تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة مع المثناة الفوقية

صفحة 37 - الجزء 3

  يقالُ شَجَرَةٌ مِحْتَاتٌ: أَي مِنْثَارٌ.

  وتَحاتَّ الشَّيْءُ: تَنَاثَرَ. وتحاتَّتْ أَسنانُهُ: تَنَاثَرَتْ.

  والحتَات، كسَحَاب: الجَلَبَة، محرَّكَةً، نقله الصّاغانيُّ عن الفَرّاءِ.

  وكغُرَاب: قَطِيعَةٌ بالبَصْرَةِ، نقله الصّاغانيُّ.

  والحِتَاتُ، بالكسر⁣(⁣١): من أَعراضِ المدينة.

  والحُتَاتُ بْنُ عَمْرٍو الأَنصاريُّ أَخُو أَبِي اليُسْرِ كَعْبِ بن عَمْرٍو، مات في حياة رسولِ الله، ÷، وقد أَسلم. أَو هو الحُبَاب بباءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ، وهو الّذِي صحَّحه جماعةٌ، وصرَّح ابنُ المَدِينِيّ بأَنه المشهور.

  وأَما قولُ الفَرَزْدَقِ: فإِنَّكَ واجِدٌ دُونِي صَعُوداً جَرَاثِيمَ الأَقارعِ والحُتَاتِ فيعني به الحُتَاتَ بْنَ يزيدَ⁣(⁣٢)، لا ابْنَ زَيْدٍ المُجَاشِعيّ، وحُتَاتٌ: لَقَبٌ، واسمُه بِشْرٌ، ذكر ابْنُ إِسحاقَ، وابْنُ الكَلْبِيّ، وابْنُ هِشام: أَنّ النَّبيَّ، ÷، واخى بينَ الحُتَاتِ ومُعاوِيَةَ، فمات الحُتات عندَ مُعاوِيَةَ في خلافته، فوَرِثَهُ بالأُخُوَّة، فخرج إِليه الفَرَزْدَقُ، وهو غلامٌ، فأَنشدَه: أَبُوكَ وعمِّي يا مُعَاوِيَ أُورِثَا تُراثاً فيَحْتَازُ التُّراثَ أَقارِبُهْ فما بالُ ميراث الحُتَات أَكَلْتَهُ ومِيراثُ حَرْبٍ⁣(⁣٣) جامدٌ لك ذائِبُه؟ الأَبيات. فدفَعَ إِليه مِيرَاثَهُ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ، وهما صَحابِيّان.

  وفي الإصابة. الحُتَاتُ، بالضَّمّ، هو ابنُ زَيْد بن علقمةَ بن جري بن سُفْيَانَ بْن مُجَاشع بن دارِم التَّميميّ الدّارِميّ المُجَاشِعيّ⁣(⁣٤)، ذكره ابنُ إِسحاقَ وابْنُ الكلبيّ وابنُ هشام فيمن وَفَد من بني تَمِيمٍ عَلى النّبيّ، ÷. ووجدت في هامش لسان العرب، ما نَصُّه: وأَورد هذا البيتَ، يعني: الجوهريُّ، بيتَ الفَرَزْدَق، في ترجمة قَرَعَ، وقال: الحُتاتُ بِشْرُ بنُ عَامِرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، فليُراجَعْ.

  والحُتَاتُ بنُ يَحْيَى بْنِ جُبَيْرٍ اللَّخْميُّ: مُحَدِّثٌ.

  وَرِمْدةُ⁣(⁣٥) حَتّانَ: سيأْتي في ر م د.

  والحَتْحَتَةُ: السُّرْعَةُ، والعَجَلةُ في كلّ شيْءٍ⁣(⁣٦). وهو مَجاز، ومنه: حَتَّهُ مِائَةَ سَوْطٍ: ضربَه، وعَجّلَ ضَرْبَه. وحَتّهُ دَراهِمَه: عَجَّلَ له النَّقْدَ. ومنه المثَل: «شَرُّ السَّيْرِ الحَتْحَتَةُ».

  والحَتْحَاتُ: بمعنى الحَثْحاثِ بالمُثَلَّثة، وسيأْتي ذكرُه.

  وأَحَتَّ الأَرْطَى، وهو شَجَرٌ: أَي يَبِسَ.

  * ومما يُستدرَكُ عليه: انْحَتَّ شَعَرُه عن رأْسه، وانْحَصَّ: إِذا تَساقطَ.

  والحَتَّةُ: القَشْرَةُ.

  وحَتَّ الله مالهُ حَتّاً: أَذهبَه فأَفقرَه، على المَثَل.

  وتَرَكُوهُمْ حَتّاً بَتّاً، وحَتّاً فَتّاً: أَي أَهْلَكُوهم⁣(⁣٧).

  ومن المَجَاز أَيضاً: حَتَّهُ عن الشَّيْءِ، يَحُتُّه، حَتّاً: رَدَّه.

  وفي الحديث: أَنّه قال لسعد، يومَ أُحُدٍ: «احْتُتْهُم، يا سعْدُ، فِداك أَبي وأُمِّي»، يعني: ارْدُدْهم. قال الأَزهَرِيّ: إِنْ صحَّت هذه اللَّفْظَةُ، فهي مَأْخوذَة من حَتّ الشَّيْء، وهو قَشْرُه شيئاً بعدَ شَيْءٍ، وحَكُّهُ. والحَتُّ: القَشْرُ.

  والحُتَاتُ من أَمراض الإِبلِ: أَنْ يَأْخُذَ البعيرَ هَلْسٌ⁣(⁣٨)، فيتغيَّر لَحْمُه وطَرْقُهُ ولَوْنُهُ، ويتَمَعَّط شَعَرُه، عن الهَجَرِيّ.

  وقال الفَرَّاءُ؛ حَتَّاهُ، أَي: حَتَّى هُوَ.


(١) في معجم البلدان حثاث بالكسر وفي آخره ثاء أخرى، كأنه جمع حثيث.

(٢) في اللسان: حتات بن زيد المجاشعي. وأورده في مادة قرع وقال: الحتات بشر بن عامر بن علقمة عن الليث. وفي أسد الغابة: حتات بن يزيد بن علقمة بن جوى.

(٣) في أسد الغابة: وميراث صخر.» وبعده: فلو كان هذا الأمر في جاهلية علمت من المرء القليل خلائبه.

(٤) انظر أسد الغابة باختلاف.

(٥) في القاموس هنا: «رمدة» وفي التكملة: رماد حتّان. ٧) في التهذيب: استأصلوهم.

(٦) في اللسان: والحتّ: العجلة في كل شيء. (٨) بهامش المطبوعة المصرية: «الهلس: هو الدقة والضمور. ومرض السلّ كما في القاموس».