تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الواو والياء

صفحة 224 - الجزء 20

  ونَجَّاهُ تَنْجِيَةً: تَرَكَه بنَجْوةٍ مِن الأرْضِ؛ وبه فُسِّر قولهُ تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ}، أَي نَجْعَلَكَ فَوْقَ نَجْوةٍ مِن الأرضِ فنُظْهِرَك أَو نُلْقِيكَ عليها لتُعْرَفَ، لأنَّه قالَ ببَدَنِك ولم يَقُلْ برُوحِكَ. وقال الزجَّاج: أَي نُلْقِيكَ عُرْياناً.

  ونَجَّى أَرْضَه تَنْجِيَةً: إذا كبَسَها مَخافَةَ الغَرَقِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وقال ابنُ الأعْرابي: أَنْجَى إذا شَلَّح أَي عَرَّى الإِنْسانَ من ثِيابِه؛ وعليه قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ: نُنْجِيكَ بِبَدَنِكَ، بالتَّخْفِيفِ، ويُناسِبُه تَفْسِيرُ الزجَّاج.

  نَجَا نجاءً، بالمدِّ: أَسْرَعَ، وهو ناجٍ أَي سَرِيعٌ.

  وقالوا النَّجاء النَّجاء، يُمَدَّانِ ويُقْصَرانِ؛ قالَ الشاعرُ:

  إذا أخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجا⁣(⁣١)

  وفي الحديثِ: «أَنا النَّذِيرُ العُرْيان فالنَّجاء النَّجاء». أَي انْجُوا بأَنْفُسِكُم. قالَ ابنُ الأثير: هو مَصْدرٌ مَنْصوبٌ بفِعْلٍ مُضْمرٍ أَي انْجُوا النَّجاء.

  وقوائِمُ نَواجٍ: أَي سِرَاعٌ؛ وبه فَسَّر الجَوْهرِي قولَ الأعْشى:

  تَقْطَعُ الأمْعَزَ المُكَوْكِبَ وَخْداً ... بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإيغالِ⁣(⁣٢)

  واسْتَنْجَى: أَسْرَعَ؛ ومنه الحديثُ: «إذا سافَرْتُم في الجَدْبِ فاسْتَنْجُوا»، مَعْناه أَسْرِعُوا السَّيْرَ فيه وانْجُوا.

  ويقالُ للقَوْمِ إذا انْهَزَمُوا: قد اسْتَنْجَوْا؛ ومنه قولُ لُقْمان ابنِ عاد: أَوَّلُنا إذا نَجَوْنا وآخِرُنا إذا اسْتَنْجَيْنا، أَي هو حامِينا إذا انْهَزَمْنا يَدْفَعُ عَنَّا.

  والنِّجاءُ، ككِتابٍ: جَمْعُ النِّجْوِ للسَّحابِ؛ قال، القالِي: وأَنْشَدَ الأصْمعي:

  دَعَتْه سُلَيْمَى إن سَلْمى حَقِيقةٌ ... بكلّ نجاءٍ صادفِ الوبلِ ممرعِ

  ويُجْمَعُ النَّجْوُ بِمْعنَى السَّحابِ أَيْضاً، على نُجُوِّ، كعُلُوٍّ، ومنه قولُ جميلٍ:

  أَليسَ مِنَ الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبي ... وإِيضاعِي الهُمُومَ مع النُّجُوِّ

  فأَحْزَنُ أَنْ تكونَ على صَدِيقٍ ... وأَفْرَحُ أنْ تكونَ على عَدُوِّ

  يقولُ: نحنُ نَنْتَجِعُ الغَيْثَ فإذا كانتْ على صدِيقٍ حَزنْت لأنِّي لا أُصِيبُ ثَمَّ بُثَيْنَةَ، دَعَا لها بالسُّقْيا: «ونَجْوُ السَّبُع: جَعْرُه.

  وقال الكِسائي: جلَسْت على الغائِطِ فما أَنْجَيْتُ، أَي ما أَحْدَثْت.

  وقال الزجَّاج: ما أَنْجَى فلانٌ مُنْذ أَيام: أَي لم يأْتِ الغائِطَ.

  وقالَ الأصْمعي: أَنْجَى فلانٌ إذا جَلَسَ على الغائِطِ يَتَغوَّطُ.

  ويقالُ: أَنْجَى الغائِطُ نفْسُه. وفي حديثِ بِئْرِ بُضاعَةَ: «تُلْقَى فيها المَحايِضُ وما يُنْجِي الناسَ»، أَي يُلْقُونَه مِن العَذِرةِ.

  يقالُ: أَنْجَى يُنْجِي إذا أَلْقَى نَجْوَه.

  وشَرِبَ دَواءً فما أَنْجاهُ، أَي ما أَقامَهُ.

  وأَنْجَى النَّخْلَة: لقطَ رُطَبها.

  والمستنجى العَصَا. يقالُ: شجَرَةٌ جَيِّدَةُ المستَنجى؛ نقلَهُ القالِي.

  وقال أَبو حنيفَةَ: النَّجا الغُصُونُ، واحِدَتُه نَجاةٌ.

  وفلانٌ في أَرضِ نَجاةٍ: يَسْتَنْجِي من شَجَرِها العِصِيَّ والقِسِيَّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي والرَّاغبُ.

  والنَّجا؛ عِيدانُ الهَوْدجِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  ونَجَوْتُ الوَتَرَ واسْتَنْجَيْتُه: خَلَّصْته.

  واسْتَنْجَى الجازِرُ وَتَرَ المَتْنِ: قَطَعَهُ؛ وأنْشَدَ لعبدِ الرحمنِ بنِ حسَّان:


(١) اللسان والتهذيب وفيه: «إنّا أخذت».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦٥ واللسان والصحاح.