تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نأي]:

صفحة 211 - الجزء 20

  بالصَّخْر من بِناءِ أَنُوشَرْوان، وما هو بالآجُرِّ من بَناءِ أَبْرَوِيز.

  وذَكَرَ ياقوتُ في تعْرِيبِه وجْهاً آخَرَ اسْتَبْعدْته، راجِعْه في المعجم.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قال ابنُ برِّي: المَيَّةُ القِرَدَةُ، عن ابنِ خالويه.

  وقال الليْث: زَعَموا أَنَّ القِرَدة الأُنْثى تسمَّى مَيَّة، ويقالُ منَّة، وبها سُمِّيَت المرأَةُ.

  والمائِيَّةُ: حِنْطةٌ بَيْضاءُ إلى الصُّفْرةِ، وحبُّها دونَ حَبِّ البُرْنُجانِيَة؛ حكاهُ أبو حنيفَةَ.

  وقال ابن القطَّاع: يقالُ للهرِّة، مائيَّةٌ كماعيةٍ.

فصل النون مع الواو والياء

  [نأي]: ي نَأَيْتُه ونَأَيْتُ عنه نَأْياً، كسَعَيْتُ: أَي بَعُدْتُ؛ ومنه قولهُ تعالى: {أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ}⁣(⁣١)، أَي أَنْأَى جانِبَه عن خالِقِه مُتَغابِياً مُعْرِضاً عن عِبادَتِه ودعائِه.

  وقيلَ: {نَأى بِجانِبِهِ}، أَي تَباعَدَ عن القُبُول.

  يقالُ للرَّجُل إذا تكَبَّر وأَعْرَضَ بوجْهِه: نَأَي بجانِبِه، أَي نَأَى جانِبَه من وَراء أَي نَحَّاه.

  قال ابنُ برِّي: وقَرأَ ابنُ عامِر: ناءَ بجانِبِه، على القلْب، وقد تقدَّمَ في الهَمزةِ، قالَ المُنْذري: وأنْشَدَني المبردُ:

  أَعاذِل إنْ يُصْبِحْ صَوايَ بقَفْرةٍ ... بَعِيداً نآني زائِي وقَرِيبي⁣(⁣٢)

  قال المبرِّدُ: فيه وَجْهان أَحَدُهما: أنَّه بمعْنَى أبْعدَني كقولك زِدْته فزَادَ ونَقَصْته فنَقَصَ؛ والآخَرُ: أنَّه بمعنَى نَأَى عنِّي. قال الأزْهرِي: وهذا القولُ هو المَعْروفِ الصَّحيحُ.

  وأَنْأَيْتُه فانْتَأَى: أَي أَبْعَدْتَهُ فبَعُد، هو افْتَعَل من النَّأْي.

  وتَناءَوْا: تباعَدُوا، ومَصْدَرُه التَّنائِي.

  والمُنْتَأَى: المَوْضِعُ البَعيدُ؛ وأنشَدَ الجَوْهرِي للنَّابغَةِ:

  فإنَّكَ كالليْلِ الذي هُوَ مُدْرِكِي ... وإنْ خِلْتُ أنَّ المُنْتَأَى عنك واسِعُ⁣(⁣٣)

  والنَّأْيُ والنُّؤْيُ، بالضم، والنِّئْيُ، بالكسر، والنُّؤَى، كهُدًى، وهذه [عن] ثَعْلَب؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:

  ومُوقَدُ فِتْنَةٍ ونُؤَى رَمادٍ ... وأشْذابُ الخِيام وقَدْ بَلِينا⁣(⁣٤)

  الحَفيرُ حَوْلَ الخِباءِ أَو الخَيمةِ يَمْنَعُ السَّيْلَ يَمِيناً وشمالاً ويُبْعِدُه.

  وفي الصِّحاح: النُّؤْيُ: حُفْرَةٌ⁣(⁣٥) حَوْلَ الخِباءِ لئَلَّا يَدْخلَهُ ماءُ المَطَرِ.

  وفي التهذيبِ: النُّؤْيُ الحاجِزُ حَوْل الخَيمةِ.

  قال ابنُ برِّي: ومنهم مَنْ قالَ: النُّؤْيُ الآتيُّ الذي دونَ الحاجِزِ، وهو غَلَطٌ؛ قال النابغَةُ:

  ونُؤْيٌ كجِذْم الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ⁣(⁣٦)

  فإنَّما يَنْثلمُ الحاجِزُ لا الآتِيُّ. وكذلكَ قولُه:

  وسَفْع على آسٍ ونُؤْي مُعَثْلَب

  والمُعَثْلَبُ المَهْدُومُ، ولا يَنْهدِمُ إلَّا ما كانَ شاخِصاً.

  ج آناءٌ، على القَلْبِ كآبارٍ، وأَنآءٌ كأَبآرٍ على الأصْلِ، ونُؤِيٌّ، على فُعولٍ، ونِئِيٌّ، يَتْبَع الكَسْرة الكَسْرة؛ كما في الصِّحاح.


(١) سورة الأسراء، ٨٣، وفصلت ٥١.

(٢) البيت في الكامل للمبرد ١/ ٤٧٩ منسوباً للنمر بن تولب، برواية «... صداي بقفرة ... زائري وقريبي» وهو في شعره، كتاب شعراء إسلاميون ص ٣٣٣ برواية: «... صداي بقفرة» وانظر تخريجه فيه.

(٣) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٨١ واللسان والصحاح، والمقاييس ٥/ ٣٧٨ ولم ينسبه.

(٤) اللسان والصحاح.

(٥) في الصحاح: «حفيرة».

(٦) ديوان النابغة الذبياني ص ٧٩ وصدره:

رماد ككحل العين لأياً أبينه