تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فأو]:

صفحة 35 - الجزء 20

  فتَدَلَّيْت عليه قافِلاً ... وعلى الأرضِ غَيَاياتُ الطَّفَلْ⁣(⁣١)

  وقيلَ: هو ظِلُّ الشَّمْسِ بالغَذَاةِ والعَشِيِّ.

  والغَيايَةُ: قَعْرُ البِئْرِ كالغَيابَةِ، نقلَه الجَوْهرِي.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: الغَيايَةُ كُلُّ ما أَظَلَّ الإنْسانَ من فَوْقِ رأْسِهِ كالسَّحابَةِ والغَبَرةِ والظُّلْمَةِ⁣(⁣٢) ونَحْوِها، ومنه الحديثُ: «تَجِيءُ البَقَرةُ وآلُ عِمْران يومَ القِيامَةِ كأَنَّهما غَمامَتانِ أَو غَيايَتانِ».

  وغَيايَةُ: ع باليَمامَةِ، وهو كثيبٌ قُرْبها في دِيارِ قيْسِ ابنِ ثَعْلَبة، عن نَصْر.

  وغَايَا القَوْمُ فَوْق رَأْسِهِ بالسَّيْفِ مُغاياةً: كأَنَّهم أَظَلُّوا به، نقلَهُ الجَوْهرِي عن الأصْمعي.

  والغايَةُ: المَدَى، وأَلِفُه واوٌ وتَأْلِيفه من غَيْن وياءَيْن. وفي المُحْكم: غايَةُ الشيءِ: مُنْتَهاهُ. وفي الحَديثِ: «سابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ فجعَلَ غَايَةَ المُضَمَّرةِ كذا».

  والغايَةُ: الرَّايَةُ، ومنه الحديثُ: «في ثَمانِينَ غايَةٍ تحْتَ كلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَر أَلفاً»، وقال لبيدٌ:

  قَدْ بِتُّ سامِرَها وغايَةَ تاجِرٍ ... وافَيْت إذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدامُها⁣(⁣٣)

  قيل: كانَ صاحِبُ الخَمْرِ يَرْفعُ رايَةً ليُعْرَف أنه بائِعُها، ج غايٌ، كسَاعَةٍ وساعٍ، وتجْمَعُ أَيْضاً على غَاياتٍ.

  وغَيَّتْها⁣(⁣٤) تَغْيِيَّا: نَصَبْتُها، وكذلكَ رَبَّيْتَها إذا نَصَبْت الرَّايَة.

  وأَغْيا عليه السَّحابُ: أي أَقَامَ مُظلًّا عليه، قال الشاعرُ:

  وذُو حَوْمَل أَغْيا عليه وأَغْيَما⁣(⁣٥)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  غَيَّي للقَوْمِ: نَصَبَ لهم غايَةً، أَو عَمِلَها لهم.

  وأَغْياها: نَصَبَها.

  والغايَةُ: السَّحابَةُ المُنْفَرِدَةُ، أَو الواقِعَةُ.

  وتَغايَتِ الطَّيْرُ على الشيءِ: حامَتْ.

  وغَيَّتْ: رَفْرَفَتْ.

  والغايَةُ: الطَّيْرُ المُرَفْرِفُ. وأَيْضاً: القَصَبَةُ التي يُصْطادُ بها العَصافِير.

  وتَغايَوْا عليه حتى قَتَلُوه: مثْلُ تَغَاوَوْا.

  والعِلَّةُ الغائِيَّةُ عنْدَ المُتَكَلِّمِيْن: ما يكونُ المَعْلول لأجْلِها.

  ويقالُ في صَوابِ الرأي: أَنتَ بَعِيدُ الغايَةِ.

  وغايَتُكَ أَنْ تَفْعَل كذا: أَي نِهايَةُ طاقَتِكَ أَو فِعْلِكَ.

  ورجُلٌ غَيايَاءُ: ثَقِيلُ الرُّوحِ كأَنَّه ظِلٌّ مُظْلمٌ مُتَكاثِفٌ لا إشْراقَ فيه.

  وأَغْيا الرَّجلُ: بَلَغَ الغايَةَ في الشَّرَفِ، والأمْرِ.

  وأَغْيا الفَرَسُ في سِباقِه، كَذلكَ، عن ابنِ القطَّاع.

  وقوْلُهم: المُغَيَّا، كمُعَظَّم، لانْتِهاءِ الغايَةِ، هكذا يقولُه الفُقهاءُ والأُصُوليُّون، وهي لُغَةٌ مولَّدَةٌ.

فصل الفاء مع الواو والياء

  [فأو]: والفَأْوُ: الضَّرْبُ، والشَّقُّ كالفَأْيِ. يقالُ: فَأَوْتُه بالعَصا: أَي ضَرَبْته، عن ابنِ الأعْرابي، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: فَأَوْتُ رأْسَه فأْواً وفأَيْتُه فَأْياً: إذا فَلَقْته بالسَّيْفِ، نقلَهُ الجَوْهرِي والأزْهرِي.

  وقالَ اللَّيْثُ: فأَوْتُ رأْسَه وفَأَيْتُه هو ضَرْبُكَ قِحْفَه حتى يَنْفرِجَ عن الدِّماغِ.

  والفَأْوُ: الصَّدْعُ في الجَبَلِ، عن اللّحْياني.

  وفي الصِّحاح: الفَأْوُ: ما بينَ الجَبَلَيْنِ، وأَيْضاً:


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٤٥ واللسان والتهذيب وعجزه في الصحاح.

(٢) الأصل والصحاح وفي التهذيب: والظلّ.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٧٥ واللسان والتهذيب.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة: وأغْيَيْتُها.

(٥) اللسان والتهذيب بدون نسبة وصدره:

أدبت به الأرواح بعد أنيسه

وفي اللسان: «وأظلما» بدل: «وأغيما».