تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لطو]:

صفحة 152 - الجزء 20

  فَوافَقَهنَّ أَطْلَسُ عامِرِيُّ ... لطى بصَفائحٍ مُتَسانِداتِ⁣(⁣١)

  أَرادَ: الصَّيادَ أَي لَزِقَ بالأرضِ.

  ولَطِيَني، كرَضِيَني⁣(⁣٢): أَثْقَلَني، ويكونُ ذلكَ إذا حملَهُ ما لا يطِيقُ.

  ولَطِيتُه بذلكَ: ظَنَنْتُ عنْدَه ذلك.

  قالَ ابنُ القطَّاع: لَطِيتُه بمالٍ كثيراً لَطْياً أَزْنَنْته.

  وتَلَطَّى على العدُوِّ: انْتَظَرَ غِرَّتَهُمْ، أَو كان له عندَهم طَلِبَةٌ فأَخَذَ من مالِهِم شيئاً فسَبَقَ به.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المِلْطاءُ: كمِحْرابٍ: لُغَة في المِلْطى بالقَصْر في لُغَةِ الحِجازِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن أَبي عبيدٍ عن الوَاقِدِي.

  واللَّطاةُ: الثِّقَلُ، جَمْعُه اللَّطَى؛ ومنه: أَلْقى عليه لَطاتَه، أَي ثِقَلَه؛ وقيلَ: أي نَفْسَه.

  وقالَ أَبو عَمْرو: لَطاتُه مَتاعُه وما معه ويقالُ في الأحْمَق: مِن رَطاتِه لا يَعْرِفُ قَطاتَه من لَطاتِه، أَي مُقدَّمَه مِن مُؤَخَّرِه، أَوْ أَعْلاهُ مِن أَسْفَلِه.

  ولَطا: مَوْضِعٌ في شِعْرٍ، عن نَصْر.

  وفي الحديثِ: بالَ فمَسَح ذَكَره بلِطًى؛ قالَ ابنُ الأثير: هو قَلْبُ لِيَطٍ جَمْع لِيطَةٍ، كما قيلَ في جَمْعِ فُوقةٍ فُوَقٌ، ثم قُلِبَت فقيلَ فُقاً، والمُرادُ به هنا ما قشرَ من وَجْهِ الأرضِ مِن المدرِ.

  والمِلْطَى كمِنْبَرٍ: لُغَةٌ في المِلْطاةِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  [لطو]: ولَطَا يَلْطُو: أَهْملهُ الجَوْهرِي.

  وقالَ غيرُهُ: إذا الْتَجَأَ إلى صَخْرَةٍ أَو غارٍ؛ نقلَهُ الصَّاغاني في التكملةِ.

  [لظي]: ي اللَّظَى، كالفَتَى؛ يُكْتَبُ بالياءِ، وفي كتابِ أَبي عليِّ بالألِفِ؛ النارُ نفسُها، غَيْر مَصْرُوفة؛ قالَ الله تعالى: {كَلّا إِنَّها لَظى}⁣(⁣٣)؛ أَو لَهَبُها الخالِصَ؛ وفي كتابِ أَبي عليِّ: الْتِهابُها؛ قالَ الأَفْوه:

  في مَوْقِفٍ ذَرِب الشَّبا وكأَنَّما ... فيه الرِّجالُ على الأطائم واللَّظَى

  ولَظَى، مَعْرِفَةً لا تَنْصرِفُ: اسْمٌ مِن أَسْماءِ جَهَنَّمَ، أَعاذَنا اللهُ تعالى منها.

  ولَظِيَتْ، كرَضِيَتْ، لَظًى والْتَظَتْ وتَلَظَّتْ: أَي تَلَهَّبَتْ.

  ولَظَّاها تَلْظِيَةً.

  وفي الصِّحاح: التِظاءُ النارِ: التِهابُها، وتَلَظِّيها تَلَهُّبُها؛ ومنه قَوْلُه تعالى: {ناراً تَلَظّى}⁣(⁣٤).

  وذُو لَظَى: ع، كذا في النُّسخِ، وفي كتابِ أَبي عليِّ: ذاتُ لَظَى مَوْضِعٌ؛ وأَنْشَدَ:

  بذات اللّظَى خُشْبٌ تُجَرّ إِلى خُشْبِ⁣(⁣٥)

  وقالَ نَصْر: ذاتُ اللَّظَى مَوْضِعٌ مِن حرَّةِ النارِ بينَ خَيْبَرَ وتَيْماء. ورَوَى عبدُ الرزَّاق عن مَعْمر عن رجُلٍ عن ابنِ المُسيِّب أَنَّ رجُلاً أَتَى عُمَر فقالَ: ما اسْمُك؟ قالَ: جَمْرةُ، فقالَ: ابنَ مَنْ؟ قالَ: ابنُ شهابٍ؛ فقالَ: مِمَّنْ؟

  قالَ: مِن الحرقَة، قالَ: أَيْنَ تَسْكُن؟ قالَ: حرَّة النارِ، قالَ: بِأَيِّها؟ قالَ: بذاتِ اللَّظَى، قالَ: أَدْرِكِ الحيَّ لا يَحْتَرقُوا؛ وفي رِوايةٍ: أَنَّ الرجُلَ عادَ إِلَى أَهْلِه فوجَدَ النارَ قد أَحَاطَتْ بهم فأَطْفَأَها.

  * قُلْت: صاحِبُ هذه القصَّة حزامُ بنُ مالِكِ بنِ شِهابِ ابنِ جَمْرة، وفيه قالَ عُمَر: إنِّي لأَظنُّ قَوْمَك قد احْتَرقُوا.

  ثم قالَ نَصْر: وغالِبُ ظنِّي أَنَّ ذاتَ اللُّظَى أَيْضاً مَوْضِعٌ قُرْبَ مكَّةَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  التَظَتِ الحِرابُ: اتَّقَدَتْ، على المَثَل، قالَ الشاعرُ:


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) في القاموس: كَرَضِيَ.

(٣) سورة المعارج، الآية ١٥.

(٤) سورة الليل، الآية ١٤.

(٥) البيت لمالك بن خالد الخفاعي الهذلي، وصدره:

فما ذرّ قرن الشمس حتى كأنهم