تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ومي]:

صفحة 318 - الجزء 20

  ولا يَدَعُ الحَمْدَ أَو يَشْتَرِيه ... بوشكِ الفُتُورِ ولا بالتَّوَنْ

  أَي لا يَدَعُ الحَمْدَ مُفَتَّراً فيه ولا مُتَوانياً، فالجارُّ والمَجْرورُ في موضِعِ الحالِ؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي لآخر:

  إنَّا على طُولِ الكَلالِ والتَّوَنْ ... نَسُوقُها سَنًّا وبَعضُ السَّوْقِ سَنّ

  وناقةٌ وانِيَةٌ: فاتِرَةٌ طَلِيحٌ؛ وقيلَ: وانِيَةٌ إذا أَعْيَتْ، وأَوْنَيْتها أَنا: أَتْعَبْتها وَضْعَفْتها؛ قالَ:

  ووانيةٍ زَجَرْتُ على دجاها⁣(⁣١)

  وامرأَةٌ وَناةٌ، وقد تُقْلب الواوُ هَمْزةً فيُقال أَناةٌ، نقلَهُ الجَوْهرِي، زادَ ابنُ سِيدَه: وأنِيَّةٌ، بالكسر وفي بعضِ النسخ كغَنِيَّةٍ؛ أَي حَليمةٌ بَطيئةُ القِيامِ؛ وفي الصِّحاح: فيها فُتورٌ؛ زادَ الأزْهري لنَعْمَتِها.

  وقال اللّحْياني: هي التي فيها فُتورٌ عنْدَ القِيامِ والقُعودِ والمَشْي. وتقدَّمَ شاهِدُ أَناةٍ في أني.

  قال ابنُ برِّي: أُبْدلت الواو المَفْتوحَة هَمْزةً في أَناة حَرْف واحد، قالَ: وحكَى الزَّاهد أَين أَخْيُهُمْ أَي سَفَرُهم وقَصْدُهم، وأَصْلُه وَخْيُهُمْ؛ وزادَ أَبو عبيدٍ: كلُّ مالٍ زُكِّي ذَهَبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه وهي شرُّه؛ وزادَ ابنُ الأعْرابي: واحِدُ آلاءِ الله ألًى، وأَصْلُه وَلًى؛ وزادَ غيرُه: أَزِيزٌ في⁣(⁣٢) وَزِيز؛ وحكَى ابنُ جنِّي أَجٌّ في وَجٍّ، اسْمُ موضِع، وأَجَمٌ في وَجَمٍ.

  والمِينا، بالكسْرِ مَقْصورٌ: مَرْفَأُ السَّفينةِ، سُمِّي بذلكَ لأنَّ السُّفُن تَنِي فيه أَي تَفْتُرُ عن جَرْيها.

  وقال الأَزْهري: المِيني، مَقْصورٌ يُكْتَب بالياءِ: موضِعٌ تَرْفأُ إليه السُّفُن؛ ويُمَدُّ هكذا ذَكَرَه بهما القالِي في كتابِه.

  وقال ثَعْلَب: هو مِفْعَلٌ أَو مِفْعالٌ مِن الوَنَى، والمَدُّ أَكْثَر؛ وعليه اقْتَصَرَ ابنُ وَلَّاد؛ ومنه قولُ كثيرٍ:

  تَأَطَّرْنَ بالمِيناءِ ثمَّ خر عنه ... وقد لَجَّ مِن أَحْمالِهِنَّ شُجُونُ⁣(⁣٣)

  وقال نُصَيْب في المدِّ أَيْضاً:

  تَيَمَّمْنَ منها ذاهِباتٍ كأنَّه ... بدِجْلَة في المِيناءِ فُلْكٌ مُقَيَّرُ

  والمِينا: جَوْهَرُ الزُّجاجِ الذي يُعْمَل منه الزُّجاج؛ هكذا ذَكَرَه ابنُ وَلَّاد بالقَصْرِ، ويُكْتَب بالياءِ.

  وحكَى ابنُ برِّي عن القالِي قالَ: المِيناءُ جَوْهَرُ الزُّجاجِ، مَمْدودٌ لا غَيْر؛ قالَ: وأَمَّا ابنُ وَلَّاد فجعَلَه مَقْصوراً، وجَعَلَ مَرْفأَ السُّفُن مَمْدوداً قالَ: وهذا خِلافُ ما عليه الجماعَةُ.

  قُلْتُ: أوْرَدَه القالِي في بابِ ما جاءَ مِن المَمْدودِ على مِثالِ مِفْعال فذَكَر المِيناءَ لجَوْهَر الزُّجاج، وقالَ: هو مَمْدودٌ عن الفرَّاء، ثم قالَ. فأمَّا، مينا البَحْر فيُمَدُّ ويُقْصَر، وما نقلَهُ عن ابنِ وَلَّاد فصَحِيح، هكذا رأَيْته في كتابه، وفي التكْملةِ: المِينى جَوْهَر الزُّجاجِ يُكْتَبُ بالياءِ، قالَهُ العَسْكرِي، وهو ممَّا انْقَلَب على الفرَّاء حيث قال، إنَّه مَمْدودٌ.

  والوَنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: اللُّؤْلُؤَةُ، كالوَناةِ؛ عن أَبي عمرو.

  وقال ابنُ الأعرابي: سُمِّيت بذلكَ لثقبها فإنَّ ثقْبَها ممَّا يُضْعفُها.

  وحكَى القالِي عن ثعلب: الوَنِيُّ واحِدَتُه وَنِيَّةٌ وهي اللُّؤْلُؤَةُ.

  وَرَدَّ عليه الأزْهري فقالَ: واحِدَةُ الوَنَى وَناةٌ لا وَنِيَّةٌ.

  ويقالُ جَمْعُ وَنِيَّةٍ وَنِيٌّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعرابي لأَوْس بنِ حَجَر:


(١) البيت في الأساس وفيه: «... على حفاها» وعجزه:

قريح الدفتين على البطان

وصدره في اللسان والتهذيب وفيهما «... على وجاها».

(٢) في اللسان: «أزيرٌ في وزيرٍ» ونبه إليه مصحح المطبوعة المصرية.

(٣) اللسان برواية:

ثم جزعنه ... وقد لحّ من أحمالهن شحون