تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع نفسها ومع الياء

صفحة 308 - الجزء 20

  وقولهُ تعالى: {إِلّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً}⁣(⁣١)، يجوزُ أنْ يكونَ مَصْدراً، وأَنْ يكونَ جَمْعاً، والمَصْدَرُ أَجْوَدُ لأنَّ في القِراءَةِ الأُخْرى: منهم تَقِيَّةً، التَّعْلِيل للفارِسِيِّ؛ كذا في المُحْكم.

  وفي التهذيب: قَرَأَ حميد تَقِيَّةً، وهو وَجْهٌ، إلَّا أَنَّ الأُولى أَشْهَرُ في العربيَّةِ.

  قُلْتُ: قَوْل ابنِ سِيدَه وأن يكونَ جَمْعاً، قالَ الجَوْهري: التُّقاةُ التَّقِيَّةُ، يقالُ اتَّقَى تُقْيَة وتُقاةً مِثْل اتَّخَمَ تُخَمَةً.

  وحكَى ابنُ برِّي عن القزَّاز: تُقًى جَمْع تُقاةٍ مِثْلُ طُلًى وطُلاةٍ.

  قُلْتُ: ورَواهُ ثَعْلَب عن ابنِ الأعْرابي وقالَ: هُما حَرْفان نادِرَانِ.

  وقالوا ما أَتْقاهُ لله: أَي أَخْشاهُ.

  وهو أَتْقَى من فلانٍ: أَي أَكْثَر تَقْوَى منه.

  ويقالُ للسّرْجِ الوَاقِي: ما أَتْقاهُ أَيْضاً؛ وقولُ الشاعرِ:

  ومَن يَتَّقِ فإنَّ الله مَعْهُ ... ورِزْقُ الله مُؤْتابٌ وغادِي⁣(⁣٢)

  قال الجَوْهرِي: أَدْخل جَزْماً على جَزْمٍ.

  وحكَى سيبويه: أَنْتَ تِتْقي الله، بالكسْر، على لُغَةِ مَنْ قالَ تِعْلَم، بالكَسْر.

  وأَتْقاهُ: اسْتَقْبَل الشَّيءَ وتَوَقَّاهُ؛ وبه فَسَّر أَبو حيَّان قولَه تعالى: {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}⁣(⁣٣).

  ورجُلٌ وَقِيٌّ تَقِيٌّ بمعْنًى واحِدٍ.

  الوِقايَةُ، بالكَسْر ويُفْتَح، التي للنِّساءِ، كما في الصِّحاح؛ وأيْضاً ما يُوقَى به الكِتابُ.

  وابنُ الوِقاياتي: محدِّثٌ، هو أبو القاسِمِ عُثْمانُ بنُ عليِّ بنِ عبيدِ الله البَغْداديُّ عن ابنِ البطر، وعنه الحافِظُ أَبو القاسِمِ الدِّمَشْقي، ماتَ سَنَة ٥٢٥.

  ورجُلٌ وَقَّاءُ ككتَّانٍ: شَديدُ الاتِّقاءِ.

  ومُوَقَّى، كمعَظَّم: جَدُّ عبْدِ الرحمنِ بنِ مكِّيِّ سِبْطِ السِّلَفِي.

  وفَرَسٌ واقِيَةٌ مِن خَيْلٍ أَواقٍ إذا كانَ بها ظلع؛ نقلَهُ القالِي.

  والوَاقِي مَصْدرٌ كالوَاقِيَةِ؛ عن ابنِ برِّي؛ وأنْشَدَ لأَفْنون التَّغْلبي:

  لَعَمْرُكَ ما يَدْرِي الفَتَى كيفَ يَتَّقِي ... إذا هُو لم يَجْعَلْ له الله واقِيا⁣(⁣٤)

  ومِن المجازِ: اتَّقاهُ بحَجَفَتِه⁣(⁣٥)؛ ومنه قولُ الشاعرِ:

  رام إن يرمي فَرِيسته ... فاتّقته من دمٍ بدمِ

  والتقوى: مَوْضِعٌ؛ عن القالِي؛ وأَنْشَدَ لكثيرٍ:

  ومَرَّتْ على التّقْوى بهِنَّ كأَنَّها ... سَفائِنُ بَحْرٍ طابَ فيه مَسِيرُها

  ووَقَى العَظْمُ وَقْياً: وعى وانْجَبَرَ.

  والوَقى: الظَّلعُ والغَمْزُ.

  والتقيا: شيءٌ يُتَّقَى به الضَّيْفُ أَدْنَى ما يكونُ.

  ووِقاءُ بنُ الأسْعَر⁣(⁣٦)، بالكسر، اسْمُ لسان الحُمَّرة الشَّاعِر؛ قال الحافِظُ: كذا قَرَأْتُ بخطِّ مغلطاي الحافظ.

  وجَلْدَك التقويُّ⁣(⁣٧): مَنْسوبٌ إلى تَقِيِّ الدِّيْن عُمَر صاحِبِ حَمَاة، رَوَى عن السِّلَفيّ.


(١) سورة آل عمران، الآية ٢٨.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) سورة الأحزاب، الآية ٣٢.

(٤) المفضلية ٦٥ البيت ٤ لأفنون التغلبي، برواية: «... ما يدري امرؤٌ ...» والمثبت كرواية اللسان ونسبه. خطأ. لأفيون التغلبي.

(٥) عن الأساس وبالأصل بجحفته.

(٦) في التبصير ٤/ ١٤٧٣ «الأشعر» وذكر اسمه في موضع آخر ١/ ٤٥٨ حصين بن ربيعة بن صقر بن كلاب التيمي.

(٧) في التبصير ٤/ ١٤٤٤ «التَّقَوى».