تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كتت]:

صفحة 115 - الجزء 3

  بالكِبْرِيتِ مَخْلُوطاً بالدَّسَمِ والخَضْخَاض⁣(⁣١)، وهو ضَرْبٌ من النِّفْطِ أَسودُ رقيقٌ لا خُثُورَةَ فيه، وليس بالقَطِرَانِ، لأَنَّهُ عُصَارَةُ شَجرٍ أَسْوَد خَاثِر، كذا في التّكملة، وهو للتَّداوِي من الجَرَبِ، لأَنَّه صالحٌ لرَفْعِه جِدّاً.

  ونقل القزوينيّ - في عَجَائبه⁣(⁣٢) عن أُرسطو - الكِبْرِيتُ أَصناف: الأَحمرُ الجَيِّدُ اللونِ، والأَبيضُ اللّونِ، هو كالغُبَارِ، ومنه الأَصفَرُ، فمَعْدِنُه⁣(⁣٣) بالمَغْرِب، لأناس في موضعٍ⁣(⁣٤)، بقُرْبِ بحر أَوْقَيانُوسَ على فرسِخٍ⁣(⁣٥) منه، وهو نافعٌ من الصَّرَع والسَّكَتاتِ والشَّقِيقَةِ، ويَدْخُل في أَعمالِ الذّهَب، وأَمّا الأَبيضُ فيُسوِّدُ الأَجسامَ البِيضَ، وقد يكونُ كامِنُه في العُيُونِ التي يَجْرِي منها الماءُ الجاري مَشُوباً به، ويُوجَد لتلكِ المياهِ رائحةٌ مُنتِنَةٌ، فمَن اغْتَمَسَ⁣(⁣٦) في هذه العيونِ في أَيّامٍ معتَدِلَةِ الهواءِ أَبرأَه من الجِرَاحَاتِ والأَوْرَامِ والجَرَب والسّلَعِ التي تكون من المِرَّةِ السَّوْدَاءِ.

  وقال ابنُ سِيناءَ: إِنَّ الكِبْرِيتَ من أَدْوِيَةِ البَرَصِ ما لم تَمَسَّه النارُ. وإِذَا خُلِطَ بصَمْغِ البُطْمِ⁣(⁣٧) قَلَعَ الآثارَ التي تكون علَى الأَظْفَارِ، وبالخلِّ على البَهَقِ، ويَجْلُو القُوَبَاءَ، وهو طِلاءٌ للنِّقْرِسِ مع النَّطْرُونِ والماءِ، ويَحْبِسُ الزُّكامَ بَخُوراً⁣(⁣٨).

  وفيه خواصُّ غيرُ ذلك، ومَحلُّه المُطَوَّلاتُ من كتب الطِّبِّ.

  [كتت]: الكَتِيتُ: صَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ.

  والجَرَّةِ ونحوِهما، كَتَّتْ تَكِتُّ كَتِيتاً إِذا غَلَتْ وقيل: هو صَوْتُها إِذا قَلَّ ماؤُهَا، وهو أَقَلُّ صَوْتاً وأَخفضُ حالاً من غَلَيَانِهَا إِذا كَثُرَ ماؤُهَا، كأَنّها تقول كَتْ كَتْ، وكذلك الجَرَّةُ الجَدِيدةُ⁣(⁣٩) إِذا صُبَّ فيها المَاءُ.

  وكَتَّ النَّبِيذ وغيرُه كَتًّا وكَتِيتاً: ابتدأَ غَلَيَانَهُ قبلَ أَن يَشْتَدّ: والكَتِيتُ صوتُ البَكْرِ، وهو فوقَ الكَشِيشِ، وقيل: الكَتِيتُ أَوَّلُ هَدْرِ البَكْرِ، وهو ارتفاعُه عن الكَشِيشِ، وعن الأَصمعيّ: إِذا بَلَغ الذَّكَرُ من الإِبِلِ الهَدِيرَ فأَوَّلُه الكَشِيشُ، فإِذا ارتَفَع قليلاً فهو الكَتِيتُ، قال اللَّيْثُ: يَكِتُّ ويكِشُّ⁣(⁣١٠)، ثم يَهْدِرُ، قال الأَزهريّ: والصوابُ ما قاله الأَصْمَعِيّ.

