تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هتو]:

صفحة 326 - الجزء 20

  وقالَ المُفَضَّل: هاتِ وهاتِيا وهاتُوا: أَي قَرَّبُوا؛ ومنه قولهُ تعالى: {قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ}⁣(⁣١)، أَي قَرَّبُوا.

  والأَهْتاءُ: ساعاتُ اللّيْل؛ عن ابنِ الأعرابي.

  والهُتَيُّ، كسُمَيٍّ: بَلَدٌ، أَو ماءٌ، عن ياقوت.

  [هتو]: وهَتَوْتُه هَتْواً: أَهْملهُ الجَوْهرِي.

  وفي المُحْكم: أَي كَسَرْتُهُ وَطْأً برِجْلي؛ وتقدَّمَ في الهَمْزةِ: هَتَأَهُ بالعَصَى ضَرَبَه.

  وقال ابن القطّاع: هَتَوْتُ الشيءَ هَتْواً: كَسَرْتُه، ولم يُقَيِّده بالرِّجْل.

  وَهاتَى: أَعْطَى، وتَصْريفُه كتصريفِ عاطَى؛ وتقدَّمَ الاخْتِلافُ قريباً في أصالَةِ الهَمْزةِ أَو أنَّها مُنْقلبَةٌ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هاتَى: إذا أَخَذَ، وبه فُسِّر قولُ الرَّاجزِ:

  والله ما يُعْطِي وما يُهاتِي

  أَي وما يَأْخُذُ.

  [هثي]: ي الهَثَيانُ، محرَّكةً: أَهْملَهُ الجَوْهرِي.

  وقال كُراعٌ: هو الحَشْوُ؛ هكذا هو في النسخ بالشِّينِ مُعْجمة، والصَّوابُ الحَثْوُ، بالمُثَلَّثَةِ.

  وقد ذَكَرَ الأزْهري في ترْكِيبه قعبث: هِثْتُ له هَيْثاً إذا حَثَوْتَ له.

  وقال ابنُ القطَّاع: هاثَ له مِن المالِ هَيْثاً وهَيَثاناً: حَثَاله.

  فالظاهِرُ مِن سِياقِ عِبارَتهِ أَنَّ الهَثَيانَ مَقْلوبُ الهَيَثانِ، فتأمَّل ذلكَ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هَاثاهُ: إذا مازَحَهُ ومايَلَهُ؛ عن ابنِ الأعرابي.

  وهَثَى: إذا احْمَرَّ وَجْهُه؛ نقلَهُ؛ الأزْهري.

  [هجو]: وهَجاهُ هَجْواً وهِجاءً، ككِساءٍ: شَتَمَهُ بالشِّعْرِ وعَدَّدَ فيه مَعايِبَه؛ وهو مجازٌ.

  قال اللّيْثُ: هو الوَقِيعَةُ في الأشْعارِ؛ وأَنْشَدَ القالِي:

  وكلّ جراحةٍ توسّى فَتَبْرا ... ولا يبرا إذا جَرَحَ الهِجَاءُ

  وفي الحديثِ: «إنَّ فلاناً هَجانِي فاهْجُه اللهُمّ مَكانَ هَجَائي⁣(⁣٢)، أَي جازِ على هِجائِه إيَّايَ جَزاءَ هِجائِه؛ وهذا كقوله، جلَّ وعزَّ: {وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها}⁣(⁣٣).

  وفي حديثٍ آخر: «اللهُمَّ إنَّ عَمْرو بن العاصِ هَجَاني، وهو يَعْلَم أَنِّي لسْتُ بشاعِرٍ، فاهْجُه اللهُمَّ والْعَنْه عدَدَ ما هَجَاني».

  وقال الجَوْهرِي: هَجَوْتُه فهو مَهْجُوٌّ، ولا تَقْلُ هجَيْتُه.

  وهاجَيْتُه: هَجَوْتُه وهَجَاني.

  وبينَهم أُهْجِيَّةٌ وأُهْجُوَّةٌ، بالضَّمِّ فيهما، ومُهاجاةٌ يَتَهاجَوْنَ بها، أَي يَهْجُو بعضُهم بعضاً، والجَمْعُ الأَهاجي، وهو مجازٌ.

  والهِجاءُ، ككِساءٍ: تَقْطِيعُ اللَّفْظَةِ بحُرُوفِها؛ وقد هَجَّيْتُ الحُرُوفَ تَهْجِيةً، وتَهَجَّيْتُها بمعْنًى؛ ومنه حُرُوفُ التَّهَجِّي: لمَا يَتَرَكَّبُ منه الكَلامُ.

  ومِن المجازِ: هذا على هِجاءِ هذا: أَي على شَكْلِهِ، كذا في المُحْكم.

  وفي الأساس على قَدْره⁣(⁣٤) طُولاً وشَكْلاً.

  وهَجُوَ يَوْمُنا: كَسَرُوَ وكَرُمَ اشْتَدَّ حَرُّه، نقلَهُ ابنُ سِيدَه وابن القطَّاع وابنُ دُرَيْدٍ.

  والهَجاةُ: الضِّفْدَعُ، والمَعْروفُ الهاجَةُ.

  وأَهْجَيْتُ هذا الشِّعْرَ: وجَدْتُه هِجاءً.

  والمُهْتَجُونَ: المُهَاجُونَ.


(١) سورة البقرة، الآية ١١١.

(٢) في اللسان: مكان ما هجاني.

(٣) سورة الشورى، الآية ٤٠.

(٤) في الأساس: مقداره.