تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نسو]:

صفحة 238 - الجزء 20

  والأخيرَةُ عن ابنِ سِيدَه، وزادَ أيْضاً النُّسْوانُ بضم النونِ: كلُّ ذلكَ جُموعُ المرْأَةِ من غيرِ لَفْظِها؛ كالقَوْمِ فِي جَمْعِ المَرْءِ.

  وفي الصِّحاح: كما يقالُ خَلِفةٌ ومَخاضٌ وذلكَ وأُولِئكَ.

  وفي المُحْكم أَيْضاً: النِّساءُ جَمْعُ نِسْوةٍ إذا كَثرْنَ.

  وقال القالِي: النِّساءُ جَمْعُ امرأَةٍ وليسَ لها واحِدٌ مِن لَفْظِها، وكَذلكَ المَرْأَةُ لا جَمْعَ لها مِن لَفْظِها؛ ولذلكَ قالَ سِيْبَوَيْه في النِّسْبَةِ إلى نِساءٍ: نِسْوِيٌّ، فردَّه إلى واحِدَةٍ.

  والنَّسْوَةُ، بالفتح: التَّرْكُ للعَمَلِ، وهذا أَصْلُه الياء كما يأْتي.

  وأيْضاً: الجُرْعَةُ من اللَّبَنِ؛ عن ابنِ الأعْرابي، وكأنَّها لَغَةُ في المَهْموزِ.

  ونَسَا: د بفارِسَ، قالَ ياقوتُ: هو بالفَتْح مَقْصورٌ بَيْنه وبينَ سرخس يَوْمان، وبَيْنه وبين أبيورد يَوْم، وبَيْنه وبَيْنَ مَرْو خَمْسَة أَيامٍ، وبَيْنه وبَيْنَ نَيْسابُور سِتّ أَو سَبْع⁣(⁣١)؛ قالَ: وهي مدينَةٌ وَبِيئةٌ جِدًّا يَكْثرُ بها خُرُوجُ العرقِ المَدِيني، والنِّسْبَةُ الصَّحيحةُ إليها نَسَائيٌّ، ويقالُ نَسَويٌّ أَيْضاً؛ وقد خَرَجَ منها جماعَةٌ مِن أَئِمَّة العُلَماء منهم: أبو عبدِ الرحمنِ أَحمدُ بنُ شُعَيْب بنِ عليِّ بنِ بَحْر ابنِ سِنانِ النّسائيُّ القاضِي الحافِظُ صاحِبُ كتابِ السّننِ، وكانَ إمامَ عَصْرِه في الحديثِ، وسَكَنَ مِصْرَ، وترْجَمَتهُ واسِعَةٌ. وأبو أَحمدَ حميدُ بنُ زِنجوَيه الأزْدِي النِّسويُّ، واسْمُ زِنْجَوَيه مخلدُ ابنُ قتيبَةَ وهو صاحِبُ كتابِ التَّرْغِيبِ، والأَمْوال، رَوَى عنه البارِي ومُسْلم وأبَو داودَ النّسائي وغيرُهُم.

  ونَسَا: ة بسَرَخْسَ، وكأنَّها هي المَدينَةُ المَذْكورَةُ كما يُفْهَم مِن سِياقِ ياقوت، وهي على مَرْحَلَتَيْن منها.

  وأَيْضاً: بكِرْمانَ مِن رَساتِيقِ بَمَّ. وقالَ أَبو عبدِ الله محمدُ بنُ أَحمد البناء: هي مدينَةٌ بها.

  وأَيْضاً بهَمَدانَ؛ وقيلَ: هي مدينَةٌ بها.

  والنَّسا: عِرْقٌ من الوَرِكِ إلى الكَعْبِ. قالَ الأصْمعي: هو مَفْتوحٌ مَقْصورٌ، عِرْقٌ يَخْرجُ مِن الوَرِكِ فيَسْتَبْطِنُ الفَخذَيْن ثم يمرُّ بالعُرْقوب حتى يَبْلغَ الحافِرَ فإذا سَمِنَتِ الدابَّةُ انْفَلَقَتْ فخذَاها بلَحْمَتَيْنِ عَظِيمتَيْن وجَرَى النَّسا بَيْنَهما واسْتَبانَ، وإذا هُزِلَتِ الدابَّةُ اضْطَرَبَتِ الفَخذَانِ وماجَتْ الرَّبَلَتانِ وخَفِيَ النَّسا، وإنَّما يقالُ مُنْشَقُّ النَّسا، يريدُ موْضِعَ النَّسا، وإذا قالوا إنَّه لشَدِيدُ النَّسا فإنَّما يرادُ به النَّسا نَفْسَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وقال أبو زيْدٍ: يُثَنَّى نَسَوانِ ونَسَيانِ، أَي أنَّ أَلفَه مُنْقلِبَةٌ عن واوٍ، وقيلَ عن ياءٍ؛ وأنْشَدَ ثَعْلب:

  ذِي مَخْرمِ نَهْدٍ وطَرْفٍ شاخِصِ ... وعَصَبٍ عَنْ نَسَوَيْهِ قالِصِ

  قال القالِي: النَّسَى يُكْتَبُ بالياءِ لأنَّ تَثْنيتَهُ نَسَيان، وهذا الجيد. وقد حكَى أبو زيْدٍ في تَثْنيتِه نَسَوانِ وهو نادِرٌ، فيجوزُ على هذا أن يُكْتَبَ بالألِفِ.

  وقال الزَّجَّاجُ: لا تَقُلْ عِرْقُ النَّسا لأنَّ الشَّيءَ لا يُضافُ إلى نَفْسِه.

  قال شيخنا: قد وافَقَ الزجَّاجَ جماعَةُ وعَلَّلُوه بما ذَكَرَه المصنِّفُ، انتَهَى.

  قُلْت: وهو نَصّ أَبي زيْدٍ في نوادِرِه؛ وفي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: هو النَّسا ولا تَقُلْ عَرْقُ النَّسا، كما لا يقالُ عِرْقُ الأكْحَل، ولا عِرْقُ الأبْجَل، وإنَّما هو الأكْحَلُ والأبْجَلُ، انتَهَى.

  وقال ابنُ السِّكِّيت: هو النَّسا لهذا العِرْقِ؛ وأَنْشَدَ للبيدٍ:

  مِنْ نَسا النَّاشِطِ إذْ ثَوَّرْتَه ... أَو رَئِيس الأَخْدَرِيَّاتِ الأُوَلْ⁣(⁣٢)


(١) الصواب: ستة أو سبعة.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤٥ واللسان والتهذيب.