  والكَتِيتُ: صَوْتٌ في صَدْرِ الرَّجُلِ كصوتِ البَكْرِ⁣(⁣١١) من شِدَّةِ الغَيْظِ وكَتَّ الرَّجُلُ من الغَضَبِ، وفي حديث وَحْشِيٍّ ومَقْتَلِ حَمْزَةَ «وهُوَ مُكَبِّسُ له كَتِيتٌ» أَي هَديرٌ وغَطِيطٌ.

  والكَتِيتُ: البَخِيلُ قالَ عَمْرُو بنُ هُمَيْلٍ اللِّحْيَانيُّ الهُذَلِيّ:

  تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أُنَاسٍ ... وأَوْضَعَهُ خُزَاعِيٌّ كَتِيتُ

  إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قالَ: أَوْكِي ... عَلَى ما فِي سِقَائِكِ قَدْ رَوِيتُ⁣(⁣١٢)

  وفي التهذيب: الكَتِيتُ: الرَّجُلُ البَخِيلُ السَّيِّئُ الخُلُقِ المُغْتَاظُ، وأَوْرَدَ هذينِ البيتين، ونسبَهُما لبعضِ شُعَراءِ هُذَيْلٍ، ولم يُسَمِّه.

  ويُقَال: إِنَّه لكَتِيتُ اليَدَيْنِ أَي بَخِيلٌ، وهو مَجَازٌ، قالَ ابنُ جِنِّي: أَصلُ ذلك من كَتِيتِ القِدْرِ، وهو غَلَيَانُهَا كذلك.

  والكَتِيتُ: المَشْيُ رُوَيْداً، كالكَتْكَتَةِ.

  أَو الكَتِيتُ: مُقَارَبَةُ الخَطْوِ في سُرْعَةٍ، كالكَتْكَتَةِ والتَّكَتْكُتِ وإِنَّه لَكَتْكَاتٌ، وقد تَكَتْكَتَ.

  وكَتَّ البَعِيرُ، هكذا في نسختنا، ومثلُهُ في الصّحاح، ووقع في لسان العرب: البَكْرُ، بَدَلَ البَعِير يَكِتُّ بالكسر:


(١) في التهذيب: إذا طلاه بالكبريت والخضخاض وفي اللسان: إِذا طلاه بالكبريت مخلوطاً بالدسم. وفي التكملة فكالأصل.

(٢) هو الكتاب المسمى: عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات ١/ ٣٣١ على هامش حياة الحيوان للدميري.

(٣) عند القزويني: أما الأَحمر فمعدنه بالمغرب.

(٤) بالأصل «لا بأس في موضعه» وما أثبتناه عن عجائب القزويني وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله لا بأس كذا بخطه».

(٥) عن القزويني، وبالأصل «فراسخ».

(٦) القزويني: انغمس.

(٧) القزويني: القرطم.

(٨) زيد عند القزويني: وقال غيره: إذا، الكبريت الأصفر ونثر على موضع اللسعة نفعه وهو يبيض الشعر بخورا وتهرب من رائحته البراغيث وكذلك الحيات سيما مع دهن أو حافر حمار.

(٩) في اللسان «الحديد» خطأ، والجرة من الخزف وليس من الحديد. وفي الصحاح: «الجديد» وهو وصف للمذكر والمؤنث.

(١٠) في التهذيب: يكتّ ثم يكش ثم يهدر.

(١١) اللسان: البكارة.

(١٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله المرضة هي بضم الميم: الرثيثة الخاثرة وهي لبن حليب يصب عليه لبن حامض ثم يترك ساعة فيخرج منه ماء أصفر رقيق فيصب منه ويشرب الخاثر أفاده في الصحاح».