تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حرت]:

صفحة 38 - الجزء 3

  [حذرقت]: ما يَمْلِكُ حَذْرَقُوتاً هكذا بالقَاف عندَنَا في النُّسْخَة⁣(⁣١)، وفي غيرهَا من الأُمَّهَات بالفَاءِ: أَي شَيْئاً. وفي التَّهْذِيب: أَي قِسْطاً، كما يُقَال: فلانٌ لا يَمْلِكُ إلَّا قُلَامةَ ظُفْر.

  [حرت]: الحَرْتُ: الدَّلْكُ الشَّديدُ حَرَتَ الشَّيْءَ، يَحْرُتُهُ، حَرْتاً.

  والحَرْتُ: القَطْعُ المُسْتَدِيرُ، كالفَلْكَة ونَحْوِها. قال الأَزهريّ: لا أَعرف ما قال اللَّيْثُ في الحَرْت: إِنّه قَطْعُ الشَّيْءِ مُستدِيراً، قال: وأَظُنُّه تصحيفاً، والصَّوابُ خَرَتَ الشّيْءَ يَخْرُتُهُ، بالخاءِ، لأنّ الخُرْتَةَ هي⁣(⁣٢) الثَّقْب المستديرُ، كما سيأتي. والحَرْتُ: صَوْتُ قَضْمِ الدَّابَّةِ العَلَفَ ونَحْوَهُ، نقله الصّاغانيّ.

  والمَحْرُوتُ: أَصْلُ الأَنْجُذَانِ، وهو نباتٌ كما يأْتي في نجذ، واحدتُه مَحْرُوتَةٌ، وقَلّما يكونُ مفعولٌ اسماً، إِنما بابُه أَن يكون صِفَةً كالمضروب والمشؤوم، أَو مصدراً كالمعقول والميْسور. وعن ابن شُمَيْل: المَحْرُوت: شَجَرَةٌ بيضاءُ، تُجْعَلُ في المِلْح، لا تُخَالِطُ شَيْئاً إلّا غَلَبَ رِيحُهَا عليه، وتَنْبُت⁣(⁣٣) في البادية، وهي ذَكِيَّةُ الرِّيح جِدًّا، والواحدة مَحروتةٌ. والحُرْتَةُ، بالضَّمِّ، عن أَبي عَمْرٍو: أَخْذُ لَذْعَةِ الخَرْدلِ إِذا أَخَذَ بالأنْفِ، والثّابتُ في رِوايته بالخاءِ.

  وفي الصِّحاح: رجلٌ حُرَتَةٌ، كهُمَزَةٍ، وهو الأَكُولُ⁣(⁣٤). وعن ابن الأَعرابيّ: حَرِتَ الرَّجُلُ، كسَمِعَ: إِذا ساءَ خُلُقُه.

  والحَرَاتُ، كسَحَاب: صَوْتُ الْتِهابِ النّارِ، نقله الصّاغانيُّ.

  وحَوْرِيتُ: ع، ولا نَظِيرَ لَهَا سوى صَوْلِيت، ذكرهما أَبو حَيّان في شرح التَّسْهيل، وابنُ عُصْفُور في المُمْتِع، ولم يفسّراهما، واتّفقا على أَنّ وَزْنَهما فَعْلِيت، وبحث ابْنُ عُصفور أَنّ أَصلهما الكسرُ فخُفِّف، وردَّه أَبو حيّان بأَنّه لم يُسْمَع كسرُهما حتّى يُدَّعَى التّخفيف. واقتصر في الإرشاد على ذكر صَوْليت، قاله شيخنا وصريحُ كلامهما أَنّ التّاءَ زائدة؛ لأَنّهما⁣(⁣٥) وزَنَاهُما بفَعْلِيت، وكلام المصنِّف مصرّح بأَنّ التّاءَ من أُصول الكلمة، فافْهَمْ.

  [حفت]: حَفَتَهُ الله، حَفْتاً: أَهْلَكَهُ، ودَقَّ عُنُقَه. والشَّيْءَ حَفَتَهُ: دَقَّهُ، قال الأَزهريُّ: لم أَسمع حَفَتَهُ، بمعنى دقَّ عُنُقَهُ، لِغَيْر اللَّيْث، قال: والّذي سَمعناه: عَفَتَهُ ولَفَتَهُ، إِذا لَوَى عُنُقَه وكَسَره، فإِنّ جاءَ عن العرب حَفَتَهُ بمعنى عَفَتَهُ، فهو صحيحٌ⁣(⁣٦)، ويُشبه أَن يكونَ صحيحاً لتعاقُبِ الحاءِ والعين في حروف كثيرة. وفي الصّحاح: الحفْتُ: الدَّقُّ. وفي غيره: الحفْتُ: الهَلاكُ. ومن سَجَعَات الأَساس: ويُقَالُ لمن انتَفَخَت أَوْدَاجُه غَضَباً: احْرَنْفَشَ حُفّاتُهُ⁣(⁣٧).

  والحَفِتُ، ككَتِفٍ: لغة في الحَفِت⁣(⁣٨). والحَفَيْتَأُ، بالفَتْح، مهموزٌ، مقصورٌ: الرّجل القصير مع السَّمَن، كذا نُقل عن الأَصْمَعِيّ، ومثلُه حَفَيْسَأُ: وأَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:

  لا تَجْعَلِيني وعُقَيْلاً عِدْلَيْن ... حَفَيْتأَ الشَّخْصِ قَصِيرَ الرِّجْلَيْن

  وَرَجُلٌ حَفْيَتَأُ، وحَفَيْتَى: قصيرٌ لئيمُ الخِلْقة، وقيل. ضَخْمٌ. وقد مرّ ذكرُه والإِشارة إِليه في باب الهَمْزِ كذا قاله، ولم يَذْكُرهُ هُنَاك، فهو إِحالةٌ غير صحيحة.

  [حلت]: الحَلِيتُ: الجَلِيدُ والصَّقِيعُ، بلُغَةِ طَيِّئً. والحَلِيتُ: البَرْدُ بفتح فسكون، ورُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ، قال: يَوْمٌ ذُو حَلِيتٍ: إِذا كانَ شديدَ البَرْد، والأَزِيزُ مِثْلُه. والحِلِّيتُ، كَسِكِّيتٍ: صَمْغُ الأَنْجُذانِ، كالحِلْتِيتِ. وهو


(١) وفي القاموس: بالفاء، ومثله في اللسان.

(٢) عن التهذيب، وبالأصل «هو». (٦) زيد في التهذيب: والّا فهو مريب.

(٣) عن التهذيب، وفي الأصل: يجعل. يخالط ... ينبت». (٧) الأساس (حفث): حفاثة.

(٤) في الصحاح: كثير الأكل.

(٥) بالأصل «لانهم» وبهامش المطبوعة المصرية: «لعل الظاهر لأنهما وزناهما». (٨) في اللسان: لغة في الفحث. وبهامش المطبوعة الكويتية «وجاءت في القاموس المطبوع «والحفت ككتف الحفت» هكذا بتكرار اللفظ» وما بأيدينا من نسخ القاموس: الحفث بالثاء. ولعل النسخة التي اعتمدها محقق النسخة الكويتية وردت فيها بالتاء.