تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[واو]

صفحة 422 - الجزء 20

  فإذا وذلِكَ يا كُبَيْشةُ لمْ يَكُنْ ... إلَّا كَلَمَّةِ حالِمٍ بخَيالِ

  كأنَّه قال: فإذا ذلكَ لم يَكُنْ، وقالَ آخَرُ، وهو زُهيرٌ:

  قِفْ بالدِّيارِ التي لم يَعْفُها القِدَمُ ... بَلَى وغَيَّرَها الأَرْواحُ والدِّيَمُ⁣(⁣١)

  يُريدُ: بَلَى غَيَّرَها؛ كذا في الصِّحاح قال ابنُ برِّي: وقد ذَكَرَ بعضُ أَهْل العِلْم أنَّ الواوَ زائِدَةٌ في قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا}⁣(⁣٢)، لأنَّه جوابُ لمَّا في قوله: {فَلَمّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ}⁣(⁣٣) {الْجُبِّ}.

  التَّاسِعُ: واوُ الثَّمانِيَةِ: يقالُ ستَّةٌ سَبْعةٌ وثمانِيَةٌ، ومنه قوله تعالى: سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ⁣(⁣٤)، وقوله تعالى: {ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً}⁣(⁣٥)، وقوله تعالى: {وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣(⁣٦) قال السَّهيلي في الرَّوْضِ: واوُ الثمانِيَةِ في قوله تعالى: {سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} تدلُّ على تَصْدِيقِ القائِلِينَ بأنَّهم سَبْعةٌ لأنَّها عاطِفَةٌ على كَلامٍ مُضْمَرٍ تَقْديرُه نَعَم وثامِنُهُم كَلْبُهُم، وذلكَ أنَّ قائِلاً لو قالَ: إنَّ زَيْداً شاعِرٌ فقُلْت له: فَقِيهٌ، كُنْت قد صدَّقْته كأنَّك قُلْت: نَعَم هو كَذلكَ وفَقِيهٌ أَيْضاً؛ وكذا الحديثُ: «أَيتوضَّأُ بمَا أَفْضَلَتِ الحُمُر؟ قالَ. وبما أَفْضَلَتِ السِّباعُ»؛ يريدُ نَعَم وبَما أَفْضَلَت السِّباعُ؛ خَرَّجَه الدَّارْقطْني؛ قالَ: وقد أَبْطَل واوَ الثمانِيَةِ هذه ابنُ هِشامٍ وغيرُهُ مِن المُحقِّقين وقالوا: لا مَعْنى له وبَحثُوا في أَمْثِلتِه وقالوا إنَّها مُتناقِضَةٌ.

  العاشِرُ: واوُ ضميرِ الذُّكُورِ نحوُ قولهم: الرِّجالُ قامُوا ويَقُومُونَ وقُومُوا أَيّها الرِّجال، وهو اسْمٌ عنْدَ الأكْثرينَ، وقالَ الأخْفَشُ والمازِنيُّ؛ هو حَرْفٌ.

  الحادِي عَشَرَ: واوُ عَلامةِ المُذَكَّرِينَ في لُغَةِ طيِّئٍ أَو أَزْدِشَنُوءَةَ أَو بَلْحَرثِ على اخْتِلافٍ في ذلكَ؛ ومنه الحديثُ: «يتعاقَبُونَ فيكُمْ ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ».

  الثاني عَشَرَ: واوُ الإنْكارِ نحوُ: الرَّجُلُوهُ⁣(⁣٧) بعدَ قَوْلِ القائِلِ: قامَ الرجلُ، فقوله: الرَّجُلُوهْ هو قَوْلُ المُنْكِر يَمدُّه بالواوِ والهاءِ للوَقْفَة؛ ومنه كَذلكَ: الحَسَنُوهْ وعَمْرُوه، وتُسَمَّى أَيْضاً واوُ الإسْتِنْكار.

  الثَّالثُ عَشَرَ: الواوُ المُبْدلَةُ مِن هَمْزةِ الاسْتِفْهامِ المَضْمومُ ما قَبْلَها كقِراءَةِ قُنْبُلٍ⁣(⁣٨): {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} وأَمِنْتُمْ⁣(⁣٩)، وكَذلكَ: قال فِرْعَوْنُ وآمَنْتُمْ⁣(⁣١٠).

  الرابعُ عَشَرَ: واوُ التَّذْكِيرِ⁣(⁣١١)، كذا في النسخِ، والصَّوابُ التَّذكّر، ففي التّكْملةِ: وتكونُ للتَّعايي والتَّذَكّر كقولِكَ: هذا عَمْرُو فتَسْتَمِدُّ ثم تقولُ مَنْطَلِقٌ؛ وكَذلكَ الألِفُ والياءُ قد تكونانِ للتَّذَكّر، انتَهَى.

  الخامسُ عَشَرَ: واوُ الصِّلَةِ والقَوافِي، كقوله:

  قِفْ بالدِّيار التي لم يَعْفُها القِدَمُو

  فوُصِلَتْ ضمَّةُ الميم بواوٍ ثَمَّ بها وَزْنُ البَيْتِ.

  السَّادسُ عَشَرَ: واوُ الإشْباعِ

  كالبُرْقُوع والمُعْلُوقِ، والعربُ تَصِلُ الضمَّةَ بالواوِ. وحَكَى الفرَّاءُ: أُنْظُور في مَوْضِعِ أَنْظُر؛ وأنْشَدَ:

  مِن حَيْثُ ما سَلَكُوا أَدْنُو فأَنْظُورُ⁣(⁣١٢)

  وقد ذُكِرَ في الرَاءِ، وأنْشَدَ أَيْضاً:

  لَوْ أنَّ عَمْراً هُمَّ أن يَرْقُودا ... فانْهَضْ فشُدَّ المِئْزَرَ المَعْقُودا⁣(⁣١٣)


(١) ديوانه ط بيروت ص ٩٠ واللسان والصحاح.

(٢) سورة يوسف، الآية ١٥.

(٣) سورة يوسف، الآية ١٥.

(٤) سورة الكهف، الآية ٢٢.

(٥) سورة التحريم، الآية ٥.

(٦) سورة التوبة، الآية ١١٢.

(٧) في القاموس: أَالرَّجُلُوهْ.

(٨) هو محمد بن عبد الرحمن، أبو عمر المكي، قارئ.

(٩) سورة الملك، الآية ١٥ و ١٦ والقراءة: {أَأَمِنْتُمْ}.

(١٠) سورة الأعراف، الآية ١٢٣ والقراءة: {آمَنْتُمْ}.

(١١) في مغني اللبيب: التذكر.

(١٢) اللسان وصدره:

وأنني حيثما يثني الهوى بصري

والشاهد ٦٨٢ من شواهد المغني ولم ينسبوه.

(١٣) اللسان بدون نسبة والأول في التكملة.