تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سبست]:

صفحة 63 - الجزء 3

  والسُّبْرُوت: الشَّيْءُ القلِيلُ التَّافِه، يقال: مالٌ سُبْرُوتٌ، أَي: قليل.

  وعن الأَصمعيّ: السُّبْرُوت: الفقيرُ، كالسِّبْريتِ.

  والسِّبْرَاتِ، بالكسر فيهما، وهذه عن ابن دُرَيْد. والسُّبْرُتِ كقُنْفُذ، وفي اللسان: السُّبْرُتُ، والسُّبْرُوتُ، والسِّبْراتُ: المُحْتاجُ المُقِلّ. وقيل: الذي لا شيْءَ له، وهو السِّبْرِيتَةُ، والأُنْثَى سِبْرِيتَةٌ أَيضاً.

  والسُّبْرُوت أَيضاً: المفْلِس، وقال أَبو زيد: رجل سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ، وامرأَةٌ سُبْرُوتَةٌ وسِبْرِيتَةٌ: إِذا كانا فَقيريْن، من رجالٍ ونساءٍ سبارِيتَ، وهم المساكين والمحتاجونَ، انتهى.

  وأَرضٌ سِبْراتٌ، وسِبْرِيتٌ، وسُبْرُوتٌ: لا نَبَاتَ بها، وقيل: لا شيءَ فيها.

  والسُّبْرُوتُ: الغُلامُ الأَمْرَدُ لا نَبَاتَ بِعَارِضَيْهِ، وج: سَبارِيتُ، وسَبارٍ، وهذه الأَخيرة نادِرَةٌ، عن الِّلحْيانيّ.

  وحكى الّلحيانيّ عن الأَصمعيّ: أَرضُ بني فلانٍ سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ لا شيءَ فيها. وحكى: أَرْضٌ سَبَاريتُ مِنْ بابِ: ثَوْبٌ أَخْلاقٌ، كأَنَّه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ سُبْرُوتاً، أَو سِبْرِيتاً. وعن أَبي عُبَيْدٍ: السَّبَارِيتُ: الفَلَوَاتُ الّتي لا شَيْءَ بها. وعن الأَصْمعيّ: السَّبَارِيتُ: الأَرْضُ الّتي لا يَنْبُتُ فيها شيْءٌ؛ ومنها سُمِّي الرَّجُلُ المُعْدِمُ سُبْرْوتاً.

  وسَبْرَتَ الرَّجُلُ: قَنِعَ، وتَمَسْكَنَ.

  والمُسَبْرَتُ، على صيغةِ المفعول: الأَجْرَدُ، وهو الّذِي لا شَعَرَ عَلَيْهِ.

  والسَّنْبَرِيتُ، كزَنْجبِيل: الرَّجلُ السَّيّئُ الخُلُقِ.

  وسَبْرَتٌ، كجعْفَر: سُوقٌ قديم بأَطْرَابُلُس المغْربِ، ويأْتي للمصنّف في الرّاءِ أَنَّه مَدِينة بالمغْرِب، فليُنْظَر.

  * وممّا يستدرك عليه: السُبْرُوتُ: الطوِيلُ.

  والسُّبْرُوتُ: الدَّليلُ الماهرُ بالأَرَضِينَ قال شيخُنا: ذكره سيبَويْه، وقال: هو فُعْلُول، كزُنْبُور وعُصْفُور، وصَوَّبه الأَكثَرُ.

  وزعمَ بعضُ أَهلِ الصَّرْف أَنَّه فُعْلُوت، لأَنّه من سبَرْتُ الشَّيءَ: إِذا اختَبرتَه، وزيدت فيه التاءُ مبالغةً، وأَنكره جماعةً، انتهى.

  وعلى هذا، فكان ينبغي للمصنِّف أَن يُشِيرَ له في حرف الرّاءِ، ولم يذكرْه هناك، وذَكَرَ السُّبْرورَ⁣(⁣١) بمعنى الفَقير، وأَرْضٌ لا نبَاتَ بِها. فليُنظَرْ بينَ الكلامَينِ.

  [سبست]: * وممَّا يسْتدركَ عليه؛ سِبِسْتَان، بكسرتَينِ: هو شَجر المُخَّيْطِ، ومعناه أَطْبَاءُ الكَلْبَة، شُبِّهتْ بها⁣(⁣٢). وأَصلُها بالفارِسية سك پستان، فسك: الكَلب، وپستانْ: الطُّبْيُ.

  وأَوردَه المصنّفُ استطراداً في م خ ط، فما أَغنى ذلك عن ذكرها هُنا، لئلّا يكون إِحالةً على مجهولٍ، فتأَمَّلْ.

  [ستت]: السِتُّ، بالكسْرِ: م، أَي معروف في الأَعْدَاد، لا يكادُ يَجهَلُه أَحدٌ. وفي التّهذيب، عن اللَّيْث: السِّتُّ والسِّتَّةُ في التَّأْسيس على غير لفظيهما، وهما في الأَصل: سِدْس وسِدْسَة، ولكنّهم أَرادوا إِدغام الدّال في السِّين، فالتقتا عندَ مَخْرَج التّاءِ، فغلَبَت عليها كما غلبت الحاءُ على العين⁣(⁣٣) [في لغة]⁣(⁣٤) سَعْد، فيقولون: كُنْتُ مَحهمُ، في معنى مَعَهُمْ. وبيانُ ذلك أَنَّك تُصغِّر سِتَّة سُدَيْسَة، وجميعُ تَصْغِيرها على ذلك، وكذلك الأَسْدَاسُ وعن ابْن السِّكِّيت: يقال: جاءَ فلان خامساً وخامِياً، وسادِساً وسادِياً، وساتّاً؛ وأَنشد: إِذا ما عُدَّ أَرْبَعَةٌ فِسَالٌ فَزَوْجُكِ خامِسٌ وأَبُوكِ سادِي قال: ومن قال سادِساً، بَناه على السِّدْس، ومن قال: ساتًّا، بناه على لفظِ سِتَّةٍ وسِتٍّ. وأَصلُهُ سِدْسٌ، فأُبْدِلَ السِّينُ تاءً وأُدْغِمَ فيه الدَّالُ⁣(⁣٥). ومن قال سادِياً وخامِياً، أَبدلَ من السِّين ياءً. وقد يُبْدِلُونَ بعضَ الحُروف ياءً، كقولهم في


(١) في اللسان (سبر): والسُّبرور: الفقير كالسُّبروت حكاه أبو علي. قال ابن سيده: فإذا صح هذا فتاء سبروت زائدة.

(٢) انظر في خواصها ومنافعها تذكرة الأنطاكي.

(٣) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: الغين.

(٤) زيادة عن التهذيب.

(٥) عبارة التهذيب: والأصل سدسة، فأدغموا الدال في السين فصارت تاء مشددة.