تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[و]

صفحة 60 - الجزء 3

  الصِّحاح واللّسان وغيرِهما؛ لأَنّ الْمُرادَ بالسَّبْتِ هُنا قيامُ اليهود بأَ ٠ مْرِه، لا اليوم، وقد أَسْبَتُوا. فتأَمّلْ.

  والسُّبَات، كغَرَابٍ: النَّوْمُ، وأَصلُه الرّاحَةُ، تقولُ منه: سَبَتَ يَسْبُت، هذه بالضَّمّ وحدَهَا. وعن ابن الأَعْرَابِيّ في قوله، ø: {وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً}⁣(⁣١)، أَي: قَطْعاً.

  والسَّبْتُ: القَطْع، فكأَنّه إِذا نام انقطعَ عن النّاس. وقال الزَّجّاجُ: السُّبَات: أَنْ يَنقطِعَ عن الحَركة والرُّوح في بَدَنه، أَي: جَعَلْنا نَومكم راحةً لكم أَو السُّبَات: خِفَّتُه⁣(⁣٢) أَي النَّوْمِ، كالغَشْيَة، أَو ابْتداؤُهُ، أَي النَّوْمِ في الرَّأْسِ حَتَّى يَبْلُغَ القلْبَ، قاله ثعلب.

  ورجلٌ مَسْبُوتٌ، من السُّبات، وقد سُبِتَ، عن ابْن الأَعرابيّ؛ وأَنشد:

  وَترَكَتْ راعِيَهَا مَسْبُوتاً ... قَدْ هَمَّ لمّا نامَ أَنْ يَمُوتَا

  وفي التَّهْذِيب: والسَّبْتُ: السُّبات، وأَنشد للأَصمعيّ:

  يُصْبِحُ مَخْموراً ويُمْسِي سَبْتاً⁣(⁣٣)

  أَي مَسْبُوتاً.

  ويُقال: سُبِتَ المريضُ، فهو مسبوتٌ وفي حديثِ عَمْرِو بن مسعودٍ، قال لمُعاوِيَةَ: «ما تَسأَلُ عن شيخٍ نَوْمُهُ سُبَاتٌ، ولَيْلُهُ هُبَاتٌ» السُّبات: نومُ المريضِ والشَّيْخِ المُسِنّ، وهو النَّوْمَةُ الخفِيفة.

  والسُّبات: الدَّهْرُ كالسَّبْتِ، ولو ذكرَه عند السَّبْت، بقوله كالسُّباتِ كان أَلْيَقَ بصَنْعته.

  وسُباتٌ، بِلا لامٍ: لقبُ إِبراهيِمَ بْنِ دُبَيْسٍ الحَدَّاد المُحَدِّث عن مُحَمّدِ بن الجَهْم السّمري.

  والسَّبْتُ: بُرْهَةٌ من الدَّهْر، قال لبِيدٌ:

  وغَنِيتُ⁣(⁣٤) سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ ... لوْ كان للنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ

  وأَقمْتُ سَبْتاً، وسَبْتَةً، وسنْبَتاً، وسنْبَتَةً، أَي: بُرْهَةً من الدَّهْر.

  وكفْرُ سَبْتٍ: ع بالشّامِ بين طَبَرِيَّة والرَّمْلِة.

  وكذا سُوقُ السَّبْتِ موضِعٌ آخَرُ. وابنَا سُبَاتٍ، بالضم: الليلُ والنَّهارُ، قال ابْنُ أَحمر:

  وكُنَّا وهُمْ كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقَا ... سِوًى ثمَّ كانا مُنْجِداً وتِهَامِيَا

  قالوا: السُّباتُ: الدَّهْرُ، وابناهُ: اللَّيْلُ والنَّهارُ. قال ابنُ بَرِّيّ: ذكر أَبو جعفر محمّدُ بنُ حبيب: أَنّ ابْنيْ سُبَاتٍ رَجُلانِ، رأَى أَحدُهما صاحِبَهُ في المَنام، ثمّ انتبَه وأَحَدُهما بنجْدٍ والآخرُ بتِهامَة. وقال غيرُه: ابْنا سُبَاتٍ أَخَوانِ مَضَى أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ الشَّمْسِ ليَنْظُرَ مِنْ أَيْن تَطْلُع، والآخرُ إِلى مَغْرِبِ الشَّمْس لينْظُرَ أَين تَغْرُبُ، كذا في لسان العرب.

  والمسْبُوتُ: المَيِّتُ والمَغْشِيّ عليه، وكذلك العَلِيلُ إِذا كان مُلْقًى كالنّائم يُغمِّضُ عَيْنيْه في أَكثرِ أَحْواله: مسبوتٌ، وقد سُبِتَ، كما تقدَّم.

  وانْسَبَتتِ الرُّطَبةُ: جَرَى فيها كلِّها الإِرطابُ. وانْسَبَتَ الرُّطَبُ؛ عَمَّه كُلَّه الإِرطابُ. ورُطَبٌ مُنْسَبِتٌ: عمَّه كلَّه الإِرْطابُ.

  [و]⁣(⁣٥) انْسَبَتتِ الرُّطَبَةُ: أَي لانَتْ [ورُطَبَةٌ] مُنْسَبِتَةٌ، أَي: ليِّنة. والسَّبَنْتَى، والسَّبَنْدَى: الجَرِيءُ المُقْدِمُ من كلّ شيْءٍ، والياءُ للإِلحاق لا للتّأْنيث⁣(⁣٦)، أَلا ترَى أَن الهاءَ تَلحَقُه والتّنوين، يقال سَبَنْتَأةٌ وسَبَنْدَاةٌ. قال ابنُ أَحْمَرَ يَصف رَجُلاً:

  كأَنَّ اللَّيْلَ لا يَغْسُو عَليْهِ ... إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا

  يعني النّاقةَ. والسَّبَنْتَى: النَّمِرُ، ويُشْبِه أَنْ يكون سُمِّيَ به لجُرْأَته⁣(⁣٧)،


(١) سورة النبأ الآية ٩. (٢) في نسخة من القاموس: خفيّة.

(٣) في التكملة: يصبح سكران. (٤) عن التهذيب وديوانه، وبالأصل «وعنيت».

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) عن اللسان والصحاح وبالأصل «التأنيث».

(٧) عن اللسان، وبالأصل والصحاح لجراءته.