تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شبرت]:

صفحة 76 - الجزء 3

  بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيْلِ نَهْدِ ... جَوادٍ لا أَحَقُّ ولا شَئيتُ

  قال ابنُ الأَعْرَابيّ: الأَحَقُّ: الّذي يَضَعُ رِجلَه موضِعَ يَدِه. والجمعُ شُؤُوتٌ، قال الأَزهريّ: كذلك قال ابنُ الأَعرابيّ وأَبو عُبَيْدَة⁣(⁣١). وقد شرح الأَصمعيُّ بيت عَدِيّ بنِ خَرَشَةَ، فقال الأَقْدَرُ الّذي يَجوزُ⁣(⁣٢) حافِرَا رِجْليْه عن حافِرَيْ يَدَيْه. والشَّئيتُ: الّذِي يَقْصُرُ حافِرَا رِجْليْه عن حافِرَيْ يَدَيْه. والأَحَقُّ: الّذي يُطَبِّقُ حافِرَا رِجْليْه حافِرَيْ يَدَيْه. ثم إِنّ قوله: «والَّذي يَقصر» إِلى آخره، هكذا نصُّ عبارة الصِّحاح والمُحْكم واللّسان وغيرهم. قال شيخُنا: وفيه إِضافة التَّثْنية إِلى التَّثْنية، وهو ممّا استقبحوه وعابُوه وصرَّحوا بأَنَّه لا يكادُ يُوجَدُ في كلام العرب، كما في مُقرّب ابنِ عُصْفُور، وغيرِه. فلو أَتى به مُفرداً وقصَدَ الجِنْسَ، لكان أَجْرَى على ما رامَه من الاختصار. انتهى.

  قُلْتُ: وهو تَبِعَ الجَوْهَرِيَّ ومَنْ سَبَقه، فأَورَد العبَارَة بنصِّها، ولم يُغيِّرْ.

  [شبت]: الشِّبِتُّ، كطِمِرٍّ: أَهمله الجوهريُّ، وقال الصّاغانيّ: وهي هذِهِ البَقْلةُ المَعْرُوفةُ، وقال أَبو حنيفة: نَبْتٌ، وزعَمَ أَنَّ السِّبِتَّ⁣(⁣٣)، بالسّين المهملة، مُعَرَّبٌ عنه. قلتُ: وقد تقدّم أَنَّهما مُعَرَّبا شِوِذْ، وأَنَّ الطّاءَ لُغةٌ فيه، كما يأْتي إِن شاءَ الله تعالى.

  * وممّا يُستدرَكُ عليه: شُبَيْتٌ، كزُبَيْرٍ: جَدُّ شيخٍ بعضِ شُيوخنا أَبي عبد الله محمّد بن إِبراهيم بن محمّد بن محمَّد الشُّبَيْتِيّ الدِّمياطيّ، روى عن أَبي عبد الله محمّد بن محمّد البديريّ.

  [شبرت]: شُبْرُتُ، كقُنْفُذ: أَهمله الجماعةُ، وقال الصّاغانيّ: هي قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُسِ من قِلاع السّاحل⁣(⁣٤).

  [شتت]: شَتَّ شَعْبهم، يَشِتُّ، شَتًّا، وشَتَاتاً، وشَتِيتاً: أَي فَرَّقَ⁣(⁣٥).

  وشتَّ أَيضاً: إِذا افْتَرَقَ. وأَمْر شَتٌّ: أَي مُتفرِّقٌ، كانْشَتَّ جَمْعُهُم. وتَشتَّتَ: أَي تَفَرَّقَ، قال الطِّرِمّاحُ:

  شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بعدَ الْتِئامْ ... وشَجَاكَ الرَّبْعُ رَبْعُ المُقَامْ

  واسْتَشَتَّ، مِثْلُهُ. وشَتَّتَهُ اللهُ، وأَشَتَّهُ: بمعنى فَرَّقَه.

  والشَّعْبُ الشَّتِيتُ: أَي المُفَرِّقُ المُشَتَّتُ. وعبارة الصِّحاح: المتفرّق؛ قال رُؤبَةُ يصف إِبلاً:

  جاءَتْ مَعاً وَاطَّرَقَتْ شَتِيتاً ... وهْيَ تُثِيرُ السّاطِعَ السِّخْتِيتَا⁣(⁣٦)

  وعن الأَصمَعِيّ: شَتَّ بقَلْبِي كذا وكذا: أَي فَرَّقه. ويُقَالُ: أَشَتَّ بِي قَوْمي: أَي فَرَّقُوا أَمْرِي.

  ويُقال: شَتَّتُوا أَمْرَهُم: أَي فَرَّقُوه. وقد اسْتَشَتَّ، وتَشَتَّتَ: إِذَا انْتَشَرَ.

  ويُقَالُ: أَخافُ عليكُم الشَّتَاتَ: أَي الفُرْقَةَ. والشَّتِيتُ من الثَّغْرِ: المُفَلَّقُ المُفَلَّجُ، قال طَرَفَةُ:

  من شَتِيتٍ كَأَقاحِ الرَّمْلِ غُرْ⁣(⁣٧).

  وقَوْمٌ شَتَّى: مُتَفَرِّقُونَ، وأَشياءُ شَتَّى. قال شيخُنَا: قيل: إِنَّهُ جمعُ شَتِيتٍ، كمَرْضَى وَمرِيضِ، وقيل: مُفردٌ، وبَسَطَ فيه الخَفَاجِيّ في العِنَايَة. انتهى. وفي الحديث: «يَهْلِكُونَ»


(١) يعني في كتاب الخيل.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «يطبق» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله يطبق كذا بخطه، وهو سبق قلم. وبه يتحد معنى الأقدر والأحق. وعبارة الجوهري في مادة (حقق): الأقدر: الذي يجوز حافرا رجليه حافري يديه اه وهي عبارة. الأصمعي بعينها».

(٣) في اللسان «الشبث» راجع ما مرّ في مادة سبت: فالسِّبَت والشّبث بمعنى.

(٤) زيد في معجم البلدان: بينها وبين طرطوشة يومان.

(٥) في التهذيب: أي تفرق جمعهم، وهو قول الليث.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله قال رؤبة إلخ. قال في التكملة: وليس لرؤبة على هذا الروي شيء وإنما هو من الأصمعيات والإنشاد والرواية:

جاءت معا وأطرقت شتيتا ... وتركت راعيها سبوتا

قد كاد لما نام أن يموتا ... وهي تثير ساطعا سخيّتا

(٧) وصدره - في الديوان ٦٥:

بادن تجلو إذا ما ابتسمت عن شتيت