تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الواو والياء

صفحة 274 - الجزء 20

  ونَهَّاهُ تَنْهِيةً بمعْنَى نَهاهُ نَهْياً، شُدِّدَ للمُبالَغَةِ؛ ومنه قولُ الفَرَزْدق:

  فنَهَّاكَ عنها مُنْكَرٌ ونَكِيرُ

  (⁣١) نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وفي حديثِ قِيامِ الساعَةِ⁣(⁣٢): هو قُرْبةٌ إلى الله ومَنْهاةٌ عن الآثامِ»، أَي حالَةٌ مِن شأْنِها تَنْهى عن الإثْم، وهي مَفْعَلة مِن النّهْي، والميمُ زائِدَةٌ.

  والنَّاهِي والناهِيَةُ: مَصْدرانِ، يقالُ: ما لَهُ ناهِيَةٌ، أَي نَهْيٌ؛ ويقالُ: ما يَنْهاهُ عنَّا ناهِيَةٌ، أَي ما يَكُفَّه عنَّا كافَّةٌ.

  وقالَ ابنْ شُمَيْل: اسْتَنْهَيْتُ فلاناً عن نَفْسِه فأبَى أَنْ يَنْتهِيَ عن مَساءَتِي؛ واسْتَنْهَيْتُ فلاناً من فلانٍ: إذا قُلْتُ له انْهَهُ عنِّي.

  وفي الأساس: رَوَى بَنُو حنيفَةَ أَهاجيَّ الفَرَزْدقِ في جريرٍ فأحْفظُوه فاسْتَنْهاهُم، أَي قالَ: انْتَهَوا.

  وجَمْعُ الناهِي نُهاةٌ، كرامٍ ورُماةٍ.

  وقالَ الكِلابيُّ: يقولُ الرَّجلُ للرَّجلِ: إذا ولِيتَ وِلايَةً فإنْه أَي كُفَّ عن القَبِيح، قالَ: وانْه، بكسْرِ الهاءِ، بمعْنَى انْتَهِ، قالَ: وإذا وقفَ فانْهِهْ، أَي كُفَّ.

  وفلانٌ يَرْكبُ المَنَاهِي⁣(⁣٣): أَي يَأْتِي ما نُهِيَ عنه.

  وأَنْهَى الرَّجُلُ: انْتَهَى.

  وفي الحديثِ: ذكر سِدْرَة المُنْتَهَى، وهو مُفْتَعَل مِن النِّهايَةِ، أَي يُنْتَهَى ويُبْلَغ بالوُصول إليها فلا يتجاوَزُ.

  وتنَاهَى الماءُ: إذا وَقَفَ في الغدِيرِ وسَكَنَ، نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأنْشَدَ للعجَّاج:

  حتى تَناهَى في صَهارِيجِ الصَّفا ... خالَطَ سَلْمَى خَياشِيمَ وَفا⁣(⁣٤)

  وتَناهَى الخَبَرُ وانْتَهَى: أَي بَلَغَ.

  وبَلَغْتُ مَنْهَى فلانٍ ومَنْهاتَه، يُفْتحانِ ويُكْسَرانِ عنِ اللّحْياني.

  ونَهِيَ الرَّجُلُ مِن اللَّحْمِ، كَرَضِيَ، وأَنْهَى إذا اكْتَفَى منه وشَبعَ، ومنه قولُ الشَّاعرِ:

  يَنْهَوْنَ عن أَكْلٍ وعَن شُرْبِ⁣(⁣٥)

  أَي: يَشْبَعُونَ ويَكْتَفونَ.

  وقال الآخَرُ:

  لَوْ كانَ ما واحِداً، هَواكِ لقَدْ ... أَنْهَى ولكنْ هَواكِ مُشْتَرَكُ

  وهم نِهاءُ مِائَةٍ، بالكسر، لُغَةٌ في الضم عن الجَوْهرِي.

  والنَّهاةُ، كحَصاةٍ: الوَدْعَةُ، جَمْعُها النّهَي، عن القالِي.

  وحَوْلَه من الأصْواتِ نُهْيَةٌ: أَي شُغْلٌ.

  وذَهَبَتْ تمِيمُ فلا تُسْهى ولَا تُنْهَى، أَي لا تُذْكَر.

  ونِهْيٌ، بالكسْر: اسْمُ ماءٍ؛ عن ابن جنِّي نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وقال ياقوتُ: رأَيْتُ بينَ الرّصَافَةِ والقَرْيَتَيْن مِن طرِيقِ دِمَشْق على البرِيَّة بلْدَةً ذاتَ آثارٍ وعمارَةٍ وفيها صَهارِيجُ كثيرَةٌ وليسَ عنْدَها عَيْنٌ ولا نَهْرٌ يقالُ لها نِهْيا، بالكسر، وذَكَرَها أبو الطيِّبِ فقالَ:

  وقد نَزَحَ الغُوَيْر فلا غُوَيْر ... ونِهْيا والنّبِيضَة والحفار⁣(⁣٦)

  ونِهْيا زَبَابٍ: ماءآنِ بدِيارِ الضّبابِ بالحِجازِ، وفيهما يقولُ الشاعرُ:


(١) اللسان والصحاح والتكملة منسوباً للفرزدق.

(٢) في النهاية واللسان: قيام الليل.

(٣) عن اللسان والتهذيب وبالأصل «الناهي».

(٤) اللسان والأول في الصحاح.

(٥) اللسان وصدره:

يشون دسماً حول قبته

(٦) معجم البلدان «نهيا» برواية:

وقد نزح العوير فلا عوير ... ونهيا والبُيَيْضَة والجفار