تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قصو]:

صفحة 82 - الجزء 20

  والقَصا: النَّاحِيَةُ. يقالُ: ذَهَبْتُ قَصا فلانٍ: أَي ناحِيَته، كما في الصِّحاح.

  وفي الأساسِ: نَحْوَه.

  وقالَ الأصْمعي: يقالُ حاطَهُم القَصا: إذا كانَ في طُرَّتِهم وناحِيَتِهم.

  وفي التّهذيبِ: حاطَهُم من بَعِيدٍ وهو يَتَبَصَّرُهم ويَتَحَرَّزُ منهم، قالَ بِشْرٌ:

  فحَاطُونا القَصَا ولَقَدْ رَأَوْنا ... قريباً حيث يُسْتَمَعُ السِّرَارُ⁣(⁣١)

  أَي تَباعَدُوا عنَّا وهُم حَوْلنا وما كنَّا بالبُعدِ عنهم لو أَرادُوا أَن يَدْنُو منَّا.

  وقالَ ثعْلبٌ: فلانٌ يَحْبُو قصاهم ويَحُوط قصاهم بمعْنًى واحِدٍ، وأَنْشَدَ:

  أَفْرَغَ لجَوْفِ وَردِها أَفْرَاد ... عَبَاهِل عَبْهَلها الذّواد

  يَحْبُو قَصَاها مخدر سناد

  يحبُو أَي يَحوطُ.

  كالقاصِيَةِ، يقالُ: كنتُ منه في قاصِيَتِهِ، أَي في ناحِيَتِه.

  والقَصا: حَذْفٌ في طَرَفِ أُذُنِ النَّاقَةِ، وكَذلكَ الشَّاةِ، عن أبي زيْدٍ، قالَ أَبو عليٍّ القالِي: يُكْتَبُ بالألِفِ، بأَنْ يُقْطَعَ قليلٌ منه، يقالُ قَصَاها يَقْصُوها قَصْواً، بالفَتْح، وقَصَّاها، بالتَّشْديدِ، فهي قَصْواءُ ومَقْصُوَّةٌ ومُقَصَّاةٌ، مَقْطوعَةُ طَرَفِ الأُذُنِ.

  وقالَ الأحْمر: المُقَصَّاةُ مِن الإِبِلِ: التي شُقَّ مِن أُذُنِها شيءٌ ثم تركَ مُعَلَّقاً.

  والجَمَلُ أَقْصَى وَمَقْصُوٌّ ومُقَصَّى وقالَ الأصْمعي: ولا يقالُ بَعِيرٌ أَقْصى. وجاءَ به اللّحْياني وهو نادِرٌ، قالَهُ أَبو عليٍّ القالِي. وفي الصِّحاح: ولا يقالُ جَمَلٌ أَقْصَى، وإنَّما يقالُ مَقْصُوٌّ ومُقَصَّى، تَرَكُوا فيها القِياسَ لأنَّ أَفْعَل الذي أُنْثاهُ على فَعْلاء إنَّما يكونُ مِن بابِ فَعِلَ يَفْعَل، وهذا إنَّما يقالُ فيه: قَصَوْت البَعيرَ، وَقَصْواءُ بائِنَة عن بابِهِ، ومِثْلُه امْرأَةٌ حَسْناءُ، ولا يقالُ رجُلٌ أَحْسَنُ، انتَهَى.

  قالَ ابنُ برِّي: قوْلُه: تَرَكوا فيها القِياسُ، يَعْني قَوْله: ناقَةٌ قَصْواءُ، وكانَ القِياسُ مَقْصُوَّةٌ، وقِياسُ الناقَةِ أَنْ يقالَ قَصَوْتها فهي مَقْصُوَّةٌ، وقَصَوْتُ الجَمَلَ فهو مَقْصُوٌّ.

  وحُطْنِي القَصَا: أَي تَباعَدْ عَنِّي، نقلَهُ ابنُ وَلَّاد في المَقْصور والمَمْدود.

  وتَقْصِيَةُ الأظْفارِ: قَصُّهَا، حكَاه اللّحْياني والفرَّاء عن القناني، قالَ الكِسائي: أَرادَ أنَّه أَخَذَ من قاصِيَتِها، ولم يَحْمِله الكِسائي على مُحوّلِ التَّضْعِيفِ، وَحَمَلَه أبو عبيدٍ عن القناني أنَّه مِن مُحوّل التَّضْعيفِ وقد مَرَّ ذِكْرُه وقيلَ: يقالُ إن وُلِدَ لكِ ولدٌ فقَصِّي أُذُنَيْه أَي احْذِفي منهما.

  قالَ ابنُ برِّي: هو أَمْرٌ للمُؤَنَّثُ مِن قَصَّى.

  والقَصِيَّةُ، كَغَنِيَّةٍ: النَّاقَةُ الكَرِيمةُ النَّجِيبَةُ المُودَّعةُ المُبْعَدَةُ عن الاسْتِعمالِ، أَي التي لا تُجْهَد في حَلَب ولا حَمْلٍ ولا تُرْكَبُ، وهي مُتَّدِعةٌ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِي.

  وقيلَ: هي الرَّذْلَةُ وذلك إذا جهدَتْ، فهو ضِدٌّ، ج قَصايَا، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي في القَصَايَا بمعْنَى خِيار الإِبِلِ:

  تَذُود القَصايَا عن سَراة كأنَّها ... جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِنَاتِ الهَواضِبِ⁣(⁣٢)

  وأَقْصَى الرَّجلُ: اقْتَنَاها، أَي قَصَايَا الإِبِلِ، وهي النِّهايةُ في الغَزارَةِ والنَّجابةِ، ومَعْناه أنَّ صاحِبَ الإِبِلِ إذا جاءَ المُصَدِّق أَقْصَاها ضِنًّا بها.

  وأَقْصَى: إذا حَفِظَ قَصَا العَسْكَرِ، وهو ما حَوْلَه.

  ونَعْجَةٌ قَاصِيَةٌ: أَي هَرِمَةٌ.

  واسْتَقْصَى في المسْأَلَةِ وتَقَصَّى: بَلَغَ قصواها، أَي الغايَةَ، وهو مجازٌ، وكذا تَقَصَّيْت الأَمْرَ واسْتَقْصَيْته.


(١) من المفضلية ٩٨ لبشر بن أبي خازم البيت ٣٠ واللسان والتهذيب والمقاييس ٥/ ٩٤ والصحاح.

(٢) اللسان.