[أفت]:
  [أفت]: الأَفْتُ، بالفَتْحِ ذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَك، قاله شيخُنَا: الناقَةُ التي عندَهَا من الصَّبْر والبَقَاء ما لَيْسَ عند غَيْرِهَا، قاله ابْنُ الأَعْرَابيّ وابْنُ أَحمَر. والأَفْتُ: السَّريعُ الَّذي يَغْلِبُ الإِبِلَ على السَّيْرِ، عن ثعلب، وكذلك الأُنثى، وأَنشد لِابْنِ أَحمرَ:
  كأَنّي لَمْ أَقلْ عاجٍ لِأَفْتٍ ... تُرَاوِحُ بعْدَ هِزَّتِهَا الرَّسِيمَا
  والأَفْت: الكَرِيم، قاله أَبو عَمْرٍو، كذا في نسخة قُرِئَت على شَمِر، وقَيِّد غيرُه: مِنَ الإِبِلِ، وكذلك الأُنْثَى ويُكْسَر، كذا في نسخة من التهذيب، وأنشد للعَجّاج:
  إذا بنات الأَرْحَبِيّ الأَفْتِ(١)
  والأَفْتُ، بالفَتْح: الدّاهِيَةُ، والعَجَبُ. وَحَيٌّ مِن هُذَيْلٍ. والإفْتُ، بالكَسْرِ: لُغَةٌ في الإِفْكِ، ويقَال: أَفَتَه عَنْه، كأَفَكَه، إذا صَرَفَه.
  [أقت]: الأَقْتُ، بالقاف لغةٌ في الوقْت، كذا صَحَّحَه جماعة، أَو إِبدالٌ، أَو لحْن، والتَّأْقِيت كالتَّوْقِيتِ: تَحْدِيد الأوْقَاتِ. وهو مُؤَقَّت، من ذلك.
  [ألت]: أَلَتَه مالَه، وحَقَّهُ، يَأْلِتُه، أَلْتاً، من حَدِّ ضَرَب: نَقَصَهُ، وفي التَّنزِيل: {وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}(٢) قال الفَرّاءُ: الأَلْت: النقص. كآلَتَهُ إيلاتاً، مثل أَكرَمَ إكراماً، وَأَلأَتَهُ إِلْآتاً رباعيّا، مثلُه، غير أنّه مهموز العين، وهكذا ضُبِط في نسختنا، وصوّب عليه، وضبطه شيخُنا من باب المُفَاعَلَة، ومصدرُه إلاتٌ، بغير ياءٍ، كقِتال، واستشهد من شواهدِ المُطوَّل نظيرَه في قوله:
  لهمْ إِلْفٌ وليْسَ لكُمْ(٣) إِلافُ
  قُلت: ويشْهَدُ له أَيضاً ما في لسان العرب: أَلَتَه يَأْلِتُه أَلْتاً، وأَلاتَهُ(٤) أي: فهو مصدرُ أَلاتَهُ، يُليتُهُ. وأَلَتَهُ عن وجْهِه: حَبَسَهُ وَصَرَفَهُ، كلَاتَهُ يَلِيتُهُ، وهما لُغَتَانِ، حكاهما اليَزِيديُّ عن أَبي عَمْرُو بْنِ العَلاءِ. ولاتَهُ أَيضاً: نَقَصَهُ؛ قال الفَرّاءُ: وفي الآيةِ لُغَةٌ أُخْرَى: وما لِتْنَاهُم، بالكسر؛ وأَنشد في الأَلْتِ:
  أَبْلِغْ بَني ثُعَلٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً ... جهْدَ الرِّسَالَةِ لا أَلْتاً ولا كَذِبَا
  يقول: لا نقصانَ ولا زيادةَ. وفي لسان العرب: وفي حديث عبدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ، يومَ الشُّورَى: «ولا تَغْمِدُوا سُيُوفَكُمْ عن أَعدائكم، فَتُولِتُوا أَعْمَالَكم»(٥) قال القُتَيْبِيُّ: أَي تَنْقُصُوها، يُرِيدُ أَنّه كانت لَهُم أَعمالٌ في الجِهاد مع رسول الله، ÷، فإذا هم تَرَكُوها، وأَغْمَدُوا سُيُوفَهم، واخْتَلَفوا، نَقَصُوا أَعمالَهُم. يقال: لَاتَ يَلِيت، وأَلَتَ يَألِت، وبِهما نَزَلَ القرآنُ، قال: ولم أَسمَعْ أَوْلَتَ يُولِتُ، إلّا في هذا الحديث قال: {وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ} يجوز أَن يكون من: أَلَتَ، ومن: أَلاتَ، قال: ويكون أَلاتَهُ يُليِته: إذا صَرَفَهُ عن الشّيْءِ. قال شيخنا: وقد استعملوه لازماً، قالوا: أَلت الشَّيْءُ، كضَرَبَ: إذا نَقَصَ، كما في المِصْباحِ وغيرِه، وزاد بعضهم لغَةً أُخْرى، وهي أنّه يُقَال: أَلِت، كفَرِحَ، ويدُلُّ له قِراءَة ابْنِ كَثِيرٍ: وما أَلِتْنَاهُمْ، في الطور، بكسر اللام، حكاه ابْن جِنِّي، وأَغْفَلَه المصنِّفُ وغيرُه. قلت: ولعلَّها هي اللُّغَة التي نقلها القُتَيْبِيُّ، ونقلَ عنه ابْنُ مُكَرَّمٍ، وإنَّما تَصَحَّف على شيخنا، فلْيُراجَعْ في محلّه. والأَلْتُ: الحَلِفُ، ورُويَ عن الأَصمعيّ أَنَّه قال: أَلَتَه يَمِيناً، يَأْلِته، أَلْتاً: إذا حَلَّفَهُ، وفي الصّحاحِ: أَحْلَفَهُ. وقال غيرُهُ: ألَتهُ باليَمِين(٦)، أَلْتاً: شدَّدَ عليه، ورُويَ عن عُمَرَ، ¥: «أنَّ رَجُلاً قال له: اتَّقِ الله، يا أَمِيرَ المؤْمِنِين، فسَمِعَهَا رجلٌ، فقال: أَتألِت على أميرِ المؤمنين؟ فقال عمَرُ: دَعْه»، الحديث. قال ابْن الأَعْرَابيّ: معنَى قولِهِ: أَتَأْلِته؟ أَتَحُطُّه بذلك؟ أَتَضَع منه؟ أَتُنَقِّصُهُ؟ قال أَبو
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «بقيته كما في التكملة:
قاربن أقصى غوله بالمتِّ
(٢) سورة الطور الآية ٢١.
(٣) عن اللسان (الف) وفي الأصل «لهم».
(٤) عن اللسان، وبالأصل «ألاتة».
(٥) بالأصل «فيولتوا أعمالكم» وما أثبتناه عن اللسان. وفي النهاية «فتؤلتوا» وبهامش المطبوعة المصرية: قوله فيولتوا أعمالكم، عبارة التكملة: ولا تغمدوا سيوفكم عن أعدائكم فتوتروا ثأركم وتولتوا أعمالكم. يروى بالهمز وتركه». (٦) اللسان: بيمين.