تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هيا]:

صفحة 434 - الجزء 20

  قال الأزْهري: سَمِعْتُ جماعَةً مِن قيسٍ يقولون: اذْهَبْ هَهَنَّا بفَتْح الهاءِ، ولم أَسْمَعها بالكسْرِ مِن أحدٍ.

  ويقالُ أَيْضاً: مِن هِنا، بكسْرُ الهاءِ، وقد تُبْدَلُ أَلفُ هنا هاءً؛ أَنْشَدَ ابنُ جنيِّ:

  قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ ... مِنْ هَهُنا ومِن هُنَهْ⁣(⁣١)

  وقولُ الشاعرِ، هو شبيلُ بنُ جعيلٍ التَّغْلبيُّ، أَنْشَدَه الجَوْهرِي:

  حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ ... وبَدا الذي كانتْ نَوارُ أَجَنَّتِ⁣(⁣٢)

  يقولُ: ليسَ ذَا مَوْضِعَ حَنِينٍ.

  قال ابنُ برِّي: الشِّعْرُ لحجلِ بنِ نَضْلَةَ وكانَ سَبَى النَّوارَ بنْتَ عَمْروِ بنِ كُلْثُوم؛ وقولُ الرَّاعي:

  أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ ... نَعَمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ⁣(⁣٣)

  يَعْني ليسَ الأَمْرُ حيثُ ما ذَهَبَتْ.

  قال الفرَّاء: ومِن أَمْثالِهم:

  وهَنَّا وهَنَّا عن جِمالِ وَعْوَعَهْ

  كما تقولُ: كلُّ شيءٍ ولا وَجَع الرأْسِ، وكلُّ شيءٍ ولا سَيْفَ فَراشةَ؛ ومَعْنى هذا الكَلامِ إذا سَلِمْتُ وسَلِمَ فلانٌ فلم أَكْتَرِثْ لغيرِه.

  ويَوْمُ هُنَا، بالضم مَقْصوراً: اليَوْمَ الأوَّل، وبه فَسَّر المهلبي وابنُ برِّي قولَ الشاعرِ:

  إنَّ ابنَ غاضِبَةَ المَقْتُولَ يَوْمَ هُنا ... خَلَّى عليَّ فِجاجاً كانَ يَحْمِيها⁣(⁣٤)

  وتقدَّمَ شيءٌ مِن ذلك في المُعْتل.

  [هيا]: هَيَا: من حُروفِ النِّداءِ أَصْلُه أَيَا، مِثْلُ هَراقَ وأَراقَ؛ قال الشاعرُ:

  فأَصاخَ يَرْجُو أَن يكونَ حَيّاً ... ويقولُ من طَرَبٍ هَيا رَيَّا⁣(⁣٥)

  وقال آخرُ:

  هَيا أُمَّ عَمْرٍو وهَلْ ليَ اليَوْم عِنْدَكمْ ... بغَيْبَةِ أَنْصارِ الوُشاةِ رَسُولُ؟

  قال الزَّمَخْشري في المُفَصَّل: يَا وأَيَا وهَيا لنِداءِ البَعِيدِ أَو لمَنْ هو بمنْزِلَةِ البَعِيدِ مِن نائِمٍ أَو ساهٍ، فإذا نُودِي بها من عَدّاهُم فللحِرْصِ على إقْبالِ المَدْعُو عليه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هِيَّاكَ أن تَفْعَلَ كذا: لُغَةٌ في إيَّاك؛ وقد ذُكِرَ في محلَّه.

  [ياء]: الياءُ: حرفُ هِجاءٍ من المَهْموسَةِ وهي التي بينَ الشَّديدةِ والرِّخْوةِ؛ قولُه: مِن المَهْموسَةِ سَهْوٌ مِن قَلَم النَّاسخِ نَبَّه عليه غالب المحشين؛ ولكنْ هكذا وُجِدَ في التكملةِ.

  ثم قالَ: ومِن المُنْفَتِحةِ ومِن المُنْخَفِضَةِ ومِن المُصْمَتَةِ، قالَ: وقد ذَكَرَ الجَوْهرِي المَهْموسَة، وذَكَرْت بَقِيّتَها في مواضِعِها.

  وفي البصائِرِ للمصنِّفِ: الياءُ حَرفُ هِجاءٍ شَجَريّ مَخْرجُه مِن مفْتَتَحِ الفمِ جِوَار مَخْرجِ الصَّادِ، والنِّسْبَةُ إليه يائِيٌّ وياوِيٌّ ويَوِيٌّ.

  يقالُ: يَيّت⁣(⁣٦) ياءً حَسَنَةً وحَسْناءَ: أي كَتَبْتُها.

  وفي البصائِرِ للمصنِّفِ: الفِعْلُ منه يابَيْتُ، والأصْلُ يَيَّيْتُ اجْتَمَعَتْ أَرْبعُ يَاءَاتٍ مُتَوالِيَة قَلَبُوا الياءَيْن المُتَوسِّطَتَيْن أَلَفاً وهَمْزةً طَلَباً للتَّخْفيفِ.


(١) اللسان.

(٢) اللسان والتهذيب والأول في الصحاح.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٣٤ وانظر تخريجه فيه، واللسان وعجزه في الصحاح والتهذيب (هنأ ٦/ ٤٣٤).

(٤) اللسان والتكملة بدون نسبة، وفيهما «إن ابن عاتكة».

(٥) اللسان والأول في الصحاح.

(٦) في القاموس: «يَيَّيْتُ».