تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جوت]:

صفحة 33 - الجزء 3

  مُحَمَّدِ بنِ مخلد الجَلَخْتِيُّ⁣(⁣١) الواسطيُّ من مشاهير المُحَدِّثِينَ، وكذا ابنُه نَصْرُ اللهِ بنُ محمَّد.

  [جوت]: جَوْتَ جَوْتِ جَوْتُ، مُثَلَّثَةَ الآخِرِ مَبْنِيَّةً، الفتحُ لُغَةٌ مشهورة، والكسر عن أَبي عَمْرٍو، والضَّمُّ عن الفَرّاءِ: دُعاءٌ للإِبِلِ إِلى الماءِ. فإِذا أَدخَلُوا عليه الأَلفَ واللَّامَ، تركُوه على حاله قبلَ دُخُولِهما؛ قال الشّاعر، أَنشده الكِسائيّ:

  دَعَاهُنَّ رِدْفِي فارْعَوَيْنَ لصَوْتِهِ ... كما رُعْتَ بالجَوْتَ الظِّمَاءَ الصَّوَادِيا⁣(⁣٢)

  نَصَبَه مع الأَلف واللَّام، على الحِكَايَة، كذا في الصّحاح. وكان أَبو عَمْرٍو يكسر التّاءَ من قوله بالجَوْتِ، ويقول: إِذا أَدْخلت عليه الأَلفَ واللّام ذَهَبَتْ منه الحِكَايَة. والأَوّل قولُ الفَرّاءِ والكسائِيّ. وكان أَبو الهَيْثَمِ يُنْكِرُ النَّصْبَ، ويقول: إِذا أُدخل عليه الأَلف واللّام، أُعْرِبَ، ويُنْشِدُه: كما رُعْتَ بالجَوْتِ. وقال أَبو عُبَيْدٍ: قال الكسائيُّ أَراد به الحكاية مع اللام. قال أَبو الحسن: والصَّحيح أَنّ اللَّامَ هنا، زائدةٌ، كزيادتها في قوله:

  ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عن بَنَاتِ الأَوْبَرِ

  فبَقِيَتْ على بنائها. ورواه يعقوبُ: كما رُعْتَ بالجَوْت⁣(⁣٣). والقول فيها كالقَوْل في جَوْت.

  وَقَدْ جَاوَتَهَا، قال الشاعر:

  جَاوَتَهَا فهاجَها جُوَاتُهُ

  وقال بعضهم: جايَتَهَا، وأَنشد قولَ الشّاعر: «جايَتَها»، وسيأْتي زيادة تحقيق في التي تليها أَو جَوْت جَوْت: زَجْرٌ لَها.

  والاسمُ منه الجُوَاتُ، كغُرابٍ.

  وإِسْحَاقُ بنُ إِبراهيمَ بنِ جُوتَى، كطُوبَى: مُحَدِّثٌ صَنْعَانِيّ، عن عبد المَلِك بنِ عبد الرّحْمن الذَّماريّ، وسَعِيدِ بن سالِم القَدّاح، وعنه أَبو زيدٍ محمّد بنُ أَحمدَ بنِ إِبراهِيمَ، وعليّ بن بِشْرٍ المقارِيضيّ، ووَلَدُهُ محمّد بن إِسحاقَ بنِ إِبراهيمَ، شيخٌ للطَّبَرَانيّ.

  [جيت]: جِيتُ، بالكَسْرِ: حِصْنٌ من أَعْمَالِ نابُلُسَ، وهو غير جيب بالمُوَحَّدَة الّذي من أَعمال بيت المَقْدِس، من فُتُوحات السُّلْطانِ صَلاحِ الدِّين، ¦، وقد تقدَّم، أَو أَنَّ أَحدَهُمَا مُصَحَّف عن الآخرِ.

  وجايَتَ الإِبِلَ: قال لها جَوْت جَوْت، وهو دُعاؤُه إِيّاها إلى الماءِ، قال: جايَتَها فهَاجَها جُوَاتَهُ هكذا رواه ابنُ الأَعْرَابيّ. وهذا إِنَّمَا هو على المُعَاقَبَة، أَصلُهَا جاوَتَها، لأَنّه فاعَلَهَا من جَوْتِ جَوْتِ، وطَلَبَ الخِفَّةَ فقلَبَ الواوَ ياءً. أَلا تراه رجَعَ في قوله: جُواتُه، إلى الأَصل الّذي هو الواو، وقد يكونُ شاذّاً، نادِراً. كذا في لسان العرب في ج وت. وزاد في ج ي ت بعد ما ذكر روايةَ ابنِ الأَعْرَابيّ: وهذا يُبْطِلُه التَّصريفُ، لأَنَّ جايَتَهَا من الياءِ.

  وجَوْتِ جَوْتِ من الواو. اللهُمَّ إِلّا أَن يكُونَ مُعَاقَبَةً حِجازِيَّة، كقولهم: الصُّياعُ في الصُّوَاعِ، والميَاثِقُ في المَوَاثِقِ. أَو تكون لفظةٌ على حِدَةٍ، والصَّحيحُ: جاوَتَهَا. وهكذا رواه غيرُ واحد⁣(⁣٤).

فصل الحاء المهملة مع المُثَنَّاة الفوقية

  [حبت]: حَبْتَةُ بِنْتُ الحُبابِ: أَهمله الجوهريُّ، وهي في نَسَبِ الأَنصارِ.

  وحَبْتَةُ بِنْتُ مالِكِ بْنِ عَمْرو بنِ عَوْف: صَحابِيَّة، من نَسْلِها الإِمامُ أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بنُ إِبراهيم بنِ حَبِيبٍ.

  وقيل: خُنَيْس بن سَعْد بن حَبْتَةَ، أَخو النُّعْمانِ بنِ سَعْد.

  وحَبْتَة أُمُّهم، فهم حَبْتِيُّون. وهو القاضي، أَوّلُ مَنْ سُمِّيَ قاضِيَ القُضاة⁣(⁣٥)، ولّاه الهادي ثم الرَّشيدُ، وبه انتشر مذهبُ الإمام أَبي حنيفة، ¥، رَوَى عن يَحْيَى بنِ سَعيدٍ الأَنصارِيّ والأَعْمَش وأَبي إِسحاقَ الشَّيْبَانيّ، وعنه مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن وغيرُه، وُلِد سنة ١١٣ وتُوُفِّيَ سنة ١٨٢ ببَغْداد⁣(⁣٦).


(١) قال ابن الأثير: هذه النسبة إلى الجَلَخْت. جدّ.

(٢) اللسان، وفي الصحاح والتهذيب عجزه. وفي المطبوعة الكويتية ورد: في الصحاح صدره خطأ.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «بالحوت». (٥) كان يقال له قاضي قضاة الدنيا لأنه كان يستنيب في سائر الأقاليم التي يحكم فيها الخليفة.

(٤) في اللسان: رواه القزاز، والنص منقول عنه. (٦) في البداية والنهاية: مات عن سبع وستين سنة. وقد اتفقوا على أن وفاته كانت في هذه السنة، فعليه لا تصح سنة ولادته.