تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[را]:

صفحة 390 - الجزء 20

  وفي حديثِ المَهْدي: «قُرَشِيٌّ ليسَ مِن ذِي ولا ذُو»، أَي ليسَ مِن الأذْواءِ بل هو قُرَشِيٌّ النَّسَبِ.

  وقال ابنُ برِّي: ذاتُ الشيءِ: حَقِيقَتُه وخاصَّتُه.

  * قُلْت: ومِن هنا أَطْلَقُوه على جنابِ الحقِّ جلَّ وعزَّ؛ ومَنَعَه الأَكْثَرُونَ.

  وقال اللَّيْثُ: قولُهم: قَلَّتْ ذاتُ يَدِه، ذاتُ هنا اسْمٌ لمَا مَلَكَتْ يَداهُ كأنَّها تَقَعُ على الأَمْوالِ، وعَرَفَه مِن ذاتِ نَفْسِه يَعْنِي سَرِيرَتَه المُضْمَرة.

  وقولهُ تعالى: {بِذاتِ الصُّدُورِ}⁣(⁣١) أَي بحَقِيقَةِ القُلوبِ مِن المُضْمَراتِ؛ قالَهُ ابنُ الأنْبارِي.

  و {ذاتِ الشَّوْكَةِ}: الطائفَةُ؛ و {ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ}: أَي جهَةُ ذاتِ يَمِينٍ وشمالٍ.

  وقد يَضعُونَ ذاتَ مَنْزلَة التي.

  قال شَمِرٌ: قال الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضَّلَكُم الله به، والكَرَامَة ذاتُ أَكْرَمَكُم الله بها. قالَ: ويَرْفعُونَ التاءَ على كلِّ حالٍ؛ قال الفرَّاء: ومنهم مَنْ يُثَنَّي ذُو بمعْنَى الذي ويُجْمَعُ ويُؤَنَّثُ فيقولُ هذانِ ذَوا قالا؛ وهَؤُلاء ذَوُو قالوا ذلك، وهذه ذاتُ قالت ذلك؛ وأَنْشَدَ:

  جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ سَوابِقِ ... ذَواتُ يَنْهَضْنَ بغَيْرِ سائِق⁣(⁣٢)

  ومِن أَمْثالِهم: أَتى عليه ذُو أَتى على الناسِ، أَي الذي.

  وقد يكونُ ذُو وذوي صِلَةً أي زائِدَةً.

  قال الأَزْهرِي: سَمِعْتُ غَيْرَ واحِدٍ مِن العَرَبِ يقولُ: كنَّا بموْضِعِ كذا وكذا مع ذِي عَمْرو، وكان ذُو عَمْرو بالصَّمَّانِ، أَي كنَّا مع عَمْرٍو وكانَ عَمْرُو بالصَّمَّانِ، قالَ: وهو كثيرٌ في كَلامِ قَيْسٍ ومَنْ جاوَرَهم؛ ومنه قولُ الكُمَيْت الذي تقدَّمَ:

  إليْكُم ذَوِي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ

  قالوا: ذَوي هنا زائِدَةٌ. ومثْلُه قولُ الآخرِ:

  إذا ما كُنْتُ مِثْلَ ذَوَي عُوَيْفٍ ... ودِينارٍ فقامَ عليَّ ناعِي⁣(⁣٣)

  وذَوُو الأرْحام: لُغَةً كلُّ قَرابَةٍ، وشَرْعاً: كلُّ ذي قَرابَةٍ ليسَ بذِي سَهْم ولا عصبَةٍ.

  ووضَعَتِ المرأَةْ ذاتَ بَطْنِها إذا وَلَدَتْ؛ ويقالُ: نَثَرَتْ له ذَا بَطْنِها.

  والذئْبُ مَغْبُوطٌ بذِي بَطْنِه؛ أَي بجَعْوِهِ.

  وأَلْقَى الرَّجُلُ: ذَا بَطْنِه: أَي أَحْدَثَ.

  وأَتَيْنا ذَا يمِينٍ⁣(⁣٤): أَي أَتَيْنا اليَمِينَ.

  وذاتُ الرِّئَةِ وذاتُ الجنبِ: مَرَضانِ مَشْهورانِ، أَعاذَنا الله منهما.

  وقد تُطْلَقُ الذاتُ على الطَّاعَةِ والسَّبيلِ؛ كما قالَهُ السَّبكي والكِرْماني؛ وبهما فَسَّرا قولَ خبيبٍ الذي أَنْشَدَه البُخارِي في صحيحه:

  وذلكَ في ذاتِ الإلهِ وإن يَشَأْ ... يُبارِك على أَوْصالِ شلْوٍ مُمَزَّع

  وذات: الاسْمُ.

  وذاتُ ميلٍ: قَرْيتانِ بشرقيَّةِ مِصْر.

  وذات الساحِلِ وذوات الكوْمِ بالجِيزَةِ.

  وذات الصَّفا: بالفَيُّوم.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه.

  [را]: الراءُ: حَرْفٌ مِن حُروفِ المُعْجم تُمَدُّ وتُقْصَرُ.

  ورَيَّيْتُ راءً حَسَنَةً وحَسَناً: كَتَبْتُها؛ والجَمْعُ أَرْواءٌ ورَاآتٌ.

  وقصِيدَةٌ رَوِيُّها الرَّاء؛ ويقالُ: الرَّاويةُ، ويقالُ الرَّئِيّةُ.

  ومِن أمْثالِ العامة: الرَّاءُ حِمارُ الشُّعراءِ إشارَةً إلى سعَةِ وُقُوعِها في كَلامِ العَرَبِ.


(١) سورة المائدة، الآية ٨ وسورة آل عمران ١١٩ و ١٥٤ الأنفال ٤٣.

(٢) اللسان بدون نسبة، والتهذيب «ذو» ١٥/ ٤٤.

(٣) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٤) في التهذيب والأساس: ذا يمن، أي أتينا اليمن.