تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صمعت]:

صفحة 89 - الجزء 3

  والصِّيتُ، بالكَسْرِ: الذِّكْرُ، يقال: ذَهبَ في النّاس صِيتُه، أَي ذِكْرُه، وخَصَّه بعضُهم بالذِّكْرِ الحَسَن. وفي الصِّحاح: الجَميل الّذِي يَنتشِر في النّاس دُونَ القَبِيح، وأَصلُه من الواو، وإِنّما انقلبتْ ياءً، لانكسارِ ما قبلَها، كما قالوا: رِيحٌ، من الرَّوْح، كأَنّهُمْ بَنَوْهُ على فِعْلٍ، بكسر الفاءِ، للفَرْقِ بينَ الصَّوْتِ المسموع وبينَ الذِّكْرِ المعلوم.

  وفي الحديث: «ما مِنْ عَبْدٍ إِلَّا له صِيتٌ في السَّمَاءِ» أَي ذِكْرٌ وشُهْرَةٌ وعِرْفانٌ قال: ويكونُ في الخَير والشَّرِّ كالصّاتِ والصَّوْتِ، والصِّيتَةِ، ورُبَّما قالوا: انتَشَر صَوتُه في النّاس، بمعنى الصِّيت. قال ابنُ سِيدَهْ: والصَّوْت في الصِّيت، لُغَةٌ. وقال لَبِيدٌ⁣(⁣١):

  وكَمْ مُشْتَرٍ مِنْ مالِهِ حُسْنَ صِيتِه ( ٢ (  ... لِآبائِه في كُلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ

  وفي الحديث: فَصْلُ⁣(⁣٣) ما بَيْنَ الحلالِ والحرامِ، الصَّوْتُ، والدُّفُّ» يُرِيدُ إِعلانَ النِّكاح، وذَهَابَ الصَّوْت والذِّكْرَ به في النّاس، يُقال: له صَوْتٌ وصِيتٌ، أَي ذِكْرٌ.

  والصِّيتُ: المِطْرَقَةُ نَفْسُها، وقيل: الصِّيتُ: الصّائِغُ. وقيل: الصَيْقَلُ، نقله الضّاغانِيُّ.

  والمِصْوَاتُ، بالكسر: المُصَوِّتُ. وقولُهم: دُعِيَ، فانْصاتَ: أَي أَجابَ وأَقْبَلَ.

  وانْصاتَ الرّجلُ: ذَهَبَ في تَوَارٍ، نقلَهُ الصّاغَانيّ. وانْصَاتَ المُنْحَنِي: إِذا اسْتَوَى هكذا في النُّسَخِ، وفي أُخْرَى اسْتَوَى قائماً، وصوابُه، على ما في الصِّحاح وغيرِه: استَوَتْ قَامَتُهُ بعدَ انْحناءٍ، كأَنّه اقْتَبَلَ شَبَابُهُ.

  والمُنْصاتُ: القَوِيمُ القامَةِ، قال سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ⁣(⁣٤)، وقيل للعَبّاس بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَميّ:

  ونَصْرُ بْنُ دُهْمَانَ الهُنَيْدَةَ عاشَها ... وتِسْعِينَ حَوْلاً ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا

  وعادَ سَوادُ الرَّأَسِ بعدَ ابْيِضاضِهِ ... ورَاجَعَهُ شَرْخُ الشَّبَابِ الَّذِي فاتا

  وراجَعَ أَيْداً بَعْدَ ضَعْفٍ وقُوَّةٍ ... ولكِنَّهُ من بَعْدِ ذا كُلِّهِ ماتا

  وانْصاتَ بِه الزَّمَانُ انْصِيَاتاً: إِذا صار مشْهُوراً⁣(⁣٥).

  ويُقالُ: ما بالدَّارِ مِصْوَاتٌ، أَي: أَحَدٌ يُصَوِّتُ. وفي بعض النُّسَخِ: مُصَوِّتٌ، والمعنى واحد.

  * وممّا يُسْتدْرَكُ عليه: أَصات الرجلُ بالرَّجُلِ: إِذا شَهَّرَهُ⁣(⁣٦) بأَمْر لا يَشتهيه.

  وفي الحديث: «أَنّهم كانُوا يَكرهون الصَّوْتَ عندَ القِتالِ» هو أَنْ يُنادِيَ بعْضُهم بعضاً، أَو يفعَلَ أَحدُهُم فعلاً له أَثرٌ، فيَصِيحَ، ويُعَرِّفَ بنفْسِه على طريق الفخر والعُجْبِ.

  والعَربُ تَقولُ: أَسْمَعُ صَوْتاً، وأَرَى فَوْتاً: أَي أَسْمَعُ صَوتاً، ولا أَرى فِعْلاً. ومِثلُه: إِذا كُنْت تَسْمَعُ بالشَّيْءِ، ثمّ لا تَرى تحقيقاً، يقالُ: ذِكْرٌ ولا حَساسِ⁣(⁣٧).

  من أَمثالهم في هذا المعنى: لا خيْرَ في رَزَمَةٍ لا دِرَّة معها، أَي: لا خَيرَ في قَولٍ ولا فِعْلَ معه.

  وكُلُّ ضرْبٍ من الغِناءِ، صَوْتٌ، والجمعُ الأَصواتُ. وقولُه، ø: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}⁣(⁣٨) قيل: بأَصواتِ الغِناءِ والمَزامِيرِ.

  وأَصَاتَ القَوْس: جَعلَها تُصَوِّتُ. وفي الأَساسِ: سابَّ المُخَبَّلُ⁣(⁣٩) الزِّبْرِقانَ، فقال لصَحْبِه: كيف رَأَيْتمُوني؟ قالوا: غَلَبَكَ بِرِيقٍ سَيِّغٍ، وصَوْتٍ صَيِّتٍ.


(١) في التهذيب واللسان والتكملة: والصِّيتة بالهاء: الصيت وقال لبيد.

(٢) في التهذيب: حسن صيته. وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله مبدى كذا بخطه وفي التكملة مندى بالنون» وفي التكملة المطبوع «مبدي» كالأصل.

(٣) عن النهاية وبالأصل «فضل». (٤) في اللسان: الأنباري.

(٥) التهذيب: إذا اشتهر. (٦) عن اللسان، وبالأصل «أشهره» وفي التهذيب: «إذا شهر».

(٧) في اللسان بكسر الحاء، ضبط قلم. (٨) سورة الإسراء الآية ٦٤.

(٩) بالأصل «المختبل» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله المختبل كذا بخطه والذي في الأساس: المخبل. قال الجوهري: ومخبل اسم شاعر من بني سعد، وفي القاموس: وكمعظم الشعراء». وفيمن اسمه المخبل من الشعراء قال في المؤتلف والمختلف: المخبل القريعي واسمه ربيعة بن ربيع بن قتال ويكنى أبا يزيد. والمخبل بن شرحبيل ... أحد بني بكر بن وائل ثم بني زهير، والمخبل الثمالي.