تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الواو والياء

صفحة 235 - الجزء 20

  و {يَوْمَ التَّنادِ}: يومُ القِيامَةِ لأنَّه يُنادِي فيه أَهْلُ الجنَّةِ أَهْلَ النارِ، ويقالُ بتَشْديدِ الدالِ وقد ذُكِرَ.

  وهو أَنْدَى صَوْتاً مِن فلانٍ: أَي أَبْعَد مَذْهباً وأَرْفَع صَوْتاً؛ وأنْشَدَ الأصْمعي لمِدْثارِ بنِ شَيْبان النَّمَرِيِّ:

  فقُلْتُ ادْعِي وأَدْعُ فإنَّ أَنْدى ... لصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ داعِيانِ⁣(⁣١)

  وقيلَ: أَحْسَن صَوْتاً وأَعْذَبُ.

  ونادَاهُ: أَجابَهُ؛ وبه فُسِّر قولُ ابنِ مُقْبل:

  بحاجةِ مَحْزُونٍ وإنْ تُنادِيا

  وفي حديثِ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ: «إذ نُودُوا نادِيةً أَتَى أَمْرُ الله»، يريدُ بالنَّادِ دَعْوةً واحِدَةً، فقَلَب نِداءَة إلى نادِيةٍ، وجعلَ اسْمَ الفعِلِ مَوْضِع المصْدَر.

  وفي حديثِ ابنِ عَوْف:

  «وأوْدَى سَمْعَه إلَّا نِدايا»

  أَرادَ: إلَّا نِداءً، فأَبْدَلَ الهَمْزَةَ ياءً تَخْفِيفاً، وهي لُغَةُ لبعضِ العَرَبِ.

  ونَادَى النّبْتُ وصاحَ: إذا بَلَغَ والْتَفَّ؛ وبه فُسِّر قولُ الشاعرِ:

  كالكَرْمِ إذ نادَى مِن الكافُورِ

  والنَّدِيُّ كغَنِيٍّ: قَرْيةٌ باليَمَنِ.

  والنَّداةُ: النّدوَةُ.

  ونُدَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: مَوْلاةُ مَيْمونَة، حَكَاهُ أَبو داود في السِّنَن عن يونس عن الزّهْري، أَو هي ندبةُ.

  والنَّادِي: العَشِيرَةُ، وبه فُسِّر قولهُ تعالى: {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ}⁣(⁣٢)، وهو بحذْفِ مُضافٍ، أي أَهْل النادِي فسَمَّاهُ به، كما يقالُ تَقَوَّضَ المَجْلِسُ؛ كما في الصِّحاح. ومِثْلُه النَّدِيّ، كغَنِيِّ، للقَوْمِ المُجْتمِعَين. وبه فُسِّر حديثُ سَويَّة بن سُلَيْم: «ما كانوا ليَقْتُلُوا عامِراً وبَني سُلَيْمٍ وهُم النَّدِيُّ».

  وجَمْعُ النَّادِي أَنْداءٌ؛ ومنه حديثُ أَبي سعيدٍ: «كنَّا أَنْداءٌ».

  ونَدَاهُم إلى كذا: دَعاهُم.

  ونَداهُم يَنْدُوهُم: جَمَعَهُم في النادِي، يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى.

  ونَدَى وانْتَدَى: حَضَرَ النَّدِيَّ.

  والمُنادَاةُ: المُشاوَرَةُ.

  وأَنْدَيْتُ الإِبِلَ إنْداءً: مِثْلُ نَدَّيْت، عن الجَوْهرِي.

  وتَنْدِيَةُ الخَيْلِ: تَضْمِيرُها ورَكْضها حتى تَعْرقَ؛ نقلَهُ الأزْهري.

  ونَدَّى الفَرَسَ: سَقاهُ الماءَ.

  والنَّدَى: العَرَقُ الذي يَسِيلُ مِن الخَيْلِ عِنْدَ الرّكْض؛ قالَ طُفَيْل:

  نَدَى الماءِ مَنْ أعْطافِها المُتَحَلِّب

  وتَنَدَّتِ الإِبِلُ: رَعَتْ ما بينَ النَّهَل والعَلَلِ.

  والنَّدْوَةُ: السَّخاءُ، وأَيْضاً: المُشاوَرَةُ؛ وأَيْضاً الأكْلَةُ بينَ السَّقْيَتَيْنَ.

  والنَّدَى: الأكْلَةُ بينَ الشَّرْبَتَيْنِ.

  ونَوادِي الكَلامِ: ما يَخْرجُ وقْتاً بعْدَ وَقْتً.

  والنَّوادِي النَّواحِي، عن أَبي عمْرٍو.

  وأيْضاً: النُّوقُ المُتَفرِّقَةُ في النَّواحِي.

  ونَدَا يَنْدُو نَدْواً: اعْتَزَلَ وتَنَحَّى.

  ويقالُ: لم ينْدَ مِنْهم نادٍ، أَي لم يبْقَ منهم أحَدٌ.

  ونَدْوَةُ: فَرَسٌ لأبي قَيْد بنِ⁣(⁣٣) حَرْمَل.


(١) اللسان والصحاح والمقاييس ٥/ ٤١٢ وفيهما بدون نسبة، ونسبه بحاشية المقاييس «لدثار» وقال محققه: جاء اسمه محرفاً في اللسان «مدثار».

(٢) سورة العلق الآية ١٧.

(٣) كذا بالأصل واللسان وكتب مصححه: كذا بالأصل، ولم نره بالقاف في غير الأصل.