تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وجى]:

صفحة 278 - الجزء 20

  والمِيثاءَةُ: المِرْزَبَّةُ؛ وذُكِرَ في الهَمْزِ وفَسَّره الزَّمَخْشري بالمِيتَدةِ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وَثَى به إلى السُّلْطان: إذا وَشَى. وهو المُواثِي للسَّاعِي إلى السُّلطانِ بكَلامٍ، نقلَ ذلكَ عن ابنِ الأعْرابي.

  ورَدَّه ابنُ سِيدَه⁣(⁣١) بما هو مَذْكُورٌ في المحْكَم.

  والوَثِيُّ: المَكْسورُ اليَدِ؛ عن ابنِ الأعْرابي.

  [وجى]: ي الوَجَى: الحَفَا، أَو أَشَدُّ منه، وهو أَن يَرِقَّ القَدَمُ أَو الحافِرُ أَو الفِرْسِنُ ويَنْسَحجَ. وقد وَجِيَ، كرَضِيَ وَجَى فهو وَجٍ، كعَمٍ، ووَجِيٌّ، كغَنِيِّ، أَنْشَدَ ابنَ الأعْرابي:

  يَنْهَضْنَ نَهْضَ الغائِبِ الوَجِيِّ

  وأَنْشَدَ القالِي للأعْشى:

  غَرَّاء فَرْعاء مَصْقُولٌ عَوارِضُها ... تَمْشِي الهُوَيْنى كما يَمْشِي الوَجي الوَجلُ⁣(⁣٢)

  وهي وَجْياءُ، وجَمْعُ الوَجيُّ أَوْجياءُ ووجِيَتِ الدابَّةُ تَوْجَى وَجًى.

  وتَوَجَّى في مِشْيتِه، كوَجِيَ، وأَوْجَيْتُهُ أَنا.

  وأَوْجَى: أَعْطَى؛ عن أَبي عُبيدٍ والكِسائي؛ وأَنْكَرَ شَمِرٌ.

  ويقالُ: سأَلْتُه فأَوْجَى عليَّ، أَي بَخِلَ، وهو ضِدٌّ.

  وأَوْجَى: إذا باعَ الأوْجِيَةَ، اسْمٌ للعُكُومِ الصِّغارِ، ج⁣(⁣٣): وِجاءٍ ككِساءٍ على القِياسِ، عن ابنِ الأعْرابي وفي نسخِ المُحْكم: جَمْعُ وِجَى؛ وقِيلَ: الوِجاءُ وِعاءٌ تَجْعل المرأَةُ فيه غِسْلَتها وقُماشَها.

  وأَوْجَى الصَّائِدُ: أَخْفَقَ أَي لم يُصِبِ الصَّيْدَ، كأَوْجَأَ، بالهَمْزِ وقد تقدَّمَ.

  وأَوْجَى الحافِرُ: إذا انْتَهَى إلى صَلابَةٍ ولم يُنْبِطْ.

  يقالُ: حَفَرَ فأَوْجَى.

  وأَوْجَى عن كذا: أَضْرَبَ عنه وانْتَزَعَ.

  وسِياقُ التّكْملَةِ: أَوْجَتْ نَفْسُه عن كذا أَضْرَبَتْ وانْتَزَعَتْ فهي مُوجِيّة.

  ويقالُ: سأَلْناهُ أَو أَتْيناهُ فَوَجَيْناهُ وأَوْجَيْناهُ كَذلكَ، أَي وَجَدْناهُ وَجِيًّا لا خيرَ عنده.

  ومِيجَى، كعِيسَى: جَدُّ النُّعْمانِ بنِ مُقَرِّنِ بنِ عائِذٍ الصَّحابيُّ، رضِيَ الله تعالى عنه، وإخْوته، هكذا هو بالياءِ في النسخ، وفي التّبْصيرِ: مِيجَا بالألفِ؛ وذِكْرُه في هذا الحَرْف ممَّا يدلُّ على أنَّه مِفْعَل مِن الوَجَى، فكان الأوْلى أن يزِنَه بمِنْبَرٍ أَو ما شَاكَلَه.

  ووَجَيْتُهُ وَجْياً: خَصَيْتُهُ، لُغَةٌ في وَجَأْته بالهَمْزِ. ومنه الحديثُ: «ضَحَّى بكبْشَيْن مُوجَيَيْن»، وقد سَبَقَ الكَلامُ عليه في الهَمْزة.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ: تَرَكْتُه وما في قَلْبي منه أَوْجَى، أَي يَئِسْتُ منه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وأَوْجَى: جاءَ لحاجَةٍ فلم يُصِبْها، والهَمْزُ لُغَةٌ.

  وطَلَبَ حاجَةً فأَوْجَى: أَخْطَأَ، وبه فُسِّر قولُ أَبي سَهْم الهُذَلي:

  فجاءَ وقَدْ أَوْجَتْ مِنَ المَوْتِ نَفْسُه ... به خُطَّفٌ قد حَذَّرَتْه المَقاعِدُ⁣(⁣٤)

  وقال أَبو عَمْرو: جاءَ فلانٌ مُوجًى، أَي مَرْدُوداً عن حاجَتِهِ، وقد أَوْجَيْته.


(١) في اللسان عن ابن سيده إنما هو المؤاثي بالهمز، وما جاء في قول الشاعر:

جمعك للمخاصم المواثي

قال ابن سيده: أراد المؤاثي، بالهمز فخفف الهمزة بأن قلبها واواً للضمة التي قبلها. وإن كان ابن الأعرابي إنما اشتق وثي من هذا فهو غلط.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤٤ برواية: «الوجي الوحل» والضبط عن الديوان.

(٣) في القاموس: جَمْعُ.

(٤) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٣٥١ في زيادات شعر أسامة بن الحارث، واللسان لأبي سهم الهذلي.