تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مذي]:

صفحة 179 - الجزء 20

  العزِّ؛ كذا في النسخِ والصَّوابُ أَبْعَدُهُم عَزِيمةً في الغَزْوِ، كما هو نَصُّ المُحْكم عن الهَجَري، قال: عُقَيْلٌ تَقولُه، فإن صحَّ ما حَكَاه فهو من بابِ أَحْنَكِ الشَّاتَيْن.

  والمَدِيُّ، كغَنِيِّ: حَوْضٌ لا تُنْصَبُ حَوْلَه حِجَارَةٌ.

  وعبارَةُ الصِّحاح: الحَوْضُ الذي ليسَتْ له نَصائِبُ؛ فلو قالَ: حَوْضٌ لا نَصائِبَ له، كانَ أَخْصَر؛ قالَ الشاعرُ:

  إذا أُمِيلَ في المَدِيِّ فاضا⁣(⁣١)

  وقالَ الرَّاعي يَذْكرُ ماءً وَرِدَهُ:

  أَثَرْتُ مَدِيَّهُ وأَثَرْتُ عنه ... سَواكِنَ قد تَبَوَّأْن الحُصُونا⁣(⁣٢)

  والمَدِيُّ أَيْضاً: ما سالَ من ماءِ الحَوْضِ فَخَبُثَ فلا يُقْرَبُ؛ عن أَبي حنيفَةَ.

  أَو ما اجْتَمَعَ في مقامِ الساقِي؛ كما في التكْملةِ.

  وقيلَ: هو جَدْولٌ صَغيرٌ يَسيلُ فيه ما هُرِيقَ من ماءِ البِئْرِ.

  وقيلَ: ما سالَ من فُروغِ الدَّلْو يُسَمَّى مَدِيًّا ما دامَ يُمَدُّ، فإذا اسْتَقَرَّ وأَنْتَنَ فهو غَرَبٌ؛ وجَمْعُ الكُلِّ أَمْدِيةٌ.

  والمُدْيُ، بالضَّمِّ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ للشَّامِ ومِصْرَ؛ عن ابنِ الأعْرابي.

  وقال الأزْهرِي: مكيالٌ يأخُذُ جَريباً.

  وفي الصِّحاح: هو القَفِيزُ الشامِيُّ وهو غيرُ المُدِّ.

  وقالَ ابنُ الأثير: هو مِكْيالٌ لأهْلِ الشام يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ مَكُّوكاً، والمَكُّوك صاعٌ ونصْف، وقيلَ: أَكْثَر مِن ذلك.

  وقالَ ابنُ برِّي: يَسَعُ خَمْسَةً وأَرْبَعِينَ رَطْلاً، ومنه حديثُ عليِّ: «أَنَّه أَجْرَى للناسِ المُدْيَيْنِ والقِسْطَينِ»، يريدُ مُدْيَيْنِ مِن الطَّعامِ، وقِسْطَيْن مِن الزَّيْت، والقِسْط نصفُ صاعِ: أَخْرَجَهُ الهَرَوِي عن عليٍّ، والزَّمَخْشري عن عُمَر. ج أَمداءٌ، كقفْلٍ وأَقْفالٍ؛ قالَ سيبويه: لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلكَ.

  وأَمْدَى الرَّجُلُ: أَسَنَّ؛ نقلَهُ الأَزْهرِي عن ابنِ الأعْرابي، قالَ الأزْهرِي: هو مِن مَدَى الغَايَة ومَدَى الأَجْلِ: مُنْتَهاهُ.

  وأَمْدَى: أَكْثَرَ مِن شُرْبِ اللَّبَنِ؛ ونَصّ ابن الأعْرابي: إذا سُقِي لَبَناً فَأَكْثَرَ.

  ومادَيْتُه وأَمْدَيْتُه مُمَاداةً وإمْداءً: أَمْلَيْتُ له، أَي أَمْهَلْت.

  ومَدايَةُ، كسَحابَةٍ: ع.

  وابنُ مَدًى، كفَتًى: اسمُ وادٍ في قولِ الشَّاعرِ:

  فابن مَدًى رَوْضاتُه تَأْنس

  عن ياقوت.

  ويقالُ: دارِي مِيداءُ دارِه، بالكسْر، أَي حِذاؤُه؛ وقد تقدَّمَ في ماد.

  وفي التهذيبِ عن ابنِ الأعْرابي: هو بمِيداءِ أَرْضٍ كذا، إذا كانَ بحِذائِها، يقولُ: إذا سارَ لم يَدْرأَ ما مَضَى أَكْثَرَ أَمْ ما بَقِيَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  فلانٌ لا يُمادِيهِ أَحَدٌ: أَي لا يُجارِيهِ إلى مَدًى.

  وتمادَى في غيِّه: لَجَّ فيه.

  وفي الأساسِ: تمادَّ فيه إلى الغايَةِ.

  وتمادَى به الأمْرُ: تَطاوَلَ وتَأَخَّرَ.

  وأَمْدَيْتُ له وأَنْمَيْتُ وأَمْضَيْتُ بمعْنًى؛ وسَيَأْتي في مضى.

  [مذي]: ي المَذْيُ، بفتح فسكون والياء مُخفَّفة، والمَذِيُّ، كغَنِيٍّ، والمَذِيْ: ساكِنَةَ الياءِ، الأخيرَتَانِ عن ابنِ الأعْرابي؛ قالَ: والأُوْلى أفْصَحها ولذا اقْتَصَرَ عليه الجَوْهرِي؛ وفي المُحْكم: التَّخْفِيفُ أَعْلَى؛ وقالَ الأُمَويُّ: المَذِيُّ مُشَدَّد، وغيرُه يُخَفِّفُ. وقالَ أبو عبيدٍ:


(١) اللسان والصحاح والمقاييس ٥/ ٣٠٧.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٦٧ برواية:

وردت مدية فطردت عنه ... سواكن قد تبوأن الحضونا

وانظر تخريجه فيه، والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.