الكَلْبُ: إِذا أَخَذَ بعُرْقوب الإِنسانِ، يقال: لا تَدَعْ كَلْبَكَ يَنْهَب النّاسَ.

  ومن المَجَاز أَيضاً: انْتَهَبَ الفَرَسُ الشَّوْطَ: اسْتَوْلَى عَلَيْه، ويقال للفرَس الجَوادِ: إِنّه ليَنْتَهِبُ⁣(⁣٣) الغايَةَ والشَّوْطَ، قال ذو الرُّمَّةِ:

  والخَرْقُ دُونَ نَباتِ السَّهْبِ مُنْتَهَبُ⁣(⁣٤)

  يَعْنِي في التَّبَارِي بين الظَّلِيم والنَّعامةِ.

  ومُنْهِبٌ⁣(⁣٥)، كمُنْذِر: أَبو قَبِيلَة. وكَمِنْبَرٍ: فرَسُ عُوَيَّةَ بالضَّمّ وتشديد التحتية ابْنِ سَلْمَى الضَّبِّيِّ، كما نقله الصّاغَانيُّ. والمِنْهَبُ: الفرَسُ الفائِقُ في العَدْوِ، على طرْحِ الزّائد، أَو على أَنّه نُوهِبَ، فنَهَبَ؛ قال العَجّاجُ يَصِف عَيْراً وأُتُنَه:

  وإِنْ تُنَاهِبْه تَجِدْه مِنْهَبَا

  ونَهِيبٌ، كَأَمِيرٍ: ع، قال في المعجم: كأَنّه فَعِيلٌ بمعنى مفعول.

  ومُنَاهِبٌ بالضَّمّ: فَرَسٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ يرْبُوع، من وَلَدِ الحَرونِ.

  والمُنْتَهَبُ، بضمّ الميم وفتح الهاءِ: د، قُرْبَ وادِي القُرَى. وفي المعجم: قَريةٌ في طَرَف سَلْمَى، أَحَدِ جبَلَيْ طَيِّئٍ.

  ويومُ المُنْتَهَبِ من أَيّامِ طَيِّئ وبها بِئرٌ، يقَال لَهَا: الحُصيْلِيَّة؛ قال:

  لَمْ أَرَ يَوْماً مثلَ يَوْمِ المُنْتَهَبْ ... أَكْثَرَ دَعْوَى سالبٍ ومُسْتَلَبْ

  والمنْهوب: المَطْلوب المعجَّل.

  وزَيْدُ الخَيْلِ بْنُ مُنْهِبِ، كمُحْسِنِ، أَو هو زيد بْن مُهَلْهِلِ بْنِ زيدِ بْنِ مُنْهِبٍ النًّبْهانِيّ الطّائيّ الّذي وفدَ على النَّبِيِّ، ، وسَمَّاه زيدَ الخَيْر: صَحابِيٌّ، شاعِرٌ، خَطيبٌ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الفزر، قال المجد: والفزر بالكسر لقب سعد بن زيد مناة وافى الموسم بمعزى فأنهبها، وقال من أخذ منها واحدة فهي له ولا يؤخذ منها فزر، وهي الاثنان فاكثر».

(٢) عن معجم البلدان، وبالأصل «الأترار».

(٣) كذا في الأصل والأساس، وفي اللسان «إنه لينهبُ».

(٤) تمامه في الأساس:

تبري له صعلة خرجاء خاضعة ... فالخرق دون بنات البيض ينتهبُ

(٥) ضبط اللسان: ومِنَهبٌ ضبط قلم.