فصل النون مع الواو والياء
  و {يَوْمَ التَّنادِ}: يومُ القِيامَةِ لأنَّه يُنادِي فيه أَهْلُ الجنَّةِ أَهْلَ النارِ، ويقالُ بتَشْديدِ الدالِ وقد ذُكِرَ.
  وهو أَنْدَى صَوْتاً مِن فلانٍ: أَي أَبْعَد مَذْهباً وأَرْفَع صَوْتاً؛ وأنْشَدَ الأصْمعي لمِدْثارِ بنِ شَيْبان النَّمَرِيِّ:
  فقُلْتُ ادْعِي وأَدْعُ فإنَّ أَنْدى ... لصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ داعِيانِ(١)
  وقيلَ: أَحْسَن صَوْتاً وأَعْذَبُ.
  ونادَاهُ: أَجابَهُ؛ وبه فُسِّر قولُ ابنِ مُقْبل:
  بحاجةِ مَحْزُونٍ وإنْ تُنادِيا
  وفي حديثِ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ: «إذ نُودُوا نادِيةً أَتَى أَمْرُ الله»، يريدُ بالنَّادِ دَعْوةً واحِدَةً، فقَلَب نِداءَة إلى نادِيةٍ، وجعلَ اسْمَ الفعِلِ مَوْضِع المصْدَر.
  وفي حديثِ ابنِ عَوْف:
  «وأوْدَى سَمْعَه إلَّا نِدايا»
  أَرادَ: إلَّا نِداءً، فأَبْدَلَ الهَمْزَةَ ياءً تَخْفِيفاً، وهي لُغَةُ لبعضِ العَرَبِ.
  ونَادَى النّبْتُ وصاحَ: إذا بَلَغَ والْتَفَّ؛ وبه فُسِّر قولُ الشاعرِ:
  كالكَرْمِ إذ نادَى مِن الكافُورِ
  والنَّدِيُّ كغَنِيٍّ: قَرْيةٌ باليَمَنِ.
  والنَّداةُ: النّدوَةُ.
  ونُدَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: مَوْلاةُ مَيْمونَة، حَكَاهُ أَبو داود في السِّنَن عن يونس عن الزّهْري، أَو هي ندبةُ.
  والنَّادِي: العَشِيرَةُ، وبه فُسِّر قولهُ تعالى: {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ}(٢)، وهو بحذْفِ مُضافٍ، أي أَهْل النادِي فسَمَّاهُ به، كما يقالُ تَقَوَّضَ المَجْلِسُ؛ كما في الصِّحاح. ومِثْلُه النَّدِيّ، كغَنِيِّ، للقَوْمِ المُجْتمِعَين. وبه فُسِّر حديثُ سَويَّة بن سُلَيْم: «ما كانوا ليَقْتُلُوا عامِراً وبَني سُلَيْمٍ وهُم النَّدِيُّ».
  وجَمْعُ النَّادِي أَنْداءٌ؛ ومنه حديثُ أَبي سعيدٍ: «كنَّا أَنْداءٌ».
  ونَدَاهُم إلى كذا: دَعاهُم.
  ونَداهُم يَنْدُوهُم: جَمَعَهُم في النادِي، يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى.
  ونَدَى وانْتَدَى: حَضَرَ النَّدِيَّ.
  والمُنادَاةُ: المُشاوَرَةُ.
  وأَنْدَيْتُ الإِبِلَ إنْداءً: مِثْلُ نَدَّيْت، عن الجَوْهرِي.
  وتَنْدِيَةُ الخَيْلِ: تَضْمِيرُها ورَكْضها حتى تَعْرقَ؛ نقلَهُ الأزْهري.
  ونَدَّى الفَرَسَ: سَقاهُ الماءَ.
  والنَّدَى: العَرَقُ الذي يَسِيلُ مِن الخَيْلِ عِنْدَ الرّكْض؛ قالَ طُفَيْل:
  نَدَى الماءِ مَنْ أعْطافِها المُتَحَلِّب
  وتَنَدَّتِ الإِبِلُ: رَعَتْ ما بينَ النَّهَل والعَلَلِ.
  والنَّدْوَةُ: السَّخاءُ، وأَيْضاً: المُشاوَرَةُ؛ وأَيْضاً الأكْلَةُ بينَ السَّقْيَتَيْنَ.
  والنَّدَى: الأكْلَةُ بينَ الشَّرْبَتَيْنِ.
  ونَوادِي الكَلامِ: ما يَخْرجُ وقْتاً بعْدَ وَقْتً.
  والنَّوادِي النَّواحِي، عن أَبي عمْرٍو.
  وأيْضاً: النُّوقُ المُتَفرِّقَةُ في النَّواحِي.
  ونَدَا يَنْدُو نَدْواً: اعْتَزَلَ وتَنَحَّى.
  ويقالُ: لم ينْدَ مِنْهم نادٍ، أَي لم يبْقَ منهم أحَدٌ.
  ونَدْوَةُ: فَرَسٌ لأبي قَيْد بنِ(٣) حَرْمَل.
(١) اللسان والصحاح والمقاييس ٥/ ٤١٢ وفيهما بدون نسبة، ونسبه بحاشية المقاييس «لدثار» وقال محققه: جاء اسمه محرفاً في اللسان «مدثار».
(٢) سورة العلق الآية ١٧.
(٣) كذا بالأصل واللسان وكتب مصححه: كذا بالأصل، ولم نره بالقاف في غير الأصل